النهار

تقنيّات الأفلام أصبحت واقعاً... هل يصبح "الهولوغرام" بديلاً في أماكن العمل؟
أحمد البغدادي
المصدر: النهار
تقنيّات الأفلام أصبحت واقعاً... هل يصبح "الهولوغرام" بديلاً في أماكن العمل؟
هولوغرام (تعبيرية)
A+   A-

  في عالمٍ دائم الحركة، نلمس أنّ التقدّم التكنولوجيّ يحصل ‏بسرعة فائقة، ففي غضون سنوات تمكّن الإنسان من الانتقال ‏من اختراع أجهزة الحاسوب ذات الإمكانيات البسيطة إلى ‏إرسال مركبات لاستكشاف المجرّة. ‏

ومع كلّ هذا التقدّم الهائل لا يسع المرء إلّا أن يتعجّب ويتأمّل ‏في قدرة العقل البشريّ على إحداث نقلة نوعيّة في الحياة ‏الإنسانيّة. ‏

إن كنت من عشّاق أفلام "ستار وورز" فلا بدّ من أنّك رأيت ‏طريقة تواصل الشخصيات بعضها مع بعض عبر تقنية ‏الـ"هولوغرام" أو التصوير التجسيميّ، حيث تعمل هذه التقنية ‏على تسجيل الضوء المنبعث من جسمٍ ما، ثمّ عرضه ‏بطريقة تظهر الأبعاد الثلاثيّة للجسم.

ولاقت هذه التقنية رواجاً كبيراً في عالم الأفلام المستقبلية، ‏فأصبحت وسيلة التواصل الأكثر استعمالاً فيها، وأصبحت دلالة ‏على التطوّر العلميّ والتكنولوجيّ في المستقبل. ‏

ستار وورز

لكنّ هذه التقنيّة لم تعد خدعة بصريّة مستخدمة في الأفلام فحسب، بل ‏أصبحت واقعاً قيد التطبيق في يومنا هذا. فقد تمكّنت وكالة ‏‏"ناسا" في شهر تشرين الأول 2021 من استخدام ‏تقنية الـ"هولوغرام" لإرسال طبيب للمرّة الأولى إلى محطّة ‏الفضاء الدولية.

 

   ‏

‏ وتُعدّ تقنية الـ"‏Holoportation‏" من شركة ‏‏"مايكروسوفت" أكبر نموذج لهذه التكنولوجيا المتطوّرة، التي ‏تمكّن المستخدمين من أن يكونوا في مكان بعيد عبر صورة ‏ثلاثيّة الأبعاد. ‏

وتعمل تقنية "مايكروسوفت" على استخدام عدد كبير من ‏الكاميرات الثلاثية الأبعاد الموضوعة في نقاط رؤية مختلفة ‏لالتقاط وإعادة بناء عرض ثلاثيّ الأبعاد لشخص ما. وتستخدم ‏جهاز "‏HoloLens‏"، يمنح المستخدم القدرة على الرؤية ‏والاستماع والتفاعل مع المشاركين الآخرين باستخدام الجهاز ‏في بيئة الواقع الافتراضيّ، دون ضرورة أن يكون في نفس ‏المساحة الماديّة. ‏

 
 

مستقبل الواقع الافتراضيّ والـ "هولوغرام" في مكان العمل ‏

الكثير قد تغيّر خلال جائحة كورونا، وخاصةً في ما يتعلّق ‏بسوق العمل، فقد اشتهرت تطبيقات "زوم" و"تيمز"، و‏أصبح العمل عن بعد هو الأساس. هذه التطبيقات هي أدوات ‏مؤتمرات عبر الفيديو ذات فوائد هائلة، ولكنّها تفتقر إلى عامل ‏أساسيّ، وهو العمل مع الآخرين جنباً إلى جنب.  ‏

من ناحية أخرى، فإنّ الـ"‏Holoportation‏" تستخدم أحدث ‏التقنيات مع الامتثال لثقافة العمل عن بعد. وتتيح هذه التقنية ‏إمكانيّة العمل مع الزملاء وحضور الأحداث والمؤتمرات، من ‏المنزل. ‏

‏ ويمكن استخدام هذه التقنية للاجتماعات بين أشخاص من مدن ‏أو حتى من بلدان مختلفة. ومع تطوير المزيد من الأدوات، ‏يمكن للمستخدمين الرسم والابتكار في بيئة الواقع الافتراضيّ. ‏وسيتمكّن الحاضرون من استحضار مخطّطات ونصوص ‏باستخدام ميزات التطبيق. ‏

‏ "مايكروسوفت" ليست الشركة الوحيدة التي تعمل على هذه ‏التقنية، فشركتا "‏Portal‏" و"‏Aexa‏" تعملان على ‏التقنية نفسها لكن دون الحاجة إلى الواقع الافتراضيّ "‏VR‏".  

لقد أثبتت جائحة كورونا فاعلية العمل عن بعد، ومع التقدّم ‏التكنولوجيّ ستتمكّن الشركات من الاستغناء عن التكاليف ‏الباهظة للإيجارات والاعتماد على تقنيات شبيهة للـ‏‏"‏Holoportation‏" في إدارة أعمالها اليوميّة.‏

 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium