النهار

هل سيشهد "تويتر" نهاية كـ"تامبلر" و"لايف جورنال"؟
المصدر: "النهار"
هل سيشهد "تويتر" نهاية كـ"تامبلر" و"لايف جورنال"؟
"تويتر" (تصميم ديما قصاص).
A+   A-

يمرّ "تويتر" في فترة تراجع، بالرغم من أنّ الموقع لا يزال يعمل، ولا يزال الناس يستخدمونه، إلّا أنّ السيناريو الذي يحكم مسيرته شبيه بما حدث مع منصّتَين من وسائل التواصل الاجتماعي، هما: "لايف جورنال" (LiveJournal)، و"تامبلر" (Tumblr)، اللتان كانتا منصّتين نابضتين بالحياة، ونمت شعبيّتهما حتى بدا أن الجميع يستخدمونهما، قبل أن تعانيا من موتٍ بطيء.

الموقعان لم يتوقّفا عن العمل، فإذا فتحنا موقعي "تامبلر" و"لايف جورنال"، فسنجد مدوّنات وصوراً ومنشورات، لكن المواقع لم تعد تُشبه المجتمعات التي كانت عليها من قبل.


"لايف جورنال"

بدأت "لايف جورنال" كخدمة يوميّة عبر الإنترنت في عام 1999، وكانت مكاناً لتوافد معجبي الأفلام والمسلسلاتُ الشهيرة مثل "هاري بوتر" أو "ذا لورد أوف ذا رينغ"، وكانوا يتوجّهون إلى الموقع لمشاركة آرائهم، حتى أن بعض هؤلاء المعجبين حصلوا على معجبين خاصّين بهم؛ أُطلق عليهم لقب "المعجبين المشهورين" (Big Name Fans).

في عام 2007 بدأت الأمور تتغيّر، عندما بدأت الشركة المالكة للمنصّة آنذاك، "Six Apart"، بالتفكير في بيعها. وفي أيار من ذلك العام، قبل أشهر فقط من بيعها لشركة "SUP" الروسيّة، بدأ تعليق المدوّنات عبر المجتمعات المختلفة من دون سابق إنذار، بما في ذلك مجتمع "هاري بوتر". وقالت "لايف جورنال" إن السبب وراء ذلك هو "حماية القاصرين". وكتب أحد المستخدمين في ذلك الوقت أنّهم شعروا بأنه تمّ تصنيفهم بشكل غير عادل مع المتحرّشين بالأطفال.

من هناك، أشار تقرير على موقع "ذا فيرج" إلى أن الأمور زادت سوءاً، وأصبحت المنصّة أكثر اضطراباً، وبدأت الإعلانات تتزايد، وبدأ المستخدمون بالفرار إلى مواقع أخرى. ومع مرور الوقت، وصف بعض المستخدمين "تامبلر" بأنها "مدينة أشباح". بعد البيع، لم يكن المالك الجديد لـ"لايف جورنال"، SUP، مهتمّاً حقاً بالجانب الجماهيريّ للمنصّة، ولم يستثمر فيه.



"تامبلر"

كانت "تامبلر" منصّة حيويّة لعرض الإبداع، لكن بيعها إلى "Yahoo" في عام 2013 غيّر الكثير من الأشياء؛ كـ"لايف جورنال"، تعرّض محتوى البالغين، ومعظمه من مجتمعات المعجبين، للتدقيق بشكل متزايد من قبل مالكي المنصّة.


في عام 2018، بعد عام من استحواذ "Verizon" على "Yahoo"، تمّ حظر جميع محتوى البالغين والعُري على المنصّة، ممّا صعّب على الفنّانين تصوير الفنّ الرومانسيّ بالطريقة التي اعتاد عليها المعجبون.



"تويتر"

ما حدث مع "تاملبر" و"لايف جورنال" شبيه بما يمرّ به "تويتر" اليوم. بعد شراء إيلون ماسك للمنصّة، وبدئه بإجراء تغييرات لا تحظى بشعبيّة، بل بعضها غير مرغوب فيه لدرجة أنه اضطر إلى العودة عنها على الفور، مثل حظر الروابط لمنصات التواصل الاجتماعي الأخرى، والتي أطلق عليها ماسك اسم "إعلانات مجانية" لهؤلاء المنافسين.

بالإضافة إلى ما سبق، من الواضح أن "تويتر" في عهد ماسك أقلّ استقراراً، إذ أبلغ المستخدمون عن الكثير من حالات التعطّل والأخطاء خلال الأشهر القليلة الماضية، وأصبحت المنصّة تستغرق وقتاً أطول في التحميل، وتستمرّ ميزات الخصوصيّة مثل "Twitter Circle"... في التعطل.

العنصر الوحيد الذي يجعل "تويتر" مختلفةً عن "تامبلر" و"لايف جورنال"، هو انتشار آراء قائدها على المنصة، حيث ينشر ماسك آراءه بشكل دوريّ، ويردّ على المنتقدين مباشرة تحت تغريداتهم غير آبه لتداعيات ذلك على المنصّة والمستخدمين.


ما سمح لـ"تويتر" بالاستمرار بالرغم من حالتها المتداعية هو أنه لا يوجد بديل أقنع المستخدمين ليهاجروا إليه من "تويتر". لكن بدائل المنصّة مثل "Mastodon" شهدت تدفّقاً للمستخدمين مع انتهاء "تويتر" ببطء، لكنها ليس بنفس المستوى حتى الآن.


الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium