يحّذر محللون من أن انتقال تويتر إلى إيلون ماسك قد يطلق العنان لمن ينكرون تغيّر المناخ المناهضين لأي تحرّكات في هذا الصدد وشركات "الغسل الأخضر"، في وقت يكثّف قادة العالم جهود مكافحة التغيّر المناخي خلال قمة "كوب27".
سرّح رئيس "تيسلا" الملياردير الذي يشدد على أنه مع حرية التعبير المطلقة آلاف الموظفين، من بينهم المديران التنفيذيان المسؤولان عن الاستدامة شون بويل وكيسي جونود.
وتعهّد ماسك تخفيف القيود على المحتوى وأعلن بعد انتقال ملكية الموقع إليه عن خطط لتأسيس "مجلس للإشراف على المحتوى" لمراجعة السياسات.
وقالت استاذة تاريخ العلوم في جامعة "هارفرد" ناومي أوريسكيس التي ألّفت دراسات مهمة بشأن التضليل الإعلامي المرتبط بالمناخ "لم يتضح ما الذي ينوي ماسك حقاً القيام به. لكن... إذا ألغى كل المحاولات للإشراف على المضمون، يمكننا أن نتوقع بأن يزداد التضليل الإعلامي وتزداد الإعلانات المضللة والقائمة على الغسل الأخضر".
يشير مصطلح "الغسل الأخضر" إلى التضليل الذي تقوم به الشركات على الصعيد العام بشأن مدى تأثيرها على الكوكب عبر رسائل ومبادرات رمزية.
وأفادت أوريسكيسن "يمكن أن نشهد أيضا ازدياداً في التصريحات المنطوية على الكراهية الموجّهة ضد علماء المناخ والناشطين، خصوصا النساء".
وبعد عملية الاستحواذ، أفاد صحافي مهتم بالمناخ على تويتر أنه تلقى تهديدات بالقتل عبر المنصة. ولم يرد بعد على طلب فرانس برس الحصول على تعليق.
يشير باحثون وناشطون إلى أنه على الرغم من الإجراءات المعلنة من المنصات الاجتماعية، إلا أن التضليل في مجال المناخ يزدهر، وهو ما يقوّض الإيمان بتغير المناخ والتحرّك الذي يحتاجه التعامل مع الأمر.
وذكرت تويتر وشركات عملاقة أخرى للتكنولوجيا مثل فايسبوك وغوغل أنهما تتحرّكان للتخفيف من مدى ظهور الادعاءات الكاذبة.
لكن معهد الحوار الاستراتيجي أفاد في دراسة مفصّلة أن الرسائل الهادفة إلى "الإنكار والخداع والتأخير" في ما يتعلّق بالتحرّك من أجل المناخ تهيمن على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكتب بويل وجونود في منشور على تويتر لمناسبة "يوم الأرض"، "نعتقد أن الإنكار المرتبط بالمناخ يجب ألا يرتبط بالأمور المالية في تويتر. ويتعين على الإعلانات المضللة ألا تصرف الأنظار عن الحوارات المهمة بشأن أزمة المناخ".
ونشر كلاهما رسائل في 4 تشرين الثاني الجاري تحت وسم "فلتحب مكان عملك" تشير إلى أنهما كانا من بين الأشخاص الذين تم تسريحهم بعد استحواذ ماسك على المنصة لقاء مبلغ قدره 44 مليون دولار.
وفضلا عن المعلومات الكاذبة، حذّر بعض الخبراء من أن علماء المناخ أنفسهم سيكونون تحت التهديد إذا أخفقت عمليات الإشراف على المحتوى.
ودفع ازدياد خطاب الكراهية مدير تويتر المسؤول عن السلامة والنزاهة يويل روث إلى الرد، محاولاً تهدئة المخاوف. وأفاد في تغريدة أن "إمكانات الإشراف الأساسية (في المنصة) لا تزال على حالها".
وكتب ماسك في 4 الجاري أن "التزام تويتر القوي الإشراف على المحتوى يبقى من دون أي تغيير إطلاقا".
وأفادت مؤسسة مجموعة النشاط الإعلامي "أوقفوا الصمت بشأن المناخ" End Climate Silence جنيفيف غونثر، "أخشى من أن تجد الأباطيل العلمية منصة أكبر لها في تويتر في ظل قيادة ماسك".
وتابعت "لكنني أخشى أكثر من أن يبدأ الموقع بحرمان علماء المناخ والمدافعين عنه المنتقدين لوجهات النظر اليمينية من المنصة، ما يمنعهم من التواصل مع بعضهم البعض ومع صانعي القرارات في وسائل الإعلام والحكومة".
تشمل خطط ماسك فرض رسم يبلغ ثمانية دولارات شهريا على المستخدمين لوضع علامة زرقاء بجانب أسمائهم، وهي حاليا العلامة المستخدمة للتأكيد على صحة حسابات المسؤولين والمشاهير والصحافيين وغيرهم.
وقالت الاستاذة المساعدة في الاتصال والمعلومات في جامعة روتجرز، ميليسا أرونجيك، "بالنسبة إلي، يفتح الأمر الباب لتضليل وتلاعب منسّق إلى حد كبير".
وذكر ماسك أن الخطوة تهدف للتخفيف من خطاب الكراهية عبر زيادة كلفة امتلاك عدة حسابات بالنسبة للمتصيّدين.
لكن أرونجيك ترى بأن النظام سيعطي رمز الصدقية للأشخاص المستعدين للدفع من أجل العلامة الزرقاء خدمة لأجندة معيّنة.