النهار

ما سبب إجراءات إيلون ماسك الجديدة في "تويتر"؟
المصدر: "النهار"
ما سبب إجراءات إيلون ماسك الجديدة في "تويتر"؟
إيلون ماسك (ديما قصاص).
A+   A-

مرّت ستة أيام على تولّي إيلون ماسك رئاسة "تويتر"، وكانت التغييرات التي أجراها سريعة، إذ اقترح تسريحات كارثيّة تشمل ما بين 50 في المئة إلى 75 في المئة من موظّفي الشركة، وأنشأ طبقة مستخدمين جديدة تماماً، تتميّز بدفع كل فرد منها 8 دولارات شهرياً لتلقّي خوارزميّة أفضل وحساباً موثّقاً.

اقترح ماسك أيضاً ميزة حظر بعض مقاطع الفيديو لغير المشتركين، في الوقت الذي سرت فيه شائعات عن خطة للرسائل المباشرة المدفوعة.

 

 تأتي الإجراءات سريعة جداً لتخدم هدف ماسك، الذي يعمل لكسب المال بسرعة، بالرغم من أن الأفكار تبدو عشوائية. فماسك يبحث عن مصادر جديدة للأرباح غير الإعلانية، ويجهد لخفض التكاليف بشدّة انسجاماً مع ما يفعله التجّار عندما يكونون بحاجة ماسّة إلى تحسين الميزانية العموميّة.

 

 

إذا كان هذا يبدو غير متوقع، فذلك لأنّ ماسك قضى الكثير من الوقت مصرّاً على أن الاستحواذ لم يكن متعلّقاً بالمال. في مقابلة مع "TED" في نيسان، قال: "هذه ليست طريقة لكسب المال... يُعدّ امتلاك منصّة موثوق بها أمراً في غاية الأهمية لمستقبل الحضارة؛ هذا لا يتعلّق بالاقتصاد على الإطلاق". 


جرت مقابلة ماسك مع "TED" قبل أن يوافق "تويتر" على عرضه، ثمّ بمجرّد حدوث ذلك، أمضى الأشهر الستة اللاحقة في محاولة فاشلة للتخلّص من الصّفقة، ممّا يعني أنّه حتى لو توصّل إلى الصفقة بدافع الانتقام أو إثبات النفس، فمن الآمن القول إنّ تفكيره قد تغيّر.

 

في الوقت نفسه، هناك أسباب واضحة تجعل الرئيس التنفيذي الجديد يشعر بالذعر بشأن الميزانية العمومية للشركة. ففي آخر تقرير أرباح ربع سنويّ قبل الاستحواذ، سجّلت "تويتر" خسارة قدرها 344 مليون دولار. فمع ركود المستخدمين، أصبح المستثمرون متشائمين بشأن التوقعات المالية للمنصة. كان هذا سبباً لانخفاض سعر "تويتر" بما يكفي للسماح باستحواذ ماسك عليه في المقام الأول.

 

الآن، أضاف استحواذ ماسك ديوناً بمليارات الدولارات إلى الميزانية العمومية للشركة، ممّا سيجعل المشكلة أكثر أهمّية. لتمويل الصفقة، حصل ماسك على قروض بقيمة 13 مليار دولار، وفق ما لاحظه "DealBook"، وهو ما يرفع مدفوعات الفائدة السنوية للشركة إلى ما يقرب من مليار دولار سنوياً، أكثر من إجمالي أرباح "تويتر" للعام 2021. لذلك، على ماسك إيجاد طريقة أسرع لكسب المال وتعويض الخسائر.

 

هناك أيضاً سبب للاعتقاد بأن نشاط إعلانات "تويتر"، مصدر دخله الأساسي، قد انخفض منذ أن اقترح ماسك الصفقة في نيسان، إذ انخفض الإنفاق الإعلاني الإجمالي طوال الصيف بعد أن نصح عدد من وكالات الإعلانات الكبرى العملاء بإيقاف إعلانات "تويتر" تماماً في أعقاب استحواذ ماسك على الشركة، إما بسبب الفوضى المفاجئة، وإمّا بسبب التضخّم الاقتصادي، أو بسبب مزيج من الاثنين.


حاول ماسك تعزيز دعم المعلنين، ونشر خطاب مفتوح، ليؤكد لهم أنّ المنصّة لن تصبح "مكاناً مجانيّاً للجميع"، ولكن من الصعب تصديق أنه في مكان أفضل ممّا كان عليه عندما بدأ.


لدى ماسك حاجة ملحّة لكسب المال من مصادر أخرى غير الإعلانات، ولكن ما اقترحه حتى الآن لا يقترب من سدّ الفجوة. كانت خطة ماسك الأكثر طموحاً هي خطة التوثيق الجديدة البالغة 8 دولارات شهرياً. ولكن حتى إذا اشترك كلّ حساب من حسابات "تويتر" الموثّقة البالغ عددها 400 ألف في الخدمة، فإنّها ستُولّد 38 مليون دولار فقط سنوياً، ممّا يُعدّ جزءاً بسيطاً من مدفوعات الفائدة البالغة مليار دولار.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium