صرح رائد الذكاء الاصطناعي جيفري هينتون في مقابلة مع وكالة "رويترز"، أمس الجمعة، بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يشكّل تهديداً "أكثر خطورة وإلحاحاً" على البشرية من تغيّر المناخ.
وأعلن جيفري هينتون، المعروف على نطاق واسع بأنّه أحد "عرّابي الذكاء الاصطناعي"، أخيراً أنه ترك شركة "ألفابت" بعد عقد من العمل في الشركة، قائلاً إنه يُريد التحدّث علناً عن مخاطر التكنولوجيا من دون أن يؤثر على عمله السابق.
في عام 1986، شارك هينتون في تأليف الورقة البحثية الأساسية تحت عنوان "Learning representations by back-propagating errors"، وهي علامة بارزة في تطوير الشبكات العصبيّة التي تدعم تقنية الذكاء الاصطناعي. وفي عام 2018، حصل على جائزة تورينج تقديراً لإنجازاته البحثية. لكنه الآن من بين قادة التكنولوجيا الذين يعلنون قلقهم بشأن التهديد المحتمل الذي يشكّله الذكاء الاصطناعي.
وقال هينتون "لا أريد التقليل من قيمة تغيّر المناخ. لا أودّ أن أقول لا داعي للقلق بشأن تغير المناخ"، "فهذه مخاطرة كبيرة أيضاً. لكنّني أعتقد أن هذا (الذكاء الاصطناعي) قد يُصبح أكثر ضرورة".
وتابع: "مع تغير المناخ، من السهل جداً التوصية بما يجب عليك فعله: توقف فقط عن حرق الكربون. إذا فعلت ذلك، فستكون الأمور في النهاية على ما يرام".
وفي شهر نيسان، انضم الرئيس التنفيذي لشركة "تويتر" إيلون ماسك إلى الآلاف من الموقّعين على خطاب مفتوح يدعو إلى التوقف لمدة ستة أشهر عن تطوير أنظمة أكثر قوة من تقنية "جي بي تي 4" التي تمّ إطلاقها أخيراً.
ومن بين الموقّعين الرئيس التنفيذي لشركة "Stability AI Emad Mostaque"، والباحثون في شركة "DeepMind" المملوكة لشركة "ألفابت"، وزملاءهم الرائدون في مجال الذكاء الاصطناعي "Yoshua Bengio" و"Stuart Russell".
وفي حين أن هينتون يشارك الموقّعين قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يثبت أنه يمثل تهديداً وجودياً للبشرية، فإنه لا يوافق على إيقاف البحث موقتاً، معتبراً ذلك "غير واقعي على الإطلاق". ولكنه أضاف "أعتقد أن هذا الخطر وجوديّ، وهو قريب بما يكفي لدرجة أننا يجب أن نعمل بجدّ الآن، وأن نخصّص الكثير من الموارد لمعرفة ما يمكننا القيام به حيال ذلك".