النهار

كيف أثّر تسريح العمّال على مؤثّري "فايسبوك" و"إنستغرام"؟
المصدر: "النهار"
كيف أثّر تسريح العمّال على مؤثّري "فايسبوك" و"إنستغرام"؟
"إنستغرام" (تصميم ديما قصاص).
A+   A-

مع إزالة قيود جائحة كورونا في أغلب دول العالم، أصبح العديد من الناس يتمتّعون بصفة "الشخصيّات المؤثّرة" (Influencers)، ممّا جعل إنتاج المحتوى بالنسبة إليهم بمثابة وظيفة ومصدر دخل، قبل أن يبدأ تأثّرهم بإجراءات شركة "ميتا" المالكة لـ"فايسبوك" و"إنستغرام"، بعد أن خفّضت التكاليف، وسرّحت عمالاً، في أواخر عام 2022. 

 

أشارت شبكة "سي أن بي سي" إلى أن "ميتا" قامت بإلغاء قطاعات كبيرة في الشركة تتعلّق بخدمة العملاء، تاركةً أصحاب الحسابات والشركات غير قادرين على الاتصال بأيّ شخص بشأن حساباتهم، ممّا أدّى إلى انتشار منتحلي الشخصيّة لاستغلال اسم بعض المؤثرين كعارضة الأزياء كاتيا كارلوفا، فأنشأوا حسابات مزيّفة وخدعوا المستخدمين.

 

وقالت كارلوفا في مقابلة مع "سي أن بي سي": "هذا أمر مضرّ للغاية. هذه علامتي التجارية، وأنا أعمل بجدّ لبنائها، ولتكون شيئاً مؤثراً وإيجابياً".

 

وأفادت "سي أن بي سي" بأن العديد من عمليات التسريح أثّرت على الموظفين في دعم العملاء وتجربة العملاء والمجتمعات، بناءً على شهادات موظفي "ميتا" السابقين والوثائق المقدمة إلى وزارة العمل الأميركية، التي أكّدت أن التقليص أدّى إلى ترك الشركة غير قادرة على معالجة مشكلات المستخدمين، التي تبدأ بالأشخاص الذين تمّ حظرهم حساباتهم، وتتعداها إلى أخطاء البرامج، نظراً لاستخدام "فايسبوك" و"إنستغرام" من قِبل مليارات الأشخاص يومياً.

 

ولاحظ مشرفون على مجموعات "فايسبوك" في أوائل شباط مشكلة في نظام الواجهة الخلفيّة لـ"فايسبوك"، والتي تُستخدم لإدارة المجموعات وتتبع التحليلات ومقاييس النمو. كذلك أشارت بعض الرسوم البيانية في بعض المجموعات إلى أنّها كانت لا تحقق أيّ نشاط للمستخدمين، ممّا يعني أن المقاييس بها عطل. وقالت المشرفة على إحدى المجموعات إنّها احتاجت إلى الاتصال بشخص ما من "فايسبوك" للحصول على المساعدة، ولكن عندما اتصلت لم يردّ عليها أحد.

 

وفيما كانت "فايسبوك" قد أبلغت المشرفين على المجموعات أن خدمة دعم المجموعات ستتوقّف بداية هذا العام، لم تقدّم الشركة تفسيراً واضحاً لذلك، وقالت الرسالة: "لا تزال المجتمعات هي قلب مهمة "فايسبوك"، ونحن نواصل البحث عن طرق مفيدة للاستثمار في المجتمعات والمجموعات وتجربة المنصّة بشكل عام".

 

بالإضافة إلى ذلك، قال العديد من الموظّفين السّابقين إن التسريح الجماعيّ للعمال في "ميتا" سيجعل من الصعب معالجة شكاوى المستخدمين المتزايدة.

 

مارك زوكربرغ يُحاول إنقاذ الشركة

خسرت أسهم "ميتا" ثلثي قيمتها العام الماضي، حين انخفضت الإيرادات على أساس سنويّ لثلاث فترات متتالية خلال العام. وتزامن العمل الإعلانيّ المتعثّر مع جهود زوكربرغ لتوجيه الشركة نحو الاتجاه الجديد، ميتافيرس، وهي تكنولوجيا مستقبلية تكلّف مليارات الدولارات كلّ ثلاثة أشهر.

 

وكانت إحدى الطرق التي تُحاول بها Meta معالجة المشكلة هي الاشتراكات المدفوعة، التي أصدرتها الشركة الشهر الماضي، إذ يتعيّن على الحسابات الموثّقة دفع رسوم شهريّة قدرها ما بين 11,99 و14,99 دولاراً. وتقول الشركة إنّ الاشتراك الجديد يساعد الأشخاص، خاصّة المؤثرين، في الحصول على حماية إضافية للحساب ومراقبته ودعمه.

 

من جهتهم، يقول مؤثّرون إنه يجب على "ميتا" التفكير في وضع المزيد من الاستثمار لإبقاء العملاء سعداء بدلاً من ملاحقتهم بعد رحيلهم، واصفين ما حصل بأنه "فرصة ضائعة".

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium