أعادت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) الاتصال بمروحية "إنجينويتي" المرّيخية، بعد أكثر من شهرين من الصمت اللاسلكي. فقد صمدت الطائرة الدوّارة الصغيرة، التي بدأت رحلة إلى الكوكب الأحمر مع مسبار "برسيفرنس" في أوائل عام 2021، لفترة أطول بكثير من مهمّتها الأولية المقرّرة أساساً لثلاثين يوماً لإثبات جدوى تقنيّتها في خمس رحلات تجريبيّة.
مذاك، استُخدمت المروحية عشرات المرات، إذ كانت بمثابة مستكشف جوّي لمساعدة الروبوت الجوال في البحث عن علامات عن حياة ميكروبية قديمة قبل مليارات السنين، عندما كان المريخ أكثر رطوبة ودفئاً ممّا هو عليه اليوم.
في التفاصيل، أُطلقت الرحلة الـ52 لمروحية "إنجينويتي" في 26 نيسان، لكنّ مراقبي المهمّة في مختبر الدفع النفّاث التابع لـ"ناسا" في كاليفورنيا فقدوا الاتصال بها أثناء هبوطها على السطح، بعد رحلتها التي استمرّت دقيقتَين على علو 363 متراً.
كان فقدان الاتصالات متوقّعاً، بسبب وجود تلّ بين مروحية "إنجينويتي" وروبوت "برسيفرنس" الجوّال، يعمل بمثابة أداة ربط بين المسيّرة والأرض. ومع ذلك، قال جوشوا أندرسون، رئيس الفريق المسؤول عن "إنجينويتي" في مختبر الدفع النفاث، لوكالة "فرانس برس": "كانت هذه الفترة الأطول التي أمضيناها من دون أن نسمع عن (إنجينويتي) خلال المهمة".
وشرح أنّ "إنجينويتي" صُمّمت "لتكون قادرة على التصرّف بالشكل المطلوب عندما تحدث فجوات في التواصل مثل هذه"، مضيفاً: "ولكن نشعر بالارتياح بطبيعة الحال عندما نعاود الاتصال بها".
تشير البيانات حتى الآن إلى أنّ المسيّرة في حالة جيّدة. وإذا ما أتت نتائج الفحوص الأخرى إيجابية، سيتم إعداد "إنجينويتي" لرحلتها التالية غرباً، نحو نتوء صخري يهتمّ فريق "برسيفرنس" باستكشافه.
ليست هذه المرة الأولى التي يتعرّض فيها "برسيفرنس" لمشكلات في الاتصالات، وفق ما كتب كبير المهندسين في المهمة ترافيس براون، في منشور على مدونة. فقد كانت المروحية تجوب دلتا نهر قديمة عندما فُقد الاتصال بها لمدّة ستة أيام تقريباً في نيسان، "وهي فترة طويلة بشكل مؤلم".