أهدى شارل لوكلير من موناكو فريقه فيراري فوزا ساحرا على أراضيه باحتلاله المركز الأول في سباق جائزة إيطاليا الكبرى، الجولة السادسة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد على حلبة مونتسا الأحد، في حين تعثر مجددا بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بُل).
وهو الفوز الثاني للوكلير (26 عاما) في مونتسا التي تعتبر "معبد السرعة" بعد عام 2019 والثاني له هذا العام بعد الانتصار الذي حققه على أرضه في الإمارة والسابع في مسيرته.
قال لوكلير "يا له من شعور لا يصدق... كانت المشاعر في اللفات الأخيرة قوية كما كانت خلال فوزي الأول هنا في 2019. شكرا جزيلا للجماهير على الدعم الكبير".
وأمام حشد جماهيري إيطالي كبير اجتاح الحلبة فور تلويح نجم كرة القدم السابق أليساندرو ديل بييرو بعلم النهاية، تفوق لوكلير الذي انطلق من المركز الثالث وأنهى السباق (53 لفة) بوقت قدره 1.14.40.727 ساعة بفارق 2.664 ثانيتين و6.153 ثوانٍ تواليا على سائقي ماكلارين الأسترالي أوسكار بياستري والبريطاني لاندو نوريس.
وحلّ الهولندي ماكس فيرستابن (ريد بُل) بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية ومتصدر الترتيب في المركز السادس متأخرا بفارق 37.932 ثانية.
من ناحيته، قال بياستري "لن أكذب، إنها (الخسارة) تؤلمني كثيرا. لقد فعلت الكثير من الأشياء بشكل صحيح اليوم".
وتابع "أنا سعيد بالسباق والوتيرة التي حققتها، لكن عندما أنهي السباق في المركز الثاني، فإن الأمر يؤلمني".
واعتمد فيراري استراتيجية التوقف مرة واحدة في اللفة الـ16، لينهي لوكلير السباق على متن إطارات قاسية، بخلاف باقي منافسيه الذين توقفوا مرتين، باستثناء زميله في الفريق الإسباني كارلوس ساينز، ما منح الأفضلية للحظيرة الإيطالية على أرضها.
ونجح السائق القادم من الإمارة في الحفاظ على إطاراته بحالة جيدة، ليحكم قبضته على نهاية السباق أمام بياستري الذي كان بدوره تصدر الترتيب في وقت باكر، بعدما نجح في تجاوز زميله نوريس المنطلق من المركز الأول والذي اكتفى بآخر عتبة على منصة التتويج، إضافة إلى نقطة أسرع لفة.
وعلى الرغم من خيبة عدم فوزه، إلا أن نوريس ثاني ترتيب السائقين تمكن من تقليص الفارق بينه وبين فيرستابن المتصدر إلى 62 نقطة قبل 8 سباقات من النهاية (303 مقابل 241).
وبدوره، قلّص ماكلارين الذي رفع رصيده في المركز الثاني لدى الصانعين إلى 438 نقطة، الفارق بينه وبين ريد بُل المتصدر إلى 8 نقاط.
فيرستابن يعاني
في المقابل، استمرت فترة عجاف السائق الهولندي الذي لم يذق طعم الفوز للسباق السادس تواليا، بعدما سبق له أن فاز في 8 سباقات من الجوائز الكبرى العشر الأولى في ظل هيمنة مطلقة لسيارته ريد بُل.
ولم يصعد فيرستابن الذي يسعى للقب رابع تواليا ويعود فوزه الأخير إلى جائزة إسبانيا الكبرى في 23 حزيران/يونيو (الجولة العاشرة) إلى منصة التتويج سوى مرتين في هذه الفترة حيث حلّ ثانيا في سباقي بريطانيا وهولندا.
في مونتسا، انطلق نوريس بشكل جيد وأبقى سيارته أمام زميله بياستري في وقت خرج راسل عن المسار بعدما كان ثالث المنطلقين. لكن بياستري تمكن من تخطي زميله البريطاني الذي وجد نفسه خلف لوكلير أيضا بعدما استغل سائق فيراري الصراع بين الزميلين.
وحاول نوريس التعويض من خلال استبدال إطارات سيارته بشكل مبكر، فدخل في اللفة 15 ثم لحق به لوكلير في اللفة التالية، فأصاب البريطاني في قراره إذ تقدم سائق فيراري وبقي خلف زميله بياستري الذي أجرى بدوره وقفة الصيانة في اللفة 16.
وقرر فريق فيراري إبقاء ساينز على المسار مع إطاراته القاسية، ليتصدر الترتيب حتى اللفة 20 قبل أن يترك الساحة لفيرستابن الذي أخر بدوره وقفة الصيانة على غرار زميله المكسيكي سيرخيو بيريز.
خيبة أمل لماكلارين
ومع الوصول إلى اللفة الثانية والثلاثين، كان الفارق بين بياستري ونوريس قرابة 5 ثوان وسط معاناة البريطاني من إطارات سيارته وفق ما أفاد فريقه عبر جهاز الاتصال، ما سمح للوكلير بتضييق الخناق عليه بعدما خسر سائق ماكلارين وقتا ثمينا نتيجة خروجه عن المسار.
واضطر نوريس إلى إجراء وقفة الصيانة الثانية في اللفة 33 ليخرج في المركز السادس بين سيارتي ريد بُل، فيما بقي زميله بياستري على الحلبة حتى اللفة 39 قبل أن يجري توقفه الثاني، ليخرج خلف ثنائي فيراري وأمام فيرستابن وزميله نوريس تواليا.
ودخل نوريس في معركة مع فيرستابن الذي كان في وضع صعب بما أن منافسه استبدل للتو إطارات سيارته، لكن الهولندي صمد وتسبب بخسارة سائق ماكلارين لثوان ثمينة قبل أن يتمكن من وضع سيارته أمام ريد بُل في اللفة الـ41.
وبعدما انحنى أمام ضغط نوريس، دخل فيرستابن مرآب فريقه لإجراء وقفة الصيانة الثانية وخرج سادسا. حينها، كان لوكلير في الصدارة بفارق أكثر من 14 ثانية عن بياستري الثالث وقرابة 11 ثانية عن زميله ساينز الثاني مع وقفة صيانة واحدة فقط لكل من سائقي فيراري.
وضغط بياستري وبات على بعد ثانية ونصف تقريبا عن ساينز مع الوصول إلى اللفة 43، ثم وصل الفارق إلى قرابة ثانية بعد لفة فقط.
وحاول الإسباني تأخير سائق ماكلارين قدر المستطاع من أجل السماح للوكلير بالابتعاد لكن الأسترالي لم يبق طويلا خلف سيارة فيراري وتجاوزها في اللفة 46، في طريقه لمحاولة الوصول إلى لوكلير بعدما تبين أن سائق موناكو لن يجري توقفا ثانيا، على غرار زميله ساينز الذي وجد نفسه بعد ذلك في معركة مع نوريس وخسر مركزه الثالث لصالح البريطاني، في حين استمر الترتيب على حاله حتى اشهار علم النهاية.