النهار

ما التغييرات التي ينوي إيلون ماسك تطبيقها في "تويتر"؟
المصدر: "النهار"
ما التغييرات التي ينوي إيلون ماسك تطبيقها في "تويتر"؟
إيلون ماسك (ديما قصاص).
A+   A-

"لديّ الكثير من الأفكار". هذا ما كتبه إيلون ماسك في رسالة نصّية إلى الرئيس التنفيذيّ لـ"تويتر" باراغ أرغاوال في نيسان، بعد أيام قليلة من موافقته على الانضمام إلى مجلس إدارة الشركة، وقبل أسابيع قليلة من قراره شراءها.

 

حاول ماسك بعد ذلك التراجع عن الصفقة ورفع دعوى قضائية ضد "تويتر"، في الوقت الذي يواجه فيه دعوى من الشركة، إلّا أنّه قرّر الآن على ما يبدو المضي قدماً في هذه الصفقة، بالرغم من كلّ شيء.

 

لا يزال من الواضح أن "تويتر" هي المنصّة المفضّلة لدى ماسك. ووفق ما قال، لديه الكثير من الأفكار حول كيفية تغييرها.

 

بعد قرار ماسك المضي قدماً بالصفقة وموافقة "تويتر" على عرضه، من الطبيعي أن نؤكّد على أنّه سيصبح المالك الأكبر للشركة، إلا أنّ ماسك شخص غير متوقَّع، ويمكن أن يحدث أيّ شيء في الفترة المقبلة. ولا تزال هناك محاكمة مقرّرة في 17 من الشهر الجاري.

 

ولكن لنفترض أن الصفقة ستُغلق فعليّاً في وقت ما في المستقبل القريب، يصبح في الإمكان الانتقال إلى السؤال الآتي: كيف سيكون شكل تويتر المملوك من ماسك؟

خلال الأشهر الستة الماضية، أعطانا ماسك بعض الدلائل حول أفكاره لتغيير المنصّة والهدف الكامل من "تويتر". وأشار يوم الثلاثاء كيف سيطوّرها في تغريدة قال فيها: "شراء "تويتر" هو تسريع لإنشاء "X"، تطبيق كلّ شيء".

 

في أغلب الأحيان، يقول ماسك أشياء لا يقصدها. تتغيّر معتقداته بمرور الوقت، وقد لا ينتهي به الأمر بامتلاك الشركة أو بامتلاكها لفترة طويلة.

 

إذن، إليكم ما يمكن أن يغيّر ماسك في "تويتر":

 

نسخ "وي تشات" - WeChat

"X"، أو "تطبيق كلّ شيء" المشار إليه في التغريدة، تمّ تصميمه بشكل واضح على غرار "وي تشات"، المملوك لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة "Tencent"، وهو تطبيق أساسيّ في الحياة اليومية في الصين لمئات الملايين من المستخدمين. هو تطبيق مراسلة ومتجر تطبيقات ومتصفح ويب.

 

قال ماسك خلال جلسة أسئلة وأجوبة مع موظّفي تويتر في حزيران (يونيو): "لا يوجد شبيه "وي تشات" خارج الصين، بينما يعيش الصينيون بشكل أساسي على "وي تشات". وإذا تمكنّا من إعادة إنشاء ذلك باستخدام "تويتر"، فسنحقق نجاحاً كبيراً".

 

نسخ سيغنال أيضاً

لطالما كان ماسك من المعجبين بتطبيق "سيغنال" للمراسلة، وكان يفكّر في المنصة منذ الأيام الأولى لانخراطه في صفقة "تويتر". وكان الرئيس التنفيذي السابق لـ"تويتر" جاك دورسي قد أرسل رسالة نصيّة إلى ماسك في وقت سابق من هذا العام مفادها أنّ مستقبل تويتر يجب أن يتضمّن بروتوكولاً تديره مؤسّسة، إذ كتب: "يشبه إلى حدٍّ ما ما فعله سيغنال، وإلا فسيكون لديك مساحة ستحاول الحكومات والمعلنون التأثير عليها والسيطرة عليها".

 

وكان ماسك أيضاً يفكر في كيفية جلب بعض ميزات "سيغنال إلى "تويتر".

 

المدفوعات ستكون في كلّ مكان

أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل ماسك يلاحق نموذج "وي تشات" هو المدفوعات. يكسب التطبيق الأموال جزئيّاً عن طريق الاستفادة من جميع المدفوعات التي تتمّ في التطبيق، كالإجار والطعام وتذاكر الحفلات الموسيقيّة والملابس وكلّ شيء. ويبدو أن ماسك مهتمّ بفعل الشيء نفسه مع "تويتر"؛ وفي عرضه التقديميّ للمستثمرين، قال إن المدفوعات قد تصل إلى 1,3 مليار دولار بحلول العام 2028.

 

ماسك يريد جعل "تويتر" منصّة للمبدعين

قلّة من الناس ربمّا يعتقدون أن تويتر منصّة رائعة للفيديو! لكن من الواضح أن ماسك يريد تغيير ذلك، إذ تحدّث إلى العديد من الأصدقاء والزملاء حول كيفية جعل إعلانات الفيديو تعمل على المنصّة وكيفية جذب منشئي الفيديو من منصّات مثل "يوتيوب" و"تيك توك".

 

 يمكن للمستخدمين اختيار الخوارزمية الخاصة بهم

كثر الحديث عن خوارزمية "تويتر" قبل عرض ماسك الأول لشراء الشركة، وأخبر الموظفين أنه يريد أن يكون التطبيق أشبه بـ"تيك توك"، حيث يقدّم محتوى من "الأشياء الرائعة التي لا نهاية لها"، لكنه شجّع الأشخاص أيضاً على التبديل إلى موجز يعرض المحتوى بالتسلسل الزمني.

 

يبدو أن خطة ماسك هي منح الناس ميزة الاختيار، بدلاً من فرض خوارزمية واحدة تحكم تجربة المستخدمين، وقال إنه يريد "فتح المصدر" للخوارزمية والسماح للآخرين بصنع خوارزمية جديدة.

 

"الاشتراكات المدفوعة قد تكون الحل"

تحدّث ماسك كثيراً عن "تويتر بلو" خلال الأشهر العديدة الماضية، ويبدو أنه يرى العضويات المدفوعة جزءاً أساسيّاً من مستقبل المنصّة، فقدّم للمستثمرين خطة تتضمّن الحصول على 69 مليون مشترك في "بلو" بحلول العام 2025 و159 مليون بحلول العام 2028، في مقابل خفض قيمة عائدات الإعلانات إلى أقلّ من 50 في المئة؛ والطريقة الوحيدة للقيام بذلك هي إقناع المستخدمين بالدفع.

 

هل هذه نهاية الروبوتات؟

من الواضح أن ماسك أمضى الأشهر القليلة الماضية يبرّر انسحابه من الصفقة بمشكلة البريد العشوائيّ والروبوتات على "تويتر"، إذ لا شك في أن المستخدمين "غير الموثوق بهم" يمثّلون نسبة لا بأس بها على "تويتر".

 

لذلك، تعهّد ماسك بجعل "مصادقة جميع البشر" أولوية مع التخلّص من برامج الروبوت من النظام الأساسي. في الواقع، هذا أحد الأسباب التي دفعته إلى جعل الشركة خاصّة في المقام الأول: إزالة جميع الروبوتات.

 

ومن الصعب معرفة كيف سينفّذ ذلك، إذ إنّ التمييز بين الإنسان والآلة على وسائل التواصل أصعب بكثير ممّا يبدو.

 

"إنقاذ حرية التعبير"

بمجرّد أن أعلن ماسك لأول مرة أنه اشترى جزءاً كبيراً من أسهم "تويتر"، اعتبر نفسه المنقذ لحرية التعبير في المنصّة. وبعد نحو 12 ساعة من قيام الرئيس التنفيذي باراغ أغراوال بالتغريد بأنّ ماسك انضم إلى مجلس الإدارة، أرسل ماسك رسالة نصيّة حول أمنياته الأولى: "سيكون من الرائع إلغاء الحظر الدائم، باستثناء حسابات البريد العشوائيّ وتلك التي تدعو صراحة إلى العنف".

 

وأشار ماسك إلى أنه سيُعيد دونالد ترامب إلى المنصّة، ويُريد الحدّ بشكل كبير من الإشراف على محتوى "تويتر" للسماح بكلّ ما لا ينتهك القوانين المحليّة.

 

في المقابل، اعتبر بعض المستخدمين أن هذا يعني أن ماسك يريد دفع المنصة في اتجاه يمينيّ، لكن ماسك يدّعي أنه محايد في هذا الموضوع ويريد فقط جعل "تويتر" كما هو.

 

لإنجاز هذه الأفكار، سيتعيّن على ماسك أيضاً إعادة بناء الشركة نفسها، حيث معنويات الموظّفين منخفضة، والمشاريع طويلة الأجل معلّقة أو ملغاة.

اقرأ في النهار Premium