كان لموقع "ويكيبيديا" الصينيّ مجموعة كبيرة من المقالات التفصيلية والموثوقة عن روسيا في العصور الوسطى، وذلك بفضل مستخدمة تُدعى زيماو، التي ادّعت أنّها ابنة دبلوماسي معيّن في البلاد.
كتبت المستخدمة مقالات للموقع منذ عام 2019 وفقًا لـ "Vice World News"، أطولها بحجم كتاب "The Great Gatsby"، المؤلّف من 208 صفحات، وصفت بالتفصيل انتفاضات التتار في القرن السابع عشر في روسيا ونشرت خريطة للبلاد خلال تلك الحقبة. في مقال آخر، شاركت صوراً نادرة للعملات المعدنية الروسية القديمة التي يُزعم أنّها حصلت عليها من علماء الآثار. كانت المقالات التي ساهمت بها مكتوبة بشكل جيّد ومفصّل، حتى تمّ الكشف عن أنّها واحدة من أكبر الخدع التي شوهدت على المنصّة.
كانت الروائيّة الصينية ييفان هي من كشفت الخدعة في منشور على أحد المواقع الإلكترونيّة، عندما كانت تجري بحثاً وعثرت على إحدى المقالات التي تصف منجم فضّة على أنّه كان مصدر ثروة لروسيا في القرنين الرابع عشر والخامس عشر.
ورد أن المقالة كانت مفصّلة للغاية، وتضمّنت معلومات عن تكوين التربة وهيكل المنجم وعمليّات التكرير المستخدمة على الفضة. ولكن عندما حاولت ييفان التحقق من صحة المراجع مع الروس، تبيّن أن الصفحات أو الكتب التي استُشهد بها لم تكن موجودة أصلاً.
قامت مجموعة من المحرّرين المتطوّعين بالتدقيق في عملها كردّ فعل على ما وجدته ييفان، ووجدت أنّ مراجعها ملفّقة أو قد نشرت معلومات غامضة للغاية بحيث يتعذر التحقق منها من قبل المستخدمين العاديين. وباعتبارها موسوعة جماهيرية عبر الإنترنت، تثق ويكيبيديا في المحرّرين في التنظيم الذاتي.
وقد قال محرّر متطوع كان يساعد في تنظيف المقالات إنّهم عادةً ما يتحققون فقط من المقالات بحثاً عن سرقة أدبية وللتأكد من اقتباسها بشكل صحيح. هذا هو السبب في أنّ تخريب المقالات أمر شائع على الموقع، ونتيجة لذلك يتمّ الطعن في سمعة "ويكيبيديا" كمصدر شرعي للمعرفة.
اعترفت زيماو لاحقاً باختلاق المعلومات، وذكرت أنّها ليست في روسيا وأنّ زوجها ليس روسيّاً إنّما صينيّ. كما أنّها ليست حاصلة على درجة الدكتوراه في تاريخ العالم من جامعة موسكو الحكومية وفق ادّعائها، بل هي ربّة منزل حاصلة على دبلوم المدرسة الثانوية.