النهار

دراسة: علماء يرجّحون وجود حياة على قمر زحل إنسيلادوس
المصدر: "النهار"
دراسة: علماء يرجّحون وجود حياة على قمر زحل إنسيلادوس
إنسيلادوس.
A+   A-

إن كان هناك أيّ نوع من الحياة الغريبة على القمر الجليدي لكوكب زحل إنسيلادوس، فيمكن لـ"ناسا" العثور عليه إذا كان هناك مسبار فضائيّ مداريّ تخطط له الآن، وفقاً لدراسة جديدة نقلتها "فوربس".

تشير الدراسة أيضاً إلى أن الكتلة الحيويّة الكُليّة التي يمكن أن يدعمها المحيط الجوفيّ لإنسيلادوس قد تكون أقلّ من تلك الموجودة في الحوت.

 

العثور على الحياة على إنسيلادوس سيغيّر كلّ شيء

إذا كانت هناك حياة على هذا القمر البعيد 1,2 مليار كيلومتر من الأرض، فمن المحتمل أنّها ميكروبات (وليست كائنات غريبة). ولكن من شأن ذلك أن يغيّر الطريقة التي يرى بها علماء الكواكب وعلماء الأحياء الفلكيّة النظام الشمسيّ والمجرّة والكون.

 

من المتوقّع أن تدور مهمة "إنسيلادوس أوربيلاندر"، التي يُمكن إطلاقها في العام 2038 لتصل في العام 2050، وتهبط على القمر النشط الصّغير لكوكب زحل للتحقيق في أكثر من 100 نقطة بارزة في القطب الجنوبي للقمر، والتي تتسرّب إلى الفضاء من خلال الشقوق في القشرة الجليدية. لوحظت هذه التسرّبات لأوّل مرّة بوساطة مركبة الفضاء "كاسيني" التابعة لـ"ناسا"، والتي دارت حول زحل من العام 1997 حتى العام 2017.

 

يُعتقد أن تحت قشرة إنسيلادوس الجليدية هناك محيط من المياه المالحة الدافئة، قد يدعم الحياة الميكروبية في أعماقه المظلمة. وفي ورقة بحثيّة نُشرت في مجلة علوم الكواكب، خطّط الباحثون لمهمة فضائيّة افتراضيّة يمكن أن تثبت وجود حياة - أو لا - في ذلك المحيط.

 

وقال كبير مؤلّفي الورقة البحثيّة والأستاذ المساعد في قسم البيئة والتكنولوجيا في ولاية أريزونا ريجيس فيريير: "من خلال محاكاة البيانات التي يُمكن أن تجمعها مركبة فضائيّة مداريّة من الأعمدة فقط، أظهر فريقنا أن هذا النهج سيكون كافياً لتحديد ما إذا كانت هناك حياة في داخل محيط إنسيلادوس أم لا". أي من الممكن القيام بذلك من دون الحاجة إلى إرسال إنسان آليّ إلى سطح القمر والدخول في الشقوق الجليديّة، الأمر الذي سيكون صعباً جداً، بحسب "فوربس".

 

ويعتبر فيريير ذلك منظور مثير للاهتمام، إذ يحتوي بخار الماء وجزيئات الجليد المنبعثة من إنسيلادوس على غازات وجزيئات أخرى من أعماق المحيط، واكتشفت كاسيني غاز الميثان، ممّا يُشير إلى وجود أنظمة بيئيّة.

 

وقال فيريير: "على كوكبنا، تعجّ الفتحات الحرارية المائية بالحياة، الكبيرة والصغيرة، على الرّغم من الظلام والضغط الجنونيّ. وأبسط الكائنات الحيّة هي الميكروبات التي تسمّى الميثانوجينات، والتي تعمل بالطاقة حتى في حالة عدم وجود ضوء الشمس".

 

 

من جهته، ذكر أنطونين أفولدر، مؤلّف للورقة البحثيّة وزميل أبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة أريزونا، أن الباحثين فوجئوا عندما اكتشفوا أن وفرة الخلايا المحتملة في إنسيلادوس ستُعادل فقط الكتلة الحيويّة لحوت واحد في المحيط.

 

في المقابل، على الرّغم من أن البحث يتحدّث عن مركبة مدارية يمكنها التعرف على الحياة في إنسيلادوس، فإن هناك تشاؤمًا من الباحثين حول ما إذا كانت ستفعل ذلك بالفعل، إذ يقول البعض إنّه إذا كانت مهمّة "إنسيلادوس أوربيلاندر" ستكتشف علامات الحياة في الشقوق، فإنها ستحتاج إلى المرور عبرها عدّة مرات،؛ وقد حذّر علماء من أن الأحماض الأمينيّة التي يُمكن أن يكتشفها قد لا تكون إلّا دليلاً غير مباشر على الحياة.

 

وقال أنطونين أفولدر: "قد يظل الدليل القاطع على وجود خلايا حية محاصرة في عالم فضائيّ بعيد المنال لأجيال. حتى ذلك الحين، فإنّ حقيقة أنّنا لا نستطيع استبعاد وجود الحياة على القمر إنسيلادوس هي على الأرجح أفضل ما يمكننا فعله".

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium