مع كلّ الضجيج المحيط بـ"شات جي بي تي"، لا عجب من أن تتنافس الشركات الكبرى للدخول في تكنولوجيا روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعيّ، لأنها تراهن على تغيّر العالم بالذكاء الاصطناعي، ويُمكن للتقنيات الناشئة المساعدة على إعادة تشكيل التكنولوجيا.
إليكم أبرز الشركات التي تتطلّع إلى تحدّي "شات جي بي تي" أو الاستفادة من نجاحه:
"مايكروسوفت"
أطلقت الشركة روبوت دردشة خاصّ بها مع إطلاق محرّك بحث "بينغ الجديد"، الذي يعد بإحداث تغيير في الطريقة التي نبحث من خلالها عن الأشياء عبر الإنترنت، وقامت ببناء أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي في متصفّح "إدج".
تُعدّ "مايكروسوفت" مستثمرةً في "OpenAI"، المصنّعة لروبوت "شات جي بي تي". واستفادت من التكنولوجيا وراء "شات جي بي تي" لبناء أداة ذكاء اصطناعيّ تقول إنّها "أكثر قوّة".
أتاحت الشركة إصدار " بينغ الجديد" لبعض المستخدمين كإصدار تجريبيّ، وتمكّنت من طرح أسئلة مثل "هل يمكنك اقتراح أماكن لزيارتها في باريس؟" أو "ما هي أفضل وصفة لفطيرة التفاح؟" ثم تلقّت ردوداً مفصّلة تصف وجهات سياحيّة مختلفة أو تحدّد الخطوات التي تتماشى مع الوصفة.
لكن قد تكون "مايكروسوفت" أخطأت، فسرعان ما وجد المستخدمون ثغرات في النظام، ووجد آخرون أنّه يمكنهم استخراج "أجوبة حمقاء"، وأحياناً غير متماسكة. لذلك، قدّمت "مايكروسوفت" حدّاً لإجابات "بينغ"، يتمثّل بخمس إجابات في المحادثة الواحدة، وسقفاً مكوّناً من 50 سؤالاً يوميّاً للمساعدة في منع بعض ردود الروبوت الغريبة. لكن الشركة خفّفت لاحقاً بعض هذه القيود عقِب تلقّي شكاوى من المستخدمين.
"غوغل"
سارعت "غوغل" إلى الإعلان عن روبوت الدردشة الآليّ الخاصّ بها، "بارد" (Bard)، على الرّغم من أنّنا ما زلنا لا نعرف الكثير عن قدراته.
يزعم الرئيس التنفيذيّ للشركة سوندار بيشاي أنّ "غوغل" تستخدم نموذج اللغة الكبير الداخليّ الخاصّ بها، "LaMDA"، لتشغيل خدمة الذكاء الاصطناعيّ للمحادثة، التي "تعتمد على المعلومات من الويب لتقديم استجابات جديدة وعالية الجودة".
وتقول "غوغل" إنّ المستخدم سيتمكّن من استخدام الخدمة لإتمام مجموعة من المهام، مثل التخطيط لحفلات، ومقارنة الأفلام، والحصول على أفكار للوصفات، بناءً على المكوّنات الموجودة في ثلّاجته، وغير ذلك.
وبالرغم من ذلك، ارتكب "بارد" خطأً كبيراً في أول عرض توضيحيّ نشرته "غوغل" على "تويتر"، إذ قدّم الروبوت معلومة خاطئة.
"ميتا"
بالإضافة إلى جهودها في تطوير خدمات الواقع الافتراضيّ الخاصّ بها، تركّز الشركة التي تملك "فايسبوك"، إنستغرام"، و"واتساب" على تطوير الذكاء الاصطناعي. وقامت "ميتا" بتطوير "غالاكتيكا" (Galactica)، وهو نموذج لغة مصمّم لتقديم المساعدة للعلماء والباحثين من خلال تلخيص المقالات الأكاديمية، وإيجاد حلول لمشكلات رياضيّة، وشرح جزيئات، وأكثر من ذلك.
وتقول "ميتا" إنّها درّبت الروبوت على "أكثر من 48 مليون ورقة وكتاب مدرسيّ وموادّ مرجعيّة ومصادر أخرى للمعرفة العلمية"، إلّا أنّ الروبوت خيّب الآمال عندما أتاحته الشركة في نسخة تجريبيّة عامة في تشرين الثاني الماضي، فانتقده المجتمع العلميّ بشدّة، ووصفه أحد العلماء بأنه "خطير"، بسبب استجاباته غير الصحيحة أو المنحازة.
قامت "ميتا" بإزالة برنامج الدردشة بعد بضعة أيام فقط.
"علي بابا"
دخلت "علي بابا"، عملاقة التجارة الإلكترونية، ومقرّها الصين، على "ترند" روبوتات الدردشة الذكيّة في أوائل الشهر الماضي، حين أخبر متحدّث باسم الشركة شبكة "سي أن بي سي" بأن "علي بابا" تختبر منافساً لـ"شات جي بي تي".
ومع ذلك، قد يتعيّن على الشركة التغلّب على بعض العقبات قبل أن تحصل على نسختها الخاصّة من "شات جي بي تي"، إذ أبلغ المنظّمون الصينيون بالفعل شركات "Tencent" و"Ant Group"، المملوكة لـ"على بابا"، بوجوب تقييد الوصول إلى "شات جي بي تي"، بسبب مخاوف من تبنّي الروبوت محتوى غير خاضع للرقابة. وسيتعيّن على الشركات أيضاً التشاور مع الحكومة قبل إتاحة برامج الروبوت الخاصة بها للجمهور.
"بايدو"
تستعدّ شركة صينية أخرى هي "بايدو" لإطلاق أداة ذكاء اصطناعي تسمّيها "Ernie Bot" في أقرب وقت هذا الشهر. تشتهر "بايدو" بمحرك بحث خاص بها يحمل اسمها، إلى جانب مجموعة من الخدمات الأخرى المتعلّقة بالإنترنت. وتستفيد الشركة من تقنية الذكاء الاصطناعي لتطوير سيارة ذاتية القيادة.
We are proud to announce our ongoing development of the AI chatbot project, ERNIE Bot (文心一言). First proposed as a language model in 2019, ERNIE has made significant progress since then.
— Baidu Inc. (@Baidu_Inc) February 7, 2023
Stay tuned for further updates. pic.twitter.com/J1F81VZz5i
ظهر "Ernie" للمرة الأولى عام 2019، وتطوّر منذ ذلك الحين إلى أداة شبيهة بـ"شات جي بي تي". في أواخر عام 2021، قالت "بايدو" إنّها درّبت النموذج على "بيانات ضخمة غير منظّمة ورسم بياني معرفيّ ضخم" وزعمت أنّه "يتفوق في فهم اللغة الطبيعية وتوليد النصوص".
وكما فعلت "مايكروسوفت" و"غوغل"، تخطّط "بايدو" لدمج الروبوت في محرك البحث الخاص بها.