النهار

أوروبا لمحاربة التغيّر المناخيّ بقمرها الاصطناعي الجديد... كيف يعمل؟
المصدر: "النهار"
أوروبا لمحاربة التغيّر المناخيّ بقمرها الاصطناعي الجديد... كيف يعمل؟
تعبيرية.
A+   A-

في فترة ما بعد الظهر من الأسبوع الماضي، عُرض القمر اصطناعيّ الأوروبي "METEOSAT Third Generation Imager-1 (MTG-I1)" (ميتيوسات) الذي طال انتظاره، في شركة "ثايلز أرينيا" الفضائيّة التي عجّت بالصحافيين المتحمّسين لرؤية المركبة الفضائية الضخمة من قرب.

 

 

وعلى الرغم من انتهاء العمل في المركبة الفضائية، كان ما لا يقلّ عن ستة عمّال مشغولين بوضع اللمسات الأخيرة على القمر الاصطناعيّ، الذي سيتعيّن إرساله إلى موقع الإطلاق في غويانا الفرنسية على متن سفينة، حيث من المقرّر إطلاقه في أواخر تشرين الثاني (نوفمبر).

 

في السياق، أشار موقع "فوربس" إلى أنّ سبب نقله بالسفينة هو الحرب في أوكرانيا، إذ لم تعد طائرة الشحن الروسيّة الصنع، من طراز أنتونوف، التي تنقل عادة مثل هذه الحمولة الكبيرة إلى موقع الإطلاق في أميركا الجنوبية متاحة.

 

ومن المقرّر أن يقوم القمر الاصطناعيّ "ميتيوسات" بإجراء مسح لكامل كوكب الأرض بعد تثبيته في المدار على ارتفاع 36 ألف كيلومتر من أجل مراقبة الطقس والتنبّؤ به. في هذه العملية، سوف يصوّر 16 نطاقاً من كوكبنا بالأطوال الموجيّة المتراوحة من الأشعة ما فوق البنفسجية إلى الأشعة ما تحت الحمراء.

 

وقالت سيمونيتا شيلي، مديرة برامج مراقبة الأرض في وكالة الفضاء الأوروبية، إن أجهزة التصوير ستعطينا بيانات كلّ دقيقتين ونصف فوق المنطقة الأوروبية، وكلّ عشر دقائق فوق المنطقة الأفريقية.

 وتلاحظ وكالة الفضاء الأوروبية أن بإمكان القمر التكبير لتقديم صور لمناطق معيّنة، وهو أمر أساسي لإصدار التحذيرات في الوقت المناسب والحفاظ على سلامة الحركة الجويّة، وفق النظام سيستمرّ بالعمل لأكثر من 20 عاماً.


 

وأضافت شيلي أنّ القمر الاصطناعيّ سيكون قادراً على المسح في داخل السّحب الركاميّة وتحديد تكوينها واتجاهها، والتي يُمكن بعد ذلك دمجها مع معلومات اتّجاه الرياح بطريقة متكاملة؛ وهذا أمر مهمّ لاستخدام كلّ هذه المعلومات بطريقة متكاملة للحصول على تنبّؤ أفضل بالطقس.

 

من جهته، لفت هيرفي روكيه، رئيس قسم البحث والتطوير في "Météo-France"، إلى أنّنا سنحصل على 10 إلى 15 دقيقة إضافيّة، ما قد يكون كافياً لنقل حشد من الضيوف إلى الداخل لتجنّب حدث مناخيّ خطر.

 

 

كيف سيساعد هذا القمر الاصطناعي في قضايا تغيّر المناخ؟

يقول روكيه إنّه سيُتيح ملاحظات للتحقّق إن كانت تنبّؤاتنا المناخيّة ستحدث؛ فحتى الآن، كانت التنبّؤات المناخيّة مجرّد تنبّؤات لا يمكن التحقق منها، "ومع هذا القمر الاصطناعي الجديد، سيكون لدينا ثقة أكبر في توقعاتنا"، وفق روكيه.

 

سيعطي القمر الاصطناعي أيضاً بيانات تنبّؤات الطقس التي يمكن أن تساعد في التخفيف من اضطرابات الحركة الجوية الناجمة عن الانفجارات البركانية، مثل البركان الإيسلندي "Eyjafjallajökull"، و"سنتمكّن من تحديد مناطق الخطر، والمجالات التي يجب على الطائرات تجنّبها"، وفق "فوربس".

 

وبعد عقود من ملاحظة الأرض، قد يتساءل المرء عما إذا كان ما تعلّمناه عن كوكبنا سيُساعدنا في إجراء عمليّات رصد أفضل للكواكب الأخرى في نظامنا الشمسيّ، أو إذا كانت ملاحظة كوكب الزهرة والمريخ - على سبيل المثال - قد تعطينا رؤية جديدة حول المناخ هنا على الأرض. فمتى فهمنا غلافنا الجويّ والتفاعل الكيميائيّ والفيزيائيّ بين المكوّنات، كان فهمنا أفضل للأغلفة الجوية للكواكب الأخرى.

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium