النهار

"مختبرات يوريكا" تراهن على مساعدي تدريس يعملون بالذكاء الاصطناعي
المصدر: النهار
أعلن أندري كارباثي، الرئيس السابق للذكاء الاصطناعي في شركة "تيسلا" للمركبات الكهربائية [يملكها إيلون ماسك] والباحث البارز السابق في شركة "أوبن إيه آي" Open AI [صنعت روبوت الدردشة "شات جي بي تي"] عن تأسيس "مختبرات يوريكا" Eureka Labs، وهي منصة تعليمية تسعى إلى إحداث ثورة التعليم عبر دعمه بتقنيات الذكاء التوليدي.
"مختبرات يوريكا" تراهن على مساعدي تدريس يعملون بالذكاء الاصطناعي
Designed by: DALL.E3
A+   A-

أعلن أندري كارباثي، الرئيس السابق للذكاء الاصطناعي في شركة "تيسلا" للمركبات الكهربائية [يملكها إيلون ماسك] والباحث البارز السابق في شركة "أوبن إيه آي" Open AI [صنعت روبوت الدردشة "شات جي بي تي"] عن تأسيس "مختبرات يوريكا" Eureka Labs، وهي منصة تعليمية تسعى إلى إحداث ثورة التعليم عبر دعمه بتقنيات الذكاء التوليدي.

 

تستقر "يوريكا" في مدينة "سان فرانسيسكو" بولاية كاليفورنيا، لكنها مُسجّلة في ولاية ديلاوير. وتسعى الشركة للاستفادة من التقدم المحرز أخيراً في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي يقدر على إنشاء محتوى جديد مثل النصوص والصور وشيفرات البرامج والتطبيقات وغيرها.

 

الأستاذ هو المساعد الافتراضي الذكي

 

ووفق رؤية كارباثي التي نشرها على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" التي يملكها ماسك، فإن "يوريكا" تخطط لتطوير مساعدين افتراضيين يعملون بالذكاء التوليدي، ويساندون عمليات التدريس والتعليم.

 

وكذلك تستفيد "يوريكا" من التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي لابتكار مساعدين افتراضيين يستندون إلى تلك التقنية ويتولون عمليات التدريس، بما في ذلك توجيه الطلاب ومساعدتهم في دراسة المقررات التعليمية والمدرسية. وتهدف هذه الرؤية إلى تمكين أي شخص من تعلم أي شيء من خلال تعاون بين المعلمين البشري والمساعدين الافتراضيين للذكاء الاصطناعي.

 

ولا تزال "يوريكا" في مراحلها الأولى، تخطط الشركة لتقديم دورة تدريبية على مستوى البكالوريوس تسمى "أل أل إم 101 إن" LLM101n. ستُركز هذه الدورة على تعليم الطلاب كيفية بناء نماذج الذكاء التوليدي تكون خاصة بهم.

 

ويعد كارباثي شخصية بارزة في مجال الذكاء التوليدي، حيث شغل منصب أستاذ مادة "التعلم العميق للآلات ضمن رؤية عن الكمبيوتر" في جامعة ستانفورد حتى العام 2015، حينما شارك في تأسيس "أوبن إيه آي". وفي وقت سابق أيضاً، قاد كارباثي فريق الذكاء الاصطناعي في "تيسلا"، حيث أشرف على تقنية القيادة الذاتية المؤتمتة للمركبات التي تصنعها تلك الشركة.

 

يُجسد تأسيس "مختبرات يوريكا" شغف كارباثي بالذكاء الاصطناعي والتعليم، ويسعى إلى دمج هذين المجالين لخلق تجربة تعليمية مبتكرة وشاملة.

 

مشكلة المحتوى الذي تصنعه الآلات

 

قبل إطلاق "يوريكا"، شهد قطاع توظيف الذكاء الاصطناعي التوليدي موجة من الاهتمام الكبير بإمكاناته في مجال التعليم.

ومثلاً، يقدم الذكاء الاصطناعي مفهوم التعلم الشخصي، بمعنى تصميم المحتوى التعليمي ومستويات صعوبته وفقًا لاحتياجات كل طالب على حدة. وكذلك تستطيع الأنظمة الذكية توليد مسائل في الرياضيات تتناسب مع نقاط ضعف محددة لدى طالب معين، أو توفير مواد قراءة تتلاءم مع مستواه في القراءة.

 

ويضاف إلى ذلك مسألة التقييم والملاحظات الفورية. إذ يستطيع الذكاء التوليدي تحليل أعمال الطلاب وتقديم ملاحظات وتقييمات فورية ومخصصة لكل واحد منهم على حدة. وقد يشمل ذلك تصحيح المقالات وتقييم تمارين البرمجة، أو حتى تقديم اقتراحات لتحسين المشاريع الإبداعية، ما يوفر وقتًا ثمينًا على المعلمين.

 

في سياق متصل، يستطيع الذكاء الاصطناعي أيضاً إنشاء عوالم افتراضية تفاعلية، ما يفتح الباب أمام تجارب تعليمية تستند إلى التقنيات التي تسمى انغماسية أو غامرة Immersive Technology. ويتضمن ذلك بناء عوالم افتراضية متكاملة تتعامل بصورة تفاعلية مع أكثر من حاسة عند الإنسان. ومثلاً، يمكن للطلاب ممارسة لغة جديدة في عالم افتراضي أو خوض تجارب تاريخية افتراضية، ما يجعل التعلم أكثر تشويقًا وتفاعلية.

 

وكذلك، تسهم هذه التقنية في إنشاء محتوى تعليمي ثري، بما في ذلك الاختبارات وأوراق العمل وحتى دروس كاملة. وهذا يوفر الوقت للمعلمين للتركيز على مهام أكثر أهمية، مثل تقديم الدعم الفردي للطلاب.

 

ولا ننسى ما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يقدمه من دعم لذوي الاحتياجات الخاصة. ومثلاً، تستطيع الأدوات الذكية تحويل النص إلى صوت بهدف مساعدة من يعانون ضعفاً في البصر من الطلاب، في الوصول إلى محتوى المواد المكتوبة. وعلى نحوٍ مشابه، تستطيع أدوات ذكية مشابهة متخصصة في التعرف على الكلام، على مساعدة يعانون من صعوبات التعلم.

 

يشكل مشروع كارباثي فصلاً في سلسلةٍ طويلةٍ من التغيرات التي سيفرضها الذكاء الاصطناعي التوليدي على المشهد الأكاديمي. ويبقى أن نرى كيف ستساهم "يوريكا" في مجال التعليم مستقبلاً. مع وجود رائد بارز في الذكاء الاصطناعي على رأسها، تثير هذه الشركة الناشئة اهتمامًا كبيرًا، ولكن لا يزال يتعين عليها توضيح تفاصيل مهمة حول منتجاتها وخططها المستقبلية.

 

اقرأ في النهار Premium