كبسولة "ستارلاينر" التابعة لـ"بوينغ" (أ ف ب).
التحمت كبسولة الفضاء الجديدة ستارلاينر التابعة لبوينغ للمرة الأولى بمحطة الفضاء الدولية اليوم السبت لتكمل هدفا رئيسيا في رحلة تجريبية غير مأهولة وعالية المخاطر إلى المدار.
والتقت الكبسولة "ستارلاينر سي.إس.تي-100" بالمركز البحثي، الذي يضمّ حاليّاً طاقماً مكوّناً من سبعة أفراد، بعد حوالي 26 ساعة من إطلاقها من قاعدة كيب كنافيرال الفضائية في فلوريدا.
وانطلقت "ستارلاينر" يوم الخميس محمولة على صاروخ أطلس 5 الذي طوره مشروع (يونايتد لونش ألاينس) المشترك بين بوينغ ولوكهيد مارتن، وبلغت مدارها الأول المقصود بعد 31 دقيقة على الرغم من تلف محركي دفع على متنها.
وقالت بوينغ إنّ محرّكي الدفع التالفين لا يشكلان أي خطر على بقية الرحلة الفضائية، والتي تأتي بعد أكثر من عامين من التأخير والانتكاسات الهندسية المكلفة في برنامج مصمم لمنح إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) وسيلة موثوقة ثانية لنقل رواد الفضاء من وإلى المحطة.
وحدث الالتحام مع محطة الفضاء الدولية في الساعة 0028 بتوقيت غرينتش اليوم السبت.
وهذه المرة الأولى التي تلتحم فيها فعليّاً مركبتان فضائيتان تابعتان لشريكتَي "ناسا" في البرنامج التجاري لنقل الرواد بمحطة الفضاء في نفس الوقت. وتلتحم كبسولة "كرو دراغون"، التابعة لسبيس إكس، بالمحطة الفضائية الدولية منذ توصيل أربعة رواد فضاء إلى المركز البحثي في أواخر نيسان.
وترقّب كثيرون النتيجة بعد أن كادت المهمة التجريبية الأولى في أواخر عام 2019 تنتهي بفقدان المركبة بسبب عطل في أحد البرنامج أحبط قدرتها على الوصول إلى المحطة الدولية.
وأدّت مشكلات لاحقة في نظام الدفع الخاص بستارلاينر، الذي وردته شركة "أيروغيت روكيت داين"، إلى إلغاء بوينج محاولة ثانية لإطلاق الكبسولة الصيف الماضي.
وظلّت المركبة الفضائية متوقفة تسعة أشهر أخرى بينما كانت الشركتان على خلاف حول سبب المشكلة وأي شركة منهما مسؤولة عن إصلاحها، حسبما ذكرت رويترز الأسبوع الماضي.
وقالت "بوينغ" إنها توصلت في نهاية المطاف إلى حل مؤقت للمشكلة وتخطط لإعادة تصميم المركبة بعد رحلة هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن تغادر الكبسولة المحطة الفضائية يوم الأربعاء في رحلة العودة إلى الأرض، لتهبط مستعينة بمظلات ومحمية بأكياس هوائية في صحراء في نيو مكسيكو.
ويُعَدّ نجاح المهمة شديد الأهمية لـ"بوينغ"، حيث تكافح الشركة التي تتخذ من شيكاجو مقرا لها للخروج من أزمات متتالية في نشاط الطائرات النفاثة ووحدة الدفاع الفضائي التابعة لها. وأجبر برنامج ستارلاينر وحده "بوينغ" على تحمُّل تكاليف بلغت حوالي 600 مليون دولار بسبب الانتكاسات الهندسية منذ فشل رحلة 2019.
وإذا سارت الأمور على ما يرام في المهمة الحالية، يمكن لـ"ستارلاينر" أن تنطلق بفريقها الأول من رواد الفضاء في الخريف.
ويَشغل المحطة المدارية حاليا طاقم مكون من ثلاثة رواد فضاء من ناسا ورائدة فضاء إيطالية من وكالة الفضاء الأوروبية وثلاثة رواد فضاء روس.
وأشار دميتري روغوزين، المدير العام لوكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس)، إلى الالتحام، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي اليوم السبت، قائلاً إنّ "المحطة ليست في خطر. يسود النظام على متن الجزء الروسي من محطة الفضاء الدولية".
ومنذ استئناف الرحلات المأهولة إلى الفضاء من الأراضي الأميركية في عام 2020، بعد تسع سنوات من انتهاء برنامج مكوك الفضاء، اضطرت "ناسا" للاعتماد في نقل رواد الفضاء على صواريخ فالكون 9 كبسولات (كرو دراغون) من شركة (سبيس إكس) الخاصة بالملياردير إيلون ماسك.
وفي السابق، كان الخيار الآخر الوحيد للوصول إلى محطة الفضاء هو مركبة الفضاء الروسية "سويوز".