النهار

بطرق بدائية... فلسطينيون تحت الحصار يحرقون البلاستيك لإنتاج الوقود
المصدر: "النهار"
بطرق بدائية... فلسطينيون تحت الحصار يحرقون البلاستيك لإنتاج الوقود
تعبيرية "وايرد"
A+   A-
تواجه غزة، أحد أفقر أجزاء الشرق الأوسط، تكاليف الوقود الباهظة، ما دفع الفلسطينيّين إلى إيجاد الحلّ. وعلى الرغم من أنّه قد لا يكون الحلّ الأكثر مثاليّة، فإنّ الفلسطينيّين في غزة يحرقون البلاستيك لإنتاج الديزل بأسعار معقولة.
هذا ما أورده موقع Wired، معتبراً أنّه حلّ اقتصادي في أحسن الأحوال لبلدٍ يواجه حصاراً برياً وجوياً وبحرياً مستمراً من قِبل إسرائيل، كما أنّه يُشكّل تهديدات بيئية.
 
ووفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وصلت البطالة في غزّة، في العام 2021، إلى نسبة مقلقة، بلغت 47 في المئة، مقارنة بـ16 في المئة في الضفة الغربية، حيث بلغ متوسط الأجر اليوميّ 60 شيكلاً (18 دولاراً).
وسجّلت محافظة دير البلح في قطاع غزة أعلى معدلات البطالة في العام 2021، فيما ارتفع سعر البنزين الذي يتمّ تسلّمه من إسرائيل إلى ما يقرب من 3 دولارات للّيتر، بعد الحرب في أوكرانيا.
 
ويرى محمود الكفارنة وإخوته، أنّ استخدام البلاستيك كوقود في جباليا، شمال قطاع غزة، يغطّي تكاليف المعيشة. وقال لوكالة "فرانس برس": "بدأنا تجربة تنفيذ المشروع كتجربة في 2018 من خلال البحث على الإنترنت". وبعد الكثير من المحاولات، نجح الأخوان بعد ثمانية أشهر، واستخرجا الوقود اللازم.
 
أمّا طريقة هذا العمل فهي كالآتي: أولاً، يُحرق الخشب في فرن أسفل خزان يستوعب ما يصل إلى 1.5 طن من البلاستيك المقطّع. بعد ذلك، يذوَّب البلاستيك، وتتدفّق الأبخرة عبر أنبوب إلى خزان المياه. أخيراً، بعد أن تبرد المادّة، تحصل على وقود يقطَّر في حاويات. 
ومع ذلك، هناك مشكلة جانبيّة تكمن في انبعاث دخان رماديّ من الأنابيب الموجودة فوق الفرن والخزان. ويعتبر حرق البلاستيك عملاً صعباً يُطلق الكثير من الانبعاثات من الزئبق إلى غازات سامّة أخرى.
 
ويخشى أحمد حلّس، مدير المعهد الوطنيّ للبيئة والتنمية في غزة، من المخاطر البيئية الناجمة عن هذه الصناعة غير المنظَّمة، خصوصاً استنشاق هذه الأدخنة السامّة. وقال لوكالة "فرانس برس": "الطريقة المستخدَمة بدائيّة ومضرّة جداً بالعمّال". وهناك مشكلة أخرى في طريقة حرق البلاستيك هذه، وهي الهيدروكربونات البترولية التي تجعل الخزان قنبلة موقوتة، ويمكن أن ينفجر من الحرارة الهائلة.
 
ويذكر كفارنة أنّه إذا كان من الممكن الانتقال إلى خزان كهربائيّ أكثر أماناً، فسوف يقوم بالخطوة، "لكنّ الخزان الكهربائيّ غير متاحٍ بسبب الحصار الإسرائيليّ"، على حدّ قوله. ويسلّط الواقع الاقتصادي في غزة الضوء على المخاطر الصحية. 
وبعبارة أخرى، يستخدم الناس مواردهم للبقاء على قيد الحياة، لأنّه لا يوجد بديل آخر متاح، بينما القيود الشديدة تمنع تدفق البضائع والأشخاص من غزة وإليها. وحتى اعتماد المطحنة الكهربائية، تعطّل بسبب انقطاع التيار الكهربائي في غزة، ما يجعل العملية أكثر صعوبة. ويقول أحد العمال، عماد حامد أنّه "علينا أن نعمل ليلاً أحياناً، للاستفادة من توفّر الكهرباء".
 
وكل 12-14 ساعة، يمكن أن ينتج خزان واحد من البلاستيك 264 غالوناً من الوقود. لكن الجانب السلبي هو أنّه يجب على الفريق أن ينتظر ثماني ساعات حتى تبرد المعدات قبل أن يتمكّنوا من حرق الدفعة التالية. ويعتمد ذلك أيضاً على ما إذا كانوا سيحصلون على ما يكفي من المواد اللازمة أم لا.
 
ويذكر حامد أنّهم يحصلون على البلاستيك من العمال الذين يجمعونه من الشارع. ويشترونها منهم ثم يفصلونها ويطحنونها بآلة خاصة. ويحالف الحظ العمال إذا حصلوا على كمية كافية من الوقود لتوليد عدد كبير من الغالونات.
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium