أثار مصمم الألعاب جايسون ألين جدلاً بعد إرسال صورة أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعيّ إلى مسابقة فنية حكومية وحصوله على الجائزة الأولى. شارك ألين بعمل فني بعنوان "Theatre d’Opera Spatial" في فئة "الفن الرقمي / التصوير الفوتوغرافي الذي تم التلاعب به رقمياً"، لكنّه أنشأ اللوحة باستخدام منشئ لصور الذكاء الاصطناعيّ اسمه "Midjourney".
وبعدما انتشر عمل ألين من خلال تغريدة على "تويتر"، ادّعى العديد من المستخدمين أنّه كان مخادعاً، خاصة أن معظم الجمهور انتقدوا تحويل النص إلى صورة واعتبروه قاتلاً للإبداع البشريّ، لكنّ ألين دافع عن عمله حين قال لصحيفة "The Pueblo Chieftain": "أردت التعبير عن شيء باستخدام عمل فني للذكاء الاصطناعي. أشعر أنني حقّقت إنجازاً، ولن أعتذر عنه".
TL;DR — Someone entered an art competition with an AI-generated piece and won the first prize.Yeah that's pretty fucking shitty. pic.twitter.com/vjn1IdJcsL
— Genel Jumalon ✈️ Nan Desu Kan (@GenelJumalon) August 30, 2022
يتم تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة لتحويل النص إلى صورة على مليارات النماذج من الصور والأوصاف النصية، يقوم المستخدمون بعد ذلك بتزويدهم بأوصاف نصية تُعرف باسم المطالبات (Prompts)، ويقوم البرنامج بإنشاء صورة تطابق هذا الوصف بناءً على بيانات التدريب الخاصة به.
وعلى الرغم من أن هذه الأنظمة كانت في السابق حصريّة لشركات التكنولوجيا المموّلة مثل "OpenAI" و"غوغل"، فقد تزايد الوصول إليها في الأشهر الأخيرة. والنظام المستخدم من قبل ألين، المسمى "Midjourney"، هو واحد من أكثر الأنظمة شهرة ومعروفاً بصوره الجميلة التي ضُبطت بدقة، والتي غالباً ما تحاكي أنماط الفن الرقمي المعاصر.
وبعد نشر ألين "عمله" الفنيّ على "ديسكورد"، كانت الردود على فوزه متفاوتة، حيث اتهمه الكثيرون بخداع القضاة، وأشاد البعض بجمال العمل الفني ومهارة ألين في تنفيذه، ولكن اقترح كثيرون أنه كان يجب أن يكون أكثر صراحة بشأن عملية الإنشاء، فيبدو أن حكّام المسابقة لم يكونوا على دراية كاملة بكيفية إنشاء القطعة. ردّ ألين أنه أخبر الناس في المعرض أن القطعة "فن رقمي أُنشئ باستخدام الذكاء الاصطناعي"، "وأنه لا يحتاج إلى شرح ماهيّة "Midjourney" أكثر من كونه فناناً رقمياً.
هل علم أعضاء لجنة التحكيم أنّها صورة ذكاء اصطناعيّ؟
قال أحد المستخدمين: "أعتقد أن معظم الحكّام لم يكونوا ليختاروا صورة ذكاء اصطناعي للفوز بها إذا عرفوا، فقط لأنها ليست سائدة ومقبولة حتى الآن".
وكتب آخر: "إنّ حجج ألين كانت خادعة، وأنه إذا كان لجنة حكام المعرض على دراية كاملة بأساليبه، فلن يُسمح له بالدخول في المسابقة، أمّا إذا كانت هناك فئة فنية للذكاء الاصطناعي، فسأرسل التهاني".
على الرغم من ذلك، كان البعض أكثر دعماً، قائلين إنه يجب أن يكون لدى الحكام القدرة على البحث عن "Midjourney" لمعرفة كيفية عملها أو الإشارة إلى أنّها هي مجرد أداة فنية رقمية أخرى مثل "فوتوشوب" أو "Illustrator"، وأن القطعة تم إدخالها إدخالاً صحيحاً في الفئة التي كسبتها.
أكّدت أولغا روباك، مديرة الاتصالات في وزارة الزراعة في كولورادو، لصحيفة "The Pueblo Chieftain" أن ألين قد ذكر بالفعل استخدامه "Midjourney" في بيان تقديمه، لكنه لم يذكر ما إذا كان قد أوضح كيفية عمله. وأشارت روباك إلى أن قواعد المعرض تسمح لأي شخص بتقديم شكوى ضد الطلبات، وأنه حتى بعد ظهر الأربعاء، لم يتم تقديم أي شكوى من هذا القبيل.
ردود أفعال حادّة
على "تويتر"، كانت بعض الردود على فوز ألين أكثر حدّة، فقال أحد المستخدمين: “نحن نشاهد موت الفن يتكشف أمام أعيننا مباشرة - إذا لم تكن الوظائف الإبداعية في مأمن من الآلات، فحتى الوظائف التي تتطلب مهارات عالية معرّضة للخطر، فماذا سيكون لدينا بعد ذلك؟".
We’re watching the death of artistry unfold right before our eyes — if creative jobs aren’t safe from machines, then even high-skilled jobs are in danger of becoming obsoleteWhat will we have then?— OmniMorpho (@OmniMorpho) August 31, 2022
ويتحسر آخر على أن العمل الفني الآن "تم إنتاجه بأرخص سعر وبأسرع ما يمكن ليتم استهلاكه في دفعات من بضعة ميكروثانية".
ويذكر أن مولّدات الصور من نص إلى الذكاء الاصطناعي بدأت بالظهور للتو، ولكنّها تثير جدلاً حول طبيعة الفن، وما إذا كان هذا البرنامج يشكّل تهديداً لسبل عيش الفنانين.
إن أصبح هذا الأمر طبيعياً، لن يمر وقت طويل قبل أن يصبح الرسامون والكتّاب والموسيقيّون أجهزة كمبيوتر، فالذكاء الاصطناعي بدأ يتجاوز قيود الإبداع الفردي، وأصبح قادراً على إنتاج اللوحات والأغاني والكتب والأفلام الأكثر تسويقاً في المجتمع.