أحدثت أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي ثورة في مجال تحرير الفيديو.
ويُعتبر المحتوى البصري- السمعي بالغ الأهمية لحملات التسويق والترفيه والاتصالات، إضافة إلى أهميته في وسائل الإعلام التقليدي والرقمي.
ومع توظيف مختلف الشركات لتقنيات الذكاء التوليدي في أعمالها، تزايد دورها في أعمال تحرير الفيديو. إذ تُحسِّن التقنيات الذكية سير تلك الأعمال بفضل تأثيراتها الإيجابية وميزاتها التلقائية وخوارزمياتها المتطورة.
سباق مع الزمن
تستثمر الشركات الناشئة وشركات التكنولوجيا الكبرى على حدٍ سواء في هذا المجال. لكن، أدوات الفيديو من شركتي "أوبن إيه آي" و"غوغل" ليست متاحة للعامة بعد، وتحافظ الشركتان على منتجاتهما سراً. وبالتالي، تتحرك الشركات الناشئة بسرعة للتوسع في هذا الميدان كالشركة الناشئة "بيكا" Pika، في محاولة لاستباق طرح الشركات الكبرى أدواتها التجارية للجمهور.
يختلف إنشاء مقاطع فيديو باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي عن توليف الصورة الثابتة، من الناحيتين الفنية والتقنية. وكذلك فإنه يتطلّب قدراً هائلاً من قوة معالجة الكمبيوتر، ما يجعله عملية مكلفة وبطيئة.
ثمة مثل على تحرّك الشركات الناشئة في مجال إنتاج الفيديو بالذكاء الاصطناعي التوليدي، يظهر في بروز نوع من التحالف الثلاثي بين ثلاث شركات في صناعة أشرطة الفيديو بالذكاء التوليدي، هي "ران أويي" Runway و"سينثيزيا" Synthesia و"بيكا". ويهدف ذلك التحالف إلى جمع مبالغ كبيرة لبناء أدوات ذكية في صنع أشرطة الفيديو.
ومن المستطاع تقديم لمحة عن طريقة عمل تلك الأدوات عبر الإشارة إلى أنها تتيح للأشخاص إنشاء مقاطع فيديو قصيرة، بناءً على طلباتهم التي يكتبوها باللغة العادية. وكذلك يُعطى المستخدم حرّية تغيير مكونات في تلك الأشرطة، بما في ذلك الوقت والديكور والملابس وغيرها.
ذكاء الصور الثابتة
على الرغم من أن أدوات فيديو الذكاء الاصطناعي التوليدي لا تزال بدائية نسبياً، إلّا أن صور الذكاء الاصطناعي الثابتة شائعة بالفعل على منصات التواصل الاجتماعي.
وقبل بضعة أسابيع، نشر مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي صورة أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي لمخيم للاجئين مع عبارة "كل العيون على رفح" وذلك دعماً للفلسطينيين. وانتشرت الصورة في جميع أنحاء العالم.
وفي السنوات الأخيرة، اعتمد شطر كبير من شعبية منصات التواصل الاجتماعي محتوى الفيديو. وهنالك العشرات من التطبيقات لمساعدة المستخدمين على تحرير مقاطع الفيديو لنشرها على "إنستغرام" أو "تيك توك". كذلك بدأت منصات الوسائط الاجتماعية الكبيرة في تجربة وضع ميزات الذكاء الاصطناعي في تطبيقاتها.
الأشرطة الذكية آتية
من الواضح أن الحاجة إلى تقنيات الفيديو المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تتصاعد يوماً بعد يوم. وفي ظل عدم توفّر منتجات الشركات العملاقة للجميع، تنشط الشركات الناشئة لمحاولة نيل قصب السبق وتصدّر المنافسة في تسويق منتجاتها. وهنا يُطرح السؤال عن إمكانيتها خوض المنافسة مع الشركات الكبرى إذا قرّرت تسويق خدماتها وإتاحتها للجميع.
وفي هذا السياق، يعتقد الخبراء أن الشركات الكبرى ستتيح خدماتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي التوليدي في عالم الفيديو خلال وقتٍ ليس بالبعيد. والأرجح أنها لن تترك هذا الميدان للاعبين الناشئين.