تواجه "تيك توك" دعاوى قضائية متعددة من أهالي يقولون إنّ أطفالهم ماتوا بسبب الاختناق أثناء محاولة "تحدي فقدان الوعي" – Blackout Challenge. تزعم إحدى الدعاوى المرفوعة ضدّ الشركة في حزيران أنّ سبعة أطفال على الأقل ماتوا العام الماضي أثناء محاولة تنفيذ التحدّي، وتقول إنّ التحدّي "يشجع المستخدمين على خنق أنفسهم بالأحزمة أو بالسلاسل أو أيّ شيء مشابه إلى أن يفقدوا وعيهم". جميع الأطفال الذين ورد أنّهم ماتوا كانوا دون الخامسة عشرة من العمر.
من غير الواضح من الذي بدأ هذا التحدّي الخطير، لكنّ صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت أنّ التحدّي حظي باهتمام إعلامي واسع بعد وفاة ثلاثة أطفال صغار في إيطاليا في كانون الثاني 2021 أثناء محاولتهم تنفيذ التحدّي.
ورُفع الدعوى القضائية الأخيرة من قِبل والديّ لالاني والتون البالغة من العمر ثماني سنوات وأرياني أرويو البالغة من العمر تسع سنوات، كما تحدّثوا عن العديد من الأطفال الآخرين الذين ماتوا بعد محاولة التحدّي، كدليل على أن "تيك توك" كان على علم بالمشكلة.
بالإضافة إلى والتون وأرويو، فإنّ الحالات التي تحدّثت عنها الدعوى هي:
في السياق نفسه، تقاضي والدة نيلاه أندرسون البالغة من العمر 10 سنوات الشركة أيضاً، مدّعية أنّ التطبيق "روّج لتحدّيات خطيرة للغاية وغير مقبولة". وردًّا على هذه الدعوى، قالت "تيك توك" لصحيفة "الواشنطن بوست" إنّها منعت المستخدمين من البحث عن "تحدي فقدان الوعي"، وبدلاً من ذلك، يرى المستخدمون تحذيراً يشير إلى أنّ "بعض التحدّيات عبر الإنترنت يمكن أن تكون خطيرة أو مزعجة أو حتى ملفّقة".
ورغم ذلك، تدّعي دعوى سميث وأرويو الأحدث أنّ أطفالهما لم يكونوا يبحثون عن تحديات عندما شاهدوا مقاطع الفيديو، بل رُوّج للتحدّي من قِبل التطبيق نفسه على صفحة "For You"، وتتّهم الدعوى الشركة بأنّها "قامت بتحديد أنّ هذه الفيديوهات مناسبة للأطفال الصغار".
وردّ متحدّث باسم "تيك توك" ببيان سابق للشركة قالت فيه: "هذا "التحدّي" المزعج، الذي يبدو أن الناس يتعلمون عنه من مصادر أخرى غير "تيك توك"، لم يكن أبدًا اتّجاهاً مقصوداً لـ"تيك توك". سنظلّ يقظين في التزامنا بسلامة المستخدم وسنزيل على الفور المحتوى ذا الصلة إذا تم العثور عليه. أشدّ تعازينا للعائلة على خسارتها المأساوية".
تعد التحديات جزءًا أساسيًا من استخدام "تيك توك"، لدرجة أن منافسي الشركة (مثل "سنابشات") بدأوا في محاولة دمجها في منصّاتهم لجذب مستخدمي "تيك توك". تتضمن بعض التحديات ببساطة القيام بحركة رقص، في حين أنّ البعض الآخر قد يكون خطراً. فمثلاً شجّع أحد التحديات الشهيرة التي انتشرت بين مستخدمي المنصة الطلاب على سرقة أو تدمير ممتلكات المدرسة.
وكانت الشركة واجهت دعاوى قضائية وغرامات بسبب وصول الأطفال إلى منصّتها من قبل، في عام 2019، وافقت على دفع 5.7 ملايين دولار لتسوية الرسوم من لجنة التجارة الفيدرالية التي سمحت للمستخدمين دون سن 13 عاماً بالتسجيل على المنصّة دون إذن أحد الوالدين. بعد نحو عام، قدمت الشركة ميزة تسمح للآباء بربط حساباتهم بحسابات أطفالهم والتحكم في مقدار المحتوى الذي يشاهدونه ومقدار الوقت الذي يمكنهم قضاؤه على التطبيق.