أعلنت اثنتان من أكبر شركات التكنولوجيا Amazon.com Inc، وSalesforce Inc، عن تسريح العمال. في حالة أمازون، فإنّ التقليص الذي سيلغي 18000 وظيفة، كان الأكبر. وفيما التكنولوجيا الكبيرة آخذة في الانكماش، قالت Meta Platforms Inc، الشركة الأم لـ"فايسبوك" و"إنستغرام"، في تشرين الثاني، إنّها ستخفّض 13 في المئة من قوتها العاملة، كما سرّحت شركة Snap Inc أيضًا 20 في المئة منها. هذا العام يستعدّ الموظفون في Alphabet Inc، الشركة الأم لشركة Google، لتقليصات محتملة.
وحلّلت "بلومبيرغ" في مقال لها، أنّ جزءاً من المشكلة، وفق بعض الشركات، هو تباطؤ الاقتصاد. لكن حتى الآن، تضررت التكنولوجيا بشكل خاص، على عكس ما حدث في ذروة جائحة Covid-19، عندما جمعت تلك الشركات الأموال ونمت، بينما عانى الكثير من بقية الاقتصاد.
لقد اختبر الوباء استشعار الجميع بالمستقبل. ونتذكّر هنا نقص ورق التواليت خلال الجائحة. ففي وقت مبكر من الوباء، عندما بدأ الناس في تخزينه، رفض مصنّعو ورق التواليت مثل Kimberly-Clark Corp، وGeorgia-Pacific LLC زيادة الإنتاج بشكل جذري لتلبية الطلب الجديد. ونظروا إلى العالم ولم يروا مستقبلاً يحتاج فيه الناس إلى كميات متزايدة بشكل مطّرد من ورق التواليت.
بدلاً من ذلك، اكتشفوا أنّ كلّ شخص ذهب قليلاً، وسرعان ما سيدرك أنّهم لا يريدون إمدادات لمدة ستة أشهر في خزائنهم. ووضعت الشركات تدابير مثل زيادة أوقات العمل في مصانعها، لكنّها لم تخرج وتوظّف عشرات الآلاف من العمال الجدد أو تبني مصانع جديدة.
وقد تحولت شركة Peloton Interactive Inc، من كونها منتجاً متخصصاً إلى ظاهرة، وارتفع سعر سهمها لفترة وجيزة بمقدار ثمانية أضعاف. وتوقّع مؤسسها المشارك، وهو خبير تقني ومحترف في اللياقة البدنية، جون فولي، أنّ الشركة ستساوي قريباً تريليون دولار. وأنفق فولي أموالًا على التعيينات الجديدة والمتاجر والإعلانات باهظة الثمن وشراكات المحتوى.
وشهدت شركة Zoom Video Communications Inc، عودة سعر سهمها إلى ما كان عليه بالضبط في أوائل عام 2020.
لكن شركة Salesforce، التي شهدت طلباً على برمجياتها خلال العمل القسري عن بُعد للوباء، قامت بموجة توظيف أدّت إلى زيادة عدد الموظفين إلى 80.000 موظف، من 48.000، وتوسّعت في عالم المحتوى الإعلامي للأعمال.
هناك بالطبع اختلافات بين ورق التواليت والبرامج. فورق التواليت رخيص وضخم أمّا البرنامج فهو عكس ذلك إلى حدّ كبير. لكن ذلك، وفق ولي شيه، خبير سلسلة التوريد في كلية هارفارد للأعمال، يفرض نوعاً معيناً من الانضباط على الأشخاص الذين يصنعون ورق التواليت من بين أمور أخرى، فهم متردّدون في القيام بأشياء مثل إنشاء مصانع قد لا يحتاجون إليها حقاً. ولا يقرّرون إنفاق مليارات الدولارات في محاولة لتصميم عالم افتراضيّ يتغلغل بطرق سحرية ومربحة، ولكن غير محدّدة بعد مع عالمنا.