سيواجه عرض المفاعل النووي المتقدّم لشركة "تيرا باور" تأخيرات لمدّة عامين على الأقلّ لأن مصدر وقودها الوحيد كان من روسيا، وأغلقت حرب أوكرانيا الباب أمام تلك العلاقة التجاريّة.
لكن الشركة المدعومة من الملياردير بيل غيتس تُخطّط لبناء مفاعلها الأول في مدينة الفحم في كيميرر، في وايومنغ الأميركيّة، وكانت تأمل في الانتهاء منه بحلول العام 2028.
وقال كريس ليفيسك، الرئيس التنفيذي لـ"تيرا باور": "تسبّب الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط بغياب المصدر التجاري الوحيد لوقود "HALEU"، إذ لم يعد جزءاً متاحاً من سلسلة التوريد لشركة "تيرا باور" والآخرين في صناعتنا".
وتابع ليفيسك: "نظراً لقلّة الوقود الآن، ولعدم البدء بإقامة منشآت جديدة لتخصيب الوقود، تتوقع الشركة تأخيراً لمدة عامين على الأقلّ حتى تتمكّن من تشغيل مفاعل ناتريوم"، وفقاً لموقع "سي أن بي سي".
سيكون تصميم محطة "تيرا بأول" النووية المتقدّمة، والمعروفة باسم "Natrium"، أصغر من المفاعلات النووية التقليدية، ومن المقرّر أن تكلّف 4 مليارات دولار، نصف هذه الأموال تأتي من وزارة الطاقة الأميركية.
ستوفر طاقة أساسيّة تبلغ 345 ميغاوات، مع إمكانية زيادة قدرتها إلى 500 ميغاوات، أي نحو نصف ما هو مطلوب لتشغيل مدينة متوسّطة الحجم، وفقًا لقاعدة عامة قدّمها غيتس في كتابه "كيف يمكن تجنب كارثة مناخيّة".
لكن المصنع يعتمد على يورانيوم منخفض التخصيب، أو "HALEU"، فيما تقول وزارة الطاقة الأميركية إن المفاعلات النووية في الولايات المتحدة تدير وقود اليورانيوم 235 المخصّب بنسبة تصل إلى 5 في المئة، بينما يتم تخصيب "HALEU" بنسبة تتراوح بين 5 و20 في المئة.
وكتب ليفيسك أن الولايات المتحدة لا تمتلك القدرة على التخصيب لتزويد كميّات تجارية من وقود "HALEU"، ولذا فإن "تيرا باور" "اعتمدت على روسيا في أوّل مهمّة أساسيّة لها.
حاليّاً، يعمل 800 مهندس على إكمال تصميم المصنع، وتتوقع "تيرا باور" أن يوظّف المشروع ما يقرب من 2000 عامل لبناء المصنع في منتصف العقد الجاري.