كشف تحقيق عن كيفية قيام "تيك توك" بالترويج لمحتوى يتضمن كراهية ضد النساء على الرغم من ادعاء التطبيق حظره، بحسب صحيفة The Guardian.
وأُجريت تجربة للحصول على نظرة ثاقبة لما يتم عرضه على الشباب عبر المنصة، ممّا يسمح للمستخدمين بالانضمام من سن 13 عاماً. ولضمان عدم تأثّر النتائج بسجلّ البحث السابق، أُنشئ حساب جديد على "تيك توك" لمراهق افتراضي، باستخدام اسم وتاريخ ميلاد مزيّفين.
في البداية، عُرض على حساب الفتاة البالغة من العمر 18 عاماً مزيجاً من المواد، بما في ذلك مقاطع كوميدية ومقاطع فيديو عن الكلاب ومناقشات حول صحة الرجال العقلية.
لكن بعد مشاهدة مقاطع الفيديو التي تستهدف المستخدمين الذكور - بما في ذلك مقطع من بودكاست Alpha Blokes ومقطع من TikTokker يناقش كيف "لا يتحدث الرجال عن مشاعرهم"، بدأت الخوارزميات في اقتراح المزيد من المحتوى الذي يبدو أنّه مخصص للرجال.
ودون "الإعجاب" أو البحث عن أي محتوى بشكل استباقي، تضمّنت الاقتراحات مقاطع فيديو لأندرو تيت، بما في ذلك مقطع فيديو من حساب مقلَّد باستخدام اسم وصورة تيت يعلّق فيها على "الواقع القاسي للرجال"، والذي يبدو أنّه يلوم النسوية على جعل الرجال بائسين، مضيفاً أنّ "غالبية الرجال ليس لديهم مال، ولا قوة، ولا جنس من زوجاتهم"، وأن حياتهم "بائسة".
كما اقترحت الخوارزميات أيضاً مقاطع فيديو للدكتور جوردان بيترسون، عالم النفس الكندي المعروف بآرائه اليمينية وبرامج تدريب للرجال ومقاطع فيديو من نشطاء حقوق الرجال.
لكن محتوى تيت كان الأكثر انتشاراً، فعند فتح التطبيق مرة أخرى بعد أسبوع، امتلأ الحساب بمحتوى تيت، حيث كان ثمانية من أول 20 مقطع فيديو من تيت.
وتضمّن المحتوى مقطع فيديو يقول فيه إنّ حياة معظم الرجال مزرية لأنّهم "ليس لديهم قوة" و"لا يمارسون الجنس مع زوجاتهم"، وآخر وصف فيه صديقته بأنّها "مدرَّبة جيدًا".
وأثار الخبراء مخاوف بشأن انتشار المحتوى الذي يظهر فيه تيت على المنصة، بحيث تمت مشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة به 11.6 مليار مرة. ورأى كالوم هود، رئيس قسم الأبحاث في مركز مكافحة الكراهية الرقمية أنّ "الشيء الخطير هو أنه محتوى لافت للنظر جداً، وخوارزمية "تيك توك" على وجه الخصوص شديدة العدوانية لدرجة أنّك تحتاج فقط إلى التوقّف لبضع لحظات قبل أن يقترح محتوى ملائماً لك مراراً وتكراراً".
أمّا شركة "تيك توك" فأكّدت أنّه "لا يتم التسامح مع كره النساء والأيديولوجيات والسلوكيات البغيضة الأخرى"، مؤكدة العمل على "مراجعة هذا المحتوى واتخاذ إجراءات ضد انتهاكات إرشاداتنا، والتطلّع باستمرار إلى تعزيز سياساتنا، بما في ذلك إضافة المزيد من الضمانات إلى نظام التوصيات لدينا".