النهار

أمضت "ناسا" وشركاؤها في وكالة الفضاء الأوروبية ووكالة الفضاء الكندية أكثر من اثني عشر عاماً في تطوير تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، والذي يُعتبر بمثابة "العين البارزة" للبشرية في الفضاء لعقود مقبلة. ونجح التلسكوب بالفعل في فتح آفاق جديدة لاستكشاف الفضاء والتطوّر في علم الفلك، وذلك من خلال الصور التي أعادتنا بالزمن إلى الوراء، عن طريق السدم والمجرات والنجوم التي يصل ضوؤها إلينا بعد مئات السنين.

إن قدرة "ويب" على اكتشاف أثر وجود جزيئات الغاز، بناءً على الاختلافات في سطوع الألوان الدقيقة للضوء وتوثيق الحسابات التفصيلية للأجواء التي تبعد مئات السنين الضوئية، هي دليل على براعته التكنولوجية.

إليكم أهم الصور التي التقطها تلسكوب جيمس ويب الفضائي هذا العام:

الصورة الأولى

شاركت وكالة "ناسا" صورَ نجوم في شهر شباط، تمّ التقاطها باستخدام 18 مقطعاً من المرآة الأساسيّة لـ"جيمس ويب"، إذ تظهر مجموعة عشوائية من النقاط الباهتة، لكنّها ساعدت العلماء على إنهاء عمليّة محاذاة المرآة الطويلة، باستخدام كاميرا التلسكوب القريبة من الأشعة تحت الحمراء.

وقدّمت "ناسا" أيضاً لمحة عن شكل التلسكوب أثناء العمل، إذ نشرت الوكالة "صورة شخصيّة" للمرآة الأساسية (الوسط)، بالرّغم من أنها أيضاً غير واضحة، لكنّها قدّمت نظرة إلى شكل المرآة أثناء انتشارها بالكامل.

أعمق وأدقّ مشهد بالأشعة تحت الحمراء للكون حتى الآن

كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن أوّل صورة كاملة الألوان بعدسة المرصد الفضائي في تمّوز الماضي، وأظهرت الصورة أعمق وأدقّ مشهد بالأشعة تحت الحمراء للكون حتى الآن، وفقاً لـ"ناسا".

سديم الحلقة الجنوبية

يحتوي السديم وفق "ناسا" على غاز وغبار من نجم محتضر، رصدهما التلسكوب "بتفاصيل غير مسبوقة"، وبنوعية أفضل بكثير ممّا تمكن "هابل" من التقاطه في العام 1998.

خماسيّة ستيفان

ألقى "ويب" نظرة على "خماسيّة ستيفان"، وهي مجموعة من المجرات في كوكبة "بيغاسوس" تبعُد حوالي 290 مليون سنة ضوئية، قالت "ناسا" إنّ أربعاً من عددها الكليّ البالغ خمساً تصطدم مع بعضها البعض أثناء تحرّكها، و"تسحب وتمدّد بعضها البعض في رقصة الجاذبية".

سديم كارينا

ونشرت الوكالة صورة سديم كارينا، أحد السدم الأكثر شهرة، والتي تمّ التقاطها بوساطة تلسكوب "هابل" الفضائي، فيما سبق، فيما تقدّم بوساطة "جيمس ويب" منظراً جديداً للسديم.

والسديم عبارة عن سحابة ضخمة ومضيئة من الغاز والغبار تقع على بعد حوالي 7600 سنة ضوئية من الأرض، فيما "كارينا" موطن لنجوم متكوّنة حديثاً، بالإضافة إلى النجوم التي هي على وشك الانفجار.

كوكب المشتري

التقط التلسكوب الفضائي صوراً لكوكب المشتري لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدام التلسكوب لمراقبة الأقمار والكويكبات، بالإضافة إلى عناصر أخرى مثل حلقات الكواكب والأقمار الاصطناعية.

وتُظهر صورة، تمّ التقاطها بوساطة مرشح الطول الموجيّ القصير لأداة التلسكوب الخاصّة بكاميرا الأشعة ما تحت الحمراء القريبة "NIRCam"، بوضوح كوكب المشتري وقمره "يوروبا". وعندما تمّ استخدام مرشح 2,12 ميكرون الخاص بأداة "NIRCam"، أظهرت الصورة الناتجة أقمار "جوفيان"، "ثيبي"، "ميتيس"، وحتى ظلّ "يوروبا". ويمكن رؤية حلقات المشتري أيضاً في صورة ثانية نشرتها "ناسا".

مجرّة عجلة العربة

رصد التلسكوب الفضائي مجرّة "عجلة العربة" في شهر آب للحصول على تفاصيل جديدة حول تشكيل نجمها والثقب الأسود المركزي الذي لا يزال مهيمناً فيها. ونشرت "ناسا" صوراً للمجرة التي تقع على بعد 500 مليون سنة ضوئية في كوكبة النحّات. وكان هدف الرصد هو مراقبة التغيرات على مدى مليارات السنين.

تتكون مجرة عجلة العربة من حلقتين، حلقة داخلية مشرقة وحلقة ملونة كبيرة تحيط بها. ولوحظ أن الحلقة الخارجية تتوسع منذ 440 مليون سنة، ويسيطر عليها تكوين النجوم عبر المستعرات الأعظمية. تخلق الحلقة ضغطًا أثناء تمددها حول الغاز الساخن في الطبقة المحيطة وتبدأ في تكوين النجوم.

سديم الرتيلاء

قدّم "جيمس ويب" صورة مذهلة وغير مسبوقة لمنطقة تَشَكّل النجوم، تُعرف باسم سديم الرتيلاء، عبر مجموعة من أدوات الأشعة ما تحت الحمراء عالية الدقة. وأظهرت الصورة آلاف النجوم حديثة الولادة، لم يسبق لأحد أن رآها من قبل، وأصبحت تُعرف رسمياً باسم "30 دورادوس".

أوضح صورة لحلقة نبتون منذ عقود

نشرت "ناسا" صورة التقطها "جيمس ويب" لكوكب نبتون وحلقته، وهي أوضح صورة للكوكب الجليديّ وحلقته منذ أن حلّقت المركبة الفضائية "فوييجر 2" بجانبه في العام 1989.