إذا نظرنا إلى تغريدة إيلون ماسك المثبّتة في حسابه، نرى رسماً بيانيّاً من صحيفة "وول ستريت جورنال" يُظهر أنّ معدّل الخصوبة في الولايات المتحدة كان أقل من "مستوى الاستبدال" منذ السبعينيات. وقال في التغريدة التي نشرها في أيار: "كان معدل المواليد في الولايات المتحدة أقلّ من الحدّ الأدنى من المستويات المستدامة لمدة 50 عامًا تقريبًا".
USA birth rate has been below min sustainable levels for ~50 years pic.twitter.com/v5PSLbvEAE
— Elon Musk (@elonmusk) May 24, 2022
لسنوات، كان ماسك يتحدّث عن انخفاض عدد السكان، حتى أنه تحدث عنها باعتبارها واحدة من أعظم القضايا التي تواجه البشرية، وحلّها بنظره بسيط: إنجاب المزيد من الأطفال!
ماسك ينفّذ ما ينصح به
ذكر موقع "بيزنس إنسايدر" أنّ ماسك كان يقيم علاقة مع إحدى كبيرات مديريه التنفيذيين، شيفون زيليس التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنجب منها توأماً في تشرين الثاني الماضي، أي قبل أسابيع من إنجاب زوجة ماسك طفلهما الثاني. ووصل عدد أولاده إلى تسعة.
لم يؤكّد ماسك القصة، ولكنّه كتب تغريدة على "تويتر" قد تؤكّدها (أو تبرّرها) بشكل غير مباشر، إذ نشر الخميس الفائت: "أبذل قصارى جهدي للمساعدة في أزمة نقص السكان. معدّل المواليد المنهار هو أكبر خطر تواجهه الحضارة حتى الآن". قام أيضًا بالتغريد حول رغبته في بناء باص قابل للتهوئة بدرجة عالية للأشخاص والبضائع، أو ما يُعرَف بـ"روبوفان".
Doing my best to help the underpopulation crisis.
— Elon Musk (@elonmusk) July 7, 2022
A collapsing birth rate is the biggest danger civilization faces by far.
في سياق آخر، كان هناك الكثير من الحديث عن عائلة ماسك خلال الأسبوعين الماضيين؛ غيّرت ابنة ماسك، فيفيان، اسم عائلتها إلى ويلسون في وقت سابق من هذا العام، قائلة: "لم أعد أعيش مع والدي البيولوجي أو أرغب في الارتباط به بأيّ شكل". وتزامن نشر الخبر مع فترة هدوء نادرة من ماسك على "تويتر". إلّا أنّه لا يوجد دليل على أنّ هذين الأمرين مرتبطان، لكنّ التوقيت ملحوظ بالتأكيد.
من الواضح أنّه لا حرج في إنجاب الكثير من الأطفال، ولسنا هنا للحكم على ماسك، لكنّ سلوك الملياردير الأخير داخل شركاته أمر يمكن الوقوف عنده، حيث أنّ هناك مزاعم بأنّ "سبايس إكس" دفعت 250 ألف دولار لمنع مضيفة طيران من التحدّث بعد أن تحرّش ماسك بها، وهو ما نفاه الرئيس التنفيذي. وهناك أيضاً تقارير قديمة عن ثقافات التحرش الجنسي في كلّ من "سبايس إكس" و"تسلا". وهي لا تُعتبر حوادث فردية أو مجرّد سوء فهم، كما ذكر موقع "ذا فيرج".
وفي خطاب مفتوح لقيادة "سبايس إكس" الشهر الماضي، طلبت مجموعة من الموظفين توفير "طرق آمنة للإبلاغ" و"دعم العقاب لجميع السلوكيات غير المقبولة، سواء من الرئيس التنفيذي أو الموظف الذي يبدأ يومه الأول". كانت الرسالة من داخل شركات ماسك واضحة: "يجب أن تكون هناك قواعد، وتلك القواعد يجب أن يتم تطبيقها بشكل متساو وقوي بغض النظر عن المسمى الوظيفي الخاص بك".
تجدر الإشارة إلى أنّ "سبايس إكس" كانت طردت موظّفين بعد صياغة وتوزيع رسالة مفتوحة تنتقد مؤسّسها إيلون ماسك، وتدعو المديرين التنفيذيين في الشركة الناشئة إلى جعل ثقافة عمل الشركة أكثر شمولاً.
ورغم كلّ أفعاله، لطالما لجأ ماسك إلى "تويتر" ونشر تغريدات قصيرة يبرّر فيها أفعاله بشكل غير مباشر. ومع كلّ فضيحة، يصبح الأمر أكثر وضوحاً لرؤية "تويتر" على أنّه ذو قيمة كبيرة؛ إنه "جهاز تحكّم" لا مثيل له يمكنه من خلاله إخبار 100 مليون شخص في وقت واحد أنّ كلّ شيء كذبة أو مزحة.