النهار

قطاع التكنولوجبا في لبنان... "مالتيلاين" قصّة أمل
أحمد البغدادي
المصدر: النهار
قطاع التكنولوجبا في لبنان... "مالتيلاين" قصّة أمل
تعبيرية
A+   A-
في بلدٍ يسعى كثير من سكانه إلى الهجرة بحثاً عن مستقبلٍ أفضل، في بلدٍ يفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، في بلدٍ تكون فيه قوارب الموت أخفّ وطأةً من العيش فيه، تعتبر رؤية أناس طامحين في البقاء ومحاربة الواقع المرير بمثابة بصيص أمل في نفقٍ يسوده الظلام الدامس. 
 
"مالتيلاين" (Multilane)، هي إحدى الشركات التكنولوجية اللبنانية المختصّة في مجال نقل البيانات، ويصرّ الرئيس التنفيذي للشركة فادي ضو على بناء رؤيته في لبنان، وقد أثمرت هذه الإرادة في إطلاق مجمع حومال للتكنولوجيا. 
 
ويتمثّل هدف هذا المجمع في إنشاء نظام بيئي يهدف لدعم قطاع التكنولوجيا في لبنان. هذه الخطوة سوف تؤدّي إلى خلق مئات الوظائف في مجال التكنولوجيا، فبدلاً من مغادرة الشباب اللامعين لبنان بحثاً عن فرص في الخارج، يمكنهم الآن العثور على تلك الفرص في بلدهم.  
 
وكانت "Multilane" قد بدأت مشروعاً مشتركاً مع شركة "نوكيا" لتقديم مركز عمليات للشبكة من مجمّع حومال للتكنولوجيا. ويعمل اليوم في هذا المركز 70 مهندساً وتوجد تطلعات لمضاعفة قوّته العاملة في نهاية عام 2022. كما يعمل أكثر من 300 مهندساً في الشركة بمختلف أقسامها، وتسعى الشركة إلى زيادة عدد الموظفين مع التوسع الكبير الذي تشهده. 
 
 
 
وفي هذا السياق، وللاحتفال بالنجاح الكبير للمشروع وفي الذكرى السنوية الأولى لتأسيسه، ستبدأ "نوكيا" و"مالتيلاين" في تقديم منح دراسية لطلاب الهندسة في الجامعة الأنطونية "UA"، وستشتركان مع الجامعة لتعزيز منهاجهما وتوفير فرص عمل للطلاب الناجحين، وبالتالي خلق مئات الوظائف داخل لبنان. 
 
وللمناسبة، أقيم احتفال في الجامعة وكانت كلمة لوزير الاتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني القرم خلال مشاركته في الحفل، والذي قال: "من المعروف أنّ الطلاب اللبنانيين مبتكرون ومتحمسون ومجتهدون، وتعريفهم بالصناعة كجزء من رحلتهم الجامعية لن يؤدّي إلّا إلى تحفيزهم وتعزيز مهاراتهم الابتكارية، ومن شأن هذه الشراكة أن تفتح الأبواب أمام خرّيجينا للحصول على فرص أفضل وتعزيز حياتهم المهنية، فالصناعة والجامعات تكمل بعضهما البعض لإغلاق حلقة الاستدامة الاقتصادية". 
 
 
 
وتخلّل الاحتفال كلمة لـ سيلفان بيرثونيت، مدير حساب الخدمات العالمية في شركة "نوكيا". وذكر سيلفان في حديثه التحديات التي تواجه العملاء خلال تحديث شبكتهم، خاصةً خلال إطلاق شبكة الجيل الخامس "5G". لذلك قررت "نوكيا" البحث عن موقع تسليم جديد لزيادة القدرة الإنتاجية للشركة ومواجهة التحدّيات التي تواجه العملاء.  
 
 
 
وأضاف سيلفان: "المعادلة بسيطة، كنّا نبحث عن بلدٍ بأشخاص ذوي مهارات ودوافع عالية، مهارات لغوية، ووجود لروح المنافسة. وقد تمّ اختيار لبنان ليكون الأنسب لتلبية مقوّمات النجاح المطلوبة". 
 
 
 وشدّد ضو في حديث لـ"النهار" على أهمية مساعدة الجيل الصاعد وتأمين فرص عمل لهم للبقاء في هذا البلد. وتقوم الشركة بدورات تدريبية لتلاميذ الصفوف الثانوية بهدف تحضيرهم للمستقبل، وعرض الخيارات المتاحة أمامهم ليتمكّنوا من سلوك الطريق الأنسب بهدف بناء مستقبل واعد لهم وللبنان. 
 
ويكمل ضو عند سؤاله عن مقدرة الشركة على الاستمرار في ظلّ الأوضاع الراهنة في البلد قائلاً: "المستقبل يبدو واعداً، بالرغم من الوضع الراهن في لبنان. فقد سعينا إلى البقاء خارج الشبكة، وتعتبر الشركة ذات اكتفاء ذاتي من الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والمولدات والمياه، وقد تمكّنا بمساعدة وزارة الاتّصالات من تركيب شبكة إنترنت بالألياف الضوئية، وبذلك تتمكّن الشركة من الحفاظ على إنتاجها دون التأثّر بعوامل خارجية". 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium