بعد الزلزال المأسوي الذي ضرب تركيا وسوريا يوم أمس، تناقل روّاد مواقع التواصل الاجتماعي تغريدة للخبير الهولندي والباحث في شؤون الزلازل فرانك هوغيربيتس، بتاريخ 3 شباط 2023، توقّع خلالها حدوث الزلزال.
Sooner or later there will be a ~M 7.5 #earthquake in this region (South-Central Turkey, Jordan, Syria, Lebanon). #deprem pic.twitter.com/6CcSnjJmCV
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) February 3, 2023
من هو فرانك هوغيربتيس؟
يعمل هوغيربيتس في مسح هندسة النظام الشمسي (SSGEOS)، وهو معهد أبحاث يدرس العلاقة بين الأجرام السماوية والنشاط الزلزالي على الأرض. ومع ذلك، عندما انتشرت تغريدته بسرعة وبدأت تتصدر عناوين الصحف، أثارت ردود فعل عنيفة من المجتمع العلمي، الذي شكّك في صحة "التنبؤ" والأساس العلمي الذي اعتمده في ادّعائه أنّ حركة الكواكب تؤثّر على النشاط الزلزالي للأرض، ووصفه البعض بأنه عالم زائف.
ردّ عالم الزلازل مارتن فان دن إندي على توقّع هوغيربيتس في تغريدة قال فيها: "إلى كل من يقرأ هذا "التنبؤ"، لا تنخدع. لا تحدث الزلازل بسبب الاصطفافات الكوكبية، ولا توجد طريقة علميّة للتنبؤ بالزلازل. يرجى استشارة عالم زلازل حقيقي إذا كانت لديك أسئلة".
Everyone reading this "prediction", please do not fall for it. Earthquakes are not triggered by planetary alignments, and there is no scientific method of predicting earthquakes. Please consult a real seismologist if you have questions.
— Martijn van den Ende (@martijnende) February 6, 2023
إلى ذلك، قال هوغيربيتس إنّ بعض الباحثين يقدّمون ادّعاءات دون إجراء البحث المناسب، ونشر بحثاً للبروفيسور في الجيولوجيا في جامعة بغداد صالح محمد عوض، يفترض أن المد والجزر والزلازل ناتجة عن مواقع كواكب النظام الشمسي، حيث تعمل جاذبية الكواكب كقوة دافعة على تغيير سرعة دوران الأرض، بحسب ادّعائه.
Unfortunately, some researchers make claims without doing proper research. The claim by @martijnende below is contradicted by this fairly new research by Salih Muhammad Awadh from the University of Baghdad - College of Science (must read!): https://t.co/IPttJLEWKP https://t.co/iC1sXjmTUq
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) February 6, 2023
يفترض هذا البحث أنّ المد والجزر والزلازل ناتجة عن مواقع كوكب النظام الشمسي، حيث تعمل جاذبية الكواكب كقوة دافعة على تغيير سرعة دوران الأرض. ويقول البحث إن حدوث المدّ البحري هو فقط نتيجة للتباطؤ النسبي في سرعة الدوران للأرض، ما يحثّ ألواح الأرض على التحرّك، ويسبّب بدوره الزلازل.
وذكر البحث أنّه أثناء وجود كوكبيّ المشتري وزحل في خط مستقيم مع الأرض خلال شهر تموز 2019، حدث ألف وسبعة وثلاثون زلزالاً حول العالم، إذ يزعم أن الكواكب تتفاعل مع بعضها البعض لتؤثّر على الزلازل عن طريق ضغوط الجاذبية الناشئة عن تكوين كواكب النظام الشمسي.
ورغم ذلك، أضاف مستخدمو "تويتر" والمجتمع العلمي المشكّك ملاحظة على تغريدة هوغيربيتس تقول: "لا يوجد أساس علمي لتنبؤات الزلازل. هناك دائماً فرصة لحدوث الزلازل في خطوط الصدع، لكن التنبؤات المحددة لا تتحقّق بالضرورة".
في المقابل، ذكر هوغيربيتس أنّ هناك مقاومة كبيرة داخل المجتمع العلمي في ما يتعلق بتأثير الكواكب والقمر. وأضاف أنّه "لا يوجد بحث موسّع "يدحض" ذلك، إنه مجرد افتراض. في الواقع ، تشير ورقة علمية في مجلّة "نايتشر" إلى عكس ذلك".
Yes, there is much resistance within the scientific community regarding the influence of the planets and the Moon. But there's no extended research that 'disproves' it. It's merely an assumption. In fact, a scientific paper in Nature suggests otherwise. pic.twitter.com/GfV1Hoa0E5
— Frank Hoogerbeets (@hogrbe) February 6, 2023