تواجه شركتا "أبل" و"تسلا" مشكلات كبيرة في الصين، وقد تُثيران مخاوف المستثمرين بشأن عملاقتي التكنولوجيا الأميركيتين، بعد أن تراجعت أسهم "تسلا" بنسبة 12 في المئة يوم الثلثاء، لا سيّما بعد أن أفادت شركة صناعة السيارات الكهربائية بأن عمليّات تسليم لم ترق إلى مستوى توقّعات المحلّلين، في حين تراجعت أسهم "أبل" بأكثر من 3 في المئة مع عودة المخاوف بشأن الطلب على هاتف "أيفون" في الربع الأخير من 2022.
تكمن التحدّيات في الصين جزئياً في انخفاض الأسهم، إذ تمثّل نحو 17 في المئة من مبيعات "أبل"، و23 في المئة من عائدات "تسلا"، ممّا يجعلها سوقاً أساسيّة لكلتا الشركتين الأميركيتين، وفقاً لـ"سي أن بي سي".
وقال كبير محلّلي الأسهم في "Wedbush Securities" دانيال أيفز إنّ الصين "هي قلب ورئتا العرض والطلب" لكلّ من الشركتين، مضيفاً أن أكبر مصدر قلق لسوق الأوراق المالية يأتي من توقّف محتمل للاقتصاد الصيني والمستهلكين عن الإنفاق.
وأردف أيفز: "في العام 2022، كان القلق يتعلّق بقضايا سلسلة التوريد وعدم وجود مشكلات متعلّقة بكورونا، والمخاوف هذا العام هي من الطلب، ممّا ألقى بظلال كبيرة على كلّ من "أبل" و"تسلا"، اللتين تعتمدان بشكل كبير على المستهلك الصينيّ".
مخاوف نقص الطلب على "أيفون"
بالنسبة لـ"أبل"، يراقب المستثمرون نتائج الشركة في الربع الأول، إذ من المحتمل أن تصدر في وقت لاحق من هذا الشهر، وقد تغطّي فترة عطلة كانون الأول.
ولكن في تشرين الأول، انتشر فيروس كورونا في أكبر مصنع "أيفون" في العالم في مدينة تشنغتشو بالصين، وفرضت شركة "فوكسكون" التايوانية التي تدير المصنع قيوداً. وفي تشرين الثاني، هزّت احتجاجات العمّال المصنع بسبب نزاع على الأجور مع انسحاب العديد من الموظفين، وحاولت "فوكسكون" إغراء العمال بالعودة بوساطة المكافآت.
وبعد أن أفادت "رويترز" يوم الثلثاء بأن مصنع تشنغتشو التابع لشركة "فوكسكون" قد عاد إلى الإنتاج بالكامل، يقدّر خبراءُ عجز إيرادات "أبل" بما بين 5 مليارات دولار و8 مليارات دولار في ربع كانون الأول، ويُمكن أن تعلن شركة "أبل" عن انخفاض الإيرادات سنويّاً بنسبة 1 في المئة في هذا الربع؛ وهذا ما يُثير قلق المستثمرين الذين كانوا يتوقّعون عودة قويّة بعد سلسلة "أيفون 14"، أحدث هاتف للشركة.
"تسلا" ومشكلات التسليم
كان انخفاض سعر سهم "تسلا" يوم الثلثاء مدفوعاً بفقدان تسليمات السيارات، إذ سلّمت الشركة 405278 سيارة في الربع الأخير من العام 2022، أي بما يقلّ عن التوقّعات السابقة التي تحدّثت عن 427000 سيّارة تقريباً.
وواجهت الشركة مشكلات مع مصنع غيغا في شانغهاي بسبب إجراءات كورونا طوال العام 2022. وقال المحلّلون إن هناك مخاوف بشأن الطلب من المستهلكين الصينيين. ويشعر المستثمرون بالقلق أيضاً من أن "تسلا" ستضطر إلى خفض الأسعار لجذب المشترين، ممّا قد يضغط على هوامش الربح.