يمثل الانتهاء من التحقيق في عملية "الفصل الفوضوي" لسام ألتمان من شركة "OpenAI"، قبل أكثر من ثلاثة أشهر، انتصارًا مدويًا للرئيس التنفيذي البارز، في الوقت الذي يتحرّك فيه لإعادة تأكيد سيطرته على شركة الذكاء الاصطناعي التي ساعد في إنشائها.
وأعلنت "OpenAI"، في مؤتمر صحافي، أن ألتمان، الذي عاد إلى الشركة بعد خمسة أيام فقط من طرده في شهر تشرين الثاني، لم يفعل أيّ شيء يبرّر إقالته، وسيستعيد دوره تالياً في مجلس إدارة الشركة.
لقد أذهلت الإطاحة بألتمان وادي السيليكون، وعرّضت مستقبل واحدة من أكثر الشركات الناشئة نفوذاً في صناعة التكنولوجيا للخطر. كذلك أثارت تساؤلات حول استعداد شركة "OpenAI" لحمل راية التركيز على صناعة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي أم لا.
عندما عاد ألتمان إلى "OpenAI"، لم يستعد مقعده في مجلس الإدارة، مع موافقته على إجراء تحقيق في سلوكه وتصرفات مجلس الإدارة. ووافق العضوان اللذان صوّتا لصالح إقالته على التنحّي، وأشرَفَ بُدلاؤهم، من خارج الشركة، على التحقيق الذي أجرته شركة المحاماة ويلمر هيل.
وقال بريت تايلور، رئيس مجلس إدارة شركة "OpenAI"، خلال المؤتمر الصحافي، إن التقرير المرتقب قد انتهى، لكن الشركة لم تنشر التقرير.
وقالت الشركة إن تقرير مكتب المحاماة وجد أن مجلس إدارة "OpenAI" تصرّف ضمن نطاق صلاحياته الواسعة لفصل ألتمان، لكنه وجد أيضًا أن سلوكه لا يستوجب الإقالة.
وأضاف تايلور: "أعرب مجلس الإدارة بأكمله عن ثقته الكاملة بالسيد ألتمان والسيد بروكمان"، في إشارة إلى غريغ بروكمان، رئيس الشركة الذي استقال احتجاجًا على إقالة ألتمان. وتابع "نحن متحمسون ومتوافقون في دعمنا لسام وغريغ".
إضافة العنصر النسائي إلى المجلس
تحركت "OpenAI" أيضًا لمعالجة المخاوف بشأن الافتقار إلى التنوع في مجلس الإدارة من خلال إضافة ثلاث نساء كمديرات: سو ديزموند هيلمان، نيكول سيليغمان، المستشارة العامة السابقة لشركة "سوني"، وفيدجي سيمو، الرئيسة التنفيذية لشركة "Instacart".
وقال تايلور، الذي كان أحد البدلاء الذين تمّ تعيينهم في مجلس إدارة "OpenAI" في شهر تشرين الثاني، إن مجلس الإدارة سيستمر في التوسع.
ومع التقرير والإضافات إلى مجلس الإدارة، كانت قيادة "OpenAI" تأمل في تجاوز الجدل الدائر حول الإطاحة بألتمان، بعد أن أثارت الحادثة تساؤلات لا تعدّ ولا تحصى حول قيادتها والهيكل غير المعتاد لشركة سان فرانسيسكو.
أسئلة من دون إجابة
نظرًا لعدم نشر التقرير، فقد تركت "OpenAI" العديد من الأسئلة من دون إجابة حول الشركة. وقد تساءل بعض المطّلعين على بواطن الأمور عن إمكانية تمتّع ألتمان بقدر كبير من السيطرة على كيفية التعامل مع التحقيق.
وقالت هيلين تونر وتاشا ماكولي، عضوا مجلس إدارة "OpenAI"، اللذان غادرا أواخر العام الماضي، في بيان: "وفق ما قلنا للمحققين، فإن الخداع والتلاعب ومقاومة الرقابة الشاملة يجب أن تكون غير مقبولة"، و"نأمل في أن يقوم مجلس الإدارة الجديد بعمله في إدارة OpenAI".
وظهر تايلور إلى جانب سام ألتمان في المؤتمر الصحافي يوم الجمعة. وعلّق ألتمان: "أنا سعيد لأن هذا الأمر برمّته قد انتهى".
يُذكر أنه بعد وقت قصير من إقالة ألتمان كرئيس لشركة "أوبن أي آي"، قدّم العديد من كبار الموظفين، بمن فيهم رئيس مجلس الإدارة والرئيس السابق غريغ بروكمان، ومدير الأبحاث جاكوب باتشوكي، ورئيس فريق الاستعداد ألكسندر مادري، والباحث الكبير سيمون سيدور، استقالاتهم احتجاجاً، مبدين استعدادهم للالتحاق بألتمان في مشروع ناشئ جديد في مجال الذكاء الاصطناعي، إن قرّر إطلاق واحد.