النهار

الحرب في أوروبا تجذب مستثمري الطائرات من دون طيار وصناع الذكاء الاصطناعي
المصدر: "النهار"
الحرب في أوروبا تجذب مستثمري الطائرات من دون طيار وصناع الذكاء الاصطناعي
تعبيرية.
A+   A-
تجذب شركات التكنولوجيا الأوروبية التي تعمل في الصناعات الدفاعية، التي كانت لفترة طويلة من المحرّمات الاستثماريّة للعديد من الشركات، مبالغ قياسيّة من التمويل في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
 
في العام الماضي، كثّفت الحكومات في جميع أنحاء القارة الإنفاق على الدفاع العسكري، وتعهدت بمليارات اليورو لتحديث وبناء جيوشها. ووفق مزوِّد بيانات بدء التشغيل Pitchbook، بلغ الاستثمار في الفضاء والدفاع العام الماضي أعلى مستوى له على الإطلاق، بنحو 780 مليون يورو.
 
في وقت السّلم في أوروبا، قد يكون الاستثمار في الدفاع مثيراً للجدل. ففي أواخر العام 2021، استثمرت شركة استثمارية يُديرها مؤسِّس Spotify Daniel Ek ما يقرب من 102 مليون يورو (109 ملايين دولار) في Helsing.AI (شركة ذكاء اصطناعي توفّر تحليلات بيانات ساحة المعركة). ودفعت هذه الأخبار إلى دعوات لمقاطعة Spotify، وشكاوى من أنّ خدمة بثّ الموسيقى كانت تدعم المساعي العسكرية.
 
وأصبحت مثل هذه التحركات الآن أكثر شيوعاً. فلقد اجتذبت التقنيات التي يمكن أن يكون لها تطبيقات عسكرية وتجارية اهتمام مستثمر جديد منذ حرب أوكرانيا. ففي تشرين الأول، استثمر Project A، والملياردير بيار ثييل 17.5 مليون دولار في Quantum-Systems GmbH، وهي شركة طائرات من دون طيار، تقوم بتطوير محطات لرسو السفن التي تسمح بشحن المركبات الجوية غير المأهولة، وبنشرها من دون مشغّلين بشريّين. الأجهزة مصمَّمة للاستخدام من قِبل الجيش ووكلاء حرس الحدود وشركات التعدين ولإجراء المراقبة في المدن.
 
في العام 2022، زوّدت شركة Quantum-Systems 42 طائرة من دون طيار تابعة للقوات المسلّحة الألمانية لدعم الجيش الأوكراني. ونتيجة للحرب، تمكّنت الشركات الأوروبية الناشئة في مجال الدفاع من تفادي الركود الأوسع في الاستثمار التكنولوجي. ومع ارتفاع أسعار الفائدة والتضخم في بداية العام 2022، جفّ منبع أموال رأس المال الاستثماريّ التي تدفّقت خلال الوباء على العديد من الشركات الناشئة. 
 
ووفق  Gundbert Scherf، المؤسِّس المشارك لشركة Helsing.AI، من المرجّح أن يستمرّ هذا الأمر حيث يُعيد المزيد من المستثمرين والمهندسين في أوروبا التفكير في أولوياتهم في مواجهة العدوان الروسيّ.
 
وقال شيرف، الذي كان سابقاً مستشاراً أول في وزارة الدفاع الألمانية: "ربّما أظهرت أوكرانيا أنّ الديمقراطيات بحاجة إلى أن تكون صانعة تكنولوجيّة وليست محتجِزة للتكنولوجيا".
 
ويشجع تغيير سياسات الحكومة الأوروبية المستثمرين أيضاً على المراهنة على تكنولوجيا الدفاع، إذ قال المؤسّس المشارك لشركة Helsing.AI Thorsten Reil: "هناك الكثير من الاهتمام الآن، بما في ذلك من المستثمرين المغامرين الأوروبيين".
 
وعزّزت الدول الأوروبية ميزانياتها الدفاعية منذ بدء الحرب. وأعلنت ألمانيا، التي حدّت من الإنفاق على قواتها المسلحة لعقود، عن التزامات جديدة لتمويل الدفاع، وخصّصت 10 مليارات يورو (10.6 مليارات دولار) لشراء 35 طائرة مقاتلة من طراز F-35A Lightning II. في نيسان، بعد فترة وجيزة من الحرب، أطلق الناتو مسرِّع الابتكار الدفاعيّ، وهو برنامج مصمَّم لاستثمار مليار يورو في الشركات الناشئة في المراحل المبكرة وغيرها من الصناديق التقنية العميقة المتوافقة مع أهدافه الاستراتيجية.
وفي العام الماضي، منح صندوق الدفاع التابع للاتحاد الأوروبي أيضاً 1.2 مليار يورو لـ61 مشروعاً للبحث والتطوير الدفاعي.
 
يقول دانيال ميتزلر، الرئيس التنفيذي لشركة Isar Aerospace المطوِّرة لصواريخ الأقمار الاصطناعية، والتي يمكن استخدامها أيضاً لأغراض دفاعية، إنّ الحرب في أوروبا قد غيّرت طريقة تفكير بعض الموظفين في هذا القطاع. وأضاف: "إنهم يريدون المساعدة في الحفاظ على حياة سلميّة على كوكبنا. إنهم يخجلون بدرجة أقلّ من العمل على التقنيّات ذات الاستخدام المزدوج (للتجارة والدفاع). ربّما قبل نحو ثلاث أو أربع سنوات، لم يكونوا ليفكّروا أبداً في العمل في مجال كهذا" .
 
وشهدت شركة صناعة الصواريخ الألمانية أيضاً اهتماماً متزايداً بالتقنيات ذات الاستخدام المزدوج من قِبل المستثمرين منذ اندلاع الحرب. وقال ميتزلر: "قبل عامين فقط، قال الجميع لا لن نلمس أيّ تقنية متعلّقة بالدفاع، لأن بعض شركائهم المحدودين والمستثمرين قالوا إنّه غير مسموح لهم بالقيام بالتكنولوجيا العسكرية". 
 

اقرأ في النهار Premium