النهار

ماذا يحدث بين إيلون ماسك وأوكرانيا؟
المصدر: "النهار"
ماذا يحدث بين إيلون ماسك وأوكرانيا؟
إيلون ماسك (ديما قصاص).
A+   A-

أثار إيلون ماسك الأسبوع الماضي بعض المواقف السياسية بعد تغريدة يقترح فيها السلام بين روسيا وأوكرانيا، وردّاً على ذلك، أجرى الرئيس الأوكرانيّ فولوديمير زيلينسكي استطلاع رأي على "تويتر" حول ما إذا كان المستخدمون يفضّلون ماسك الموالي لروسيا أو الموالي لأوكرانيا، وانتُقد ماسك أيضاً من الرئيس الليتوانيّ جيتاناس ناوسودا، وقال الرئيس الروسيّ السابق دميتري ميدفيديف أنّ ماسك كشف عن نفسه كعميل روسيّ. من جهتها، ذكرت المستشارة السابقة لدونالد ترامب فيونا هيل لاحقاً أنّ ماسك "ينقل رسالة من بوتين".

 

 
 
  
 
 

لم تكن هذه المرّة الأولى التي يقترح فيها ماسك ضرورة الاعتراف بشبه جزيرة القرم على أنّها روسية. وقال إنّ على البلاد أن تفاوض من أجل السلام: "من وجهة نظري، فإنّ طبيعة هذا السلام ستكون: الاعتراف بشبه جزيرة القرم على أنّها روسيّة، والسماح للوهانسك ودونيتسك بأن تكونا جمهوريّتين مستقلّتين وشبه مستقلّتين، وعدم قطع المياه عن شبه جزيرة القرم كما فعلوا في المرّة السابقة. روسيا ستقبل بهذه الشروط".

 

واقترحت تعليقات في تقرير لـ"سي أن أن" أنّ ماسك كان على تواصل مع الكرملين، ووافقت هيل على هذه المزاعم، قائلة إنّ شبه جزيرة القرم جافّة، لذا فإنّ القلق بشأن المياه "محدّد جدّاً إلى درجة أنّ هذه بوضوح رسالة من بوتين".

 

وتقول هيل إنّ ماسك ليس وحده من يحمل رسائل بوتين، فقد سمّت وزير الخارجية الأميركيّ السابق هنري كيسنجر كمبعوث آخر، لكنّ معظم الأشخاص الآخرين لا يتمتّعون بنفس القوّة الثقافية مثل ماسك، الذي يتمتّع أيضاً بشعبية كبيرة في روسيا. فتلفت هيل إلى أنّ "إيلون يتمتّع بنفوذ هائل بالإضافة إلى شهرة لا تُصدَّق"، في إشارة أيضاً إلى أنّ وجود تقنية "ستارلينك" للإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية من "سبايس إكس"، والتي تعمل في أوكرانيا.

 

ليس من غير المعتاد أن يضع رجال الأعمال أياديهم في السياسة، يحدث هذا لأسباب تتعلّق بالإعفاءات الضريبية مثلاً وتقديم التبرّعات السياسية واختيار المرشحين لتمثيلهم، على سبيل المثال، عندما ينخرط رجل أعمال في السياسة، فإنّ الأمر لا يتعلّق بالصلاح الأخلاقي أو الشعور بالوطنية، بل بالنفوذ والمال، وهو كيف يحافظون على قوّتهم.

 

وكان ماسك انخرط سابقاً في السياسة عبر توفير الاتصالات لأوكرانيا منذ بداية العملية العسكرية الروسيّة في البلاد من خلال أقمار "ستارلينك"، وكتب على "تويتر" أنّ هذا كلّف شركته "سبايس إكس" 80 مليون دولار، و"سيتجاوز الـ 100 مليون دولار بنهاية العام". هذا، وذُكر أنّ ماسك على "اتّصال دائم" مع الوزير الرقميّ الأوكراني ميخايلو فيدوروف. وذكرت شبكة "سي أن أن" أنّ ماسك حذّر البنتاغون من أنّ "سبايس إكس" لا يمكنها الاستمرار في الدفع مقابل الإنترنت في أوكرانيا.

 

 

وفي الوثائق التي حصلت عليها الشبكة، تقول "سبايس إكس" إنّ استخدام أوكرانيا لـ"ستارلينك" "سيكلّف ما يقرب من 400 مليون دولار للأشهر الـ 12 المقبلة". لذلك، طلبت الشركة من وزارة الدفاع أن تدفع مقابل الخدمة بدلاً من توفيرها مجّاناً، قبل أن تسحب هذا الطلب مع "انفجار" مؤيّدي أوكرانيا بالتعليقات التي أساءت إليه.

 

على الرغم من أنّه ربما كان من الممكن السماح للحكومة الأميركيّة بدفع تكاليف "ستارلينك"، ففي النهاية، "سبايس إكس" شركة خاصّة، والشركات الخاصة الأخرى تكسب المال من الحرب ولا تخسرها.

 

وخلال "الصراع الإلكترونيّ" على "تويتر"، أخبر دبلوماسي أوكراني ماسك أن "يبتعد"، لذلك عندما ظهرت رسالة ماسك حول تمويل "ستارلينك"، قال ماسك، "نحن فقط نتبع توصيته!" ورآها البعض على أنّها نكتة، إلّا أنّ البعض شكّوا في أنّ تكون الرسالة موجودة قبل هذه التغريدات.

 

في 17 تشرين الأول، وافق ماسك في تغريدة على مقال في "نيوزويك" حول أهمية خفض التصعيد في أوكرانيا وكيف أنّ الجميع يسخرون من خطّة ماسك للسلام وينخرطون في "تكتيكات الإلغاء". ويبدو من غير المرجّح أن تكون مقالة "نيوزويك" هي المرّة الأولى التي يسمع فيها ماسك عن آراء الكاتب دافيد ساكس، وهو مستثمر في "سبايس إكس" أيضاً.

 

لا نعلم ما سبب اتّهامات فيونا هيل، ربما رأت دليلاً على أنّ ماسك وبوتين كانا يتواصلان معاً أو ما شابه، فعلى الرغم من ذلك، قد يكون هناك تفسير أبسط بكثير لسبب عدم توافق ماسك مع آراء الجمهور بشكل عام.

 

اقرأ في النهار Premium