النهار

الفنزويلي مارتينيز عاد إلى الألعاب الأولمبية بعد 40 عاماً على مشاركته الأولى
المصدر: "أ ف ب"
الفنزويلي مارتينيز عاد إلى الألعاب الأولمبية بعد 40 عاماً على مشاركته الأولى
ليونيل مارتينيز
A+   A-
لا يعرف إلا قلة من متابعي باريس 2024 اسم الفنزويلي ليونيل مارتينيز، لكن قصة هذا الرامي تستحق تسليط الضوء عليها، إذ عاد إلى الألعاب الأولمبية بعد 40 عاماً على مشاركته الأولى عام 1984 في لوس أنجلس التي يعتزم العودة إليها بعد 4 أعوام حين تستضيف نسخة 2028.
 
بعد يومين من التصفيات في مسابقة الحفرة الأولمبية (تراب)، انتهى مشوار ابن الستين عاماً في الأولمبياد الباريسي الثلثاء في المركز الثامن والعشرين، محققاً بعد 40 عاماً على مشاركته الأولى عام 1984 "تقدماً" ملحوظاً إذ حل في حينها في المركز الحادي والأربعين ضمن الحفرة المختلطة (ميكسد تراب).
 
وحده الفارس الياباني هيروشي هوكيتسو انتظر أكثر من مارتينيز للمشاركة الثانية له في الألعاب الأولمبية: 44 عاماً. خاض مشاركته الأولى عام 1964 في طوكيو وانتظر حتى 2008 في بيجين للعودة إلى الألعاب بعمر السابعة والستين، قبل أن يخوض مغامرته الثالثة في لندن 2012 عن 71 عاماً.
 
ويريد الفنزويلي خوض نفس المسار، إذ يعتزم العودة إلى حيث بدأ كل شيء، إلى لوس أنجلس التي تستضيف أولمبياد 2028.
 
وقال مارتينيز: "هناك ضوء في داخلي يقودني صوب لوس أنجلس 2028. هذا هو المستقبل بالنسبة لي. العمل من أجل هذا الهدف يبدأ الآن"، كاشفاً: "أذهب إلى قاعة التمارين الرياضية كل يوم. أُبقي جسدي في حركة دائمة. لا أؤمن بالطب العلمي الذي يقول أنه عندما تصبح في الأربعين أو الخمسين من عمرك لا يجب أن تفعل بعض الأمور بعد الآن".
 
"العمر مجرد رقم"
وتابع لموقع ألعاب باريس: "قد يكون ذلك صحيحاً للناس الذين يصدقونه (الطب العلمي)، لكن بالنسبة لي العمر مجرد رقم".
 
ما أدلى به الرامي الفنزويلي ليس بعيداً عن الحقيقة والألعاب الأولمبية بالذات شاهدة على ذلك.
 
فمن الرامي السويدي اوسكار سواهن الذي شارك في أولمبياد 1920 حين كان يبلغ 72 عاماً و281 يوماً وتوّج بالذهب عام 1912 حين كان يبلغ 64 عاماً و280 يوماً، إلى الفارسة الأوسترالية ماري هانا المتواجدة في باريس 2024 وهي في التاسعة والستين، يبدو العمر حقاً مجرد رقم.
 
قد تكون هانا التي يشكل باريس 2024 في الأولمبياد السابع لها لكن هذه المرة كاحتياطية في الفريق الأوسترالي، أكبر الرياضيين سناً في النسخة الثالثة والثلاثين وثاني أكبر رياضية في التاريخ الأولمبي بعد الفارسة البريطانية لورنا جونستون التي شاركت في ألعاب 1972 وهي في السبعين من عمرها، لكنهما أصغر من هوكيتو الذي شارك في العاب لندن 2012 وهو يبلغ 71 عاما و71 يوماً بالتحديد.
 
بالنسبة لمارتينيز: "الذهنية تشكل 90 بالمئة من هذه الرياضة... سأعمل بدنياً وذهنياً" من أجل التحضير لمشاركته الأولمبية الثالثة بعد أربعة أعوام.
 
بعد مشاركته الأولى التي خاضها وهو في العشرين من عمره، ابتعد مارتينيز عن الرياضة لقرابة 15 عاماً. تزوج وأسس شركة عائلية لتصنيع المستلزمات الطبية التي تستخدم لمرة واحدة، قبل أن يرزق وزوجته بأولاد.
 
"الشغف"
لم يدرك أن حضوره دورة الألعاب الأميركية في غوادالاخارا المكسيكية عام 2011 كمتفرج ستعيد إليه رغبة حمل البندقية مجدداً.
 
الحافز الذي يدفع مارتينيز هو: "الشغف... لم يتطلب الأمر الكثير من القوة لمحاولة العودة. عندما يكون هناك شيء أنت شغوف به، شيء يحرك وجودك، يكون الأمر سهلاً. أردت الخروج من الاعتزال وتجربة ما أختبره الآن مرة أخرى".
 
وأضاف الفنزويلي الذي جاء الثلثاء في المركز الثامن والعشرين رغم إهداره خمس طلقات فقط من أصل 125، أن "ذلك الأدرينالين الذي لا تزال تشعر به، يعود في غضون ثانية. هذا هو جوهر الرياضة".
 
والآن بعدما منحت لوس أنجليس شرف استضافة ألعاب 2028، حدد مارتينيز لنفسه هدف إنهاء المشوار الأولمبي من حيث بدأ، مشدداً: "يتعين عليك أن تضع هدفاً في ذهنك إذا كنت تريد تحقيقه. أنا متأكد تماماً من أني سأعمل على مدار الأعوام الأربعة القادمة حتى أكون مستعداً للألعاب الأولمبية المقبلة".

اقرأ في النهار Premium