النهار

علامَ ركّز مستخدمو برنامج "تويتر" لمحاربة المعلومات المضلّلة؟
المصدر: "النهار"
علامَ ركّز مستخدمو برنامج "تويتر" لمحاربة المعلومات المضلّلة؟
"تويتر" (ديما قصاص).
A+   A-

وسّعت "تويتر" برنامج الإشراف "Birdwatch" ليشمل جميع المستخدمين في الولايات المتحدة في 6 تشرين الأول. يهدف البرنامج إلى إنشاء عالم "أكثر استنارة" من خلال تمكين الأشخاص على "تويتر" من إضافة ملاحظات بشكل تعاوني إلى التغريدات التي قد تكون مضلّلة، بحسب موقع "تويتر". ويمكن للمساهمين كتابة ملاحظات على أي تغريدة، وإذا صنّف عدد كافٍ من المساهمين الآخرين هذه الملاحظة على أنها مفيدة، فقد يتم عرض الملاحظات ذات التصنيف العالي علناً.

 

هي خطوة كبيرة لـ"Birdwatch"، التي تم إطلاقها رسميّاً في نسخة تجريبية بداية العام الماضي، وتمثّل خطوة إلى الأمام لجهود المنصّة للحد من انتشار المعلومات المضللة. ولكن مع توسّع المخطّط، تشير البيانات التي تمت مراجعتها بواسطة موقع "ذا فيرج" إلى أن أكثر الموضوعات التي يتم التحقّق منها قد تم تحديدها بالفعل من خلال سياسات المعلومات المضللة في "تويتر"، ما يثير أسئلة جديدة حول التأثير الكلي للبرنامج.

 

يعِد "Birdwatch" بـ"اللامركزية" في عملية التحقق من المعلومات الخاطئة، ووضع السلطة في أيدي مجتمع المستخدمين بدلاً من شركة تكنولوجيا، لكن التأكّد من الحقائق يشمل مجموعة كبيرة من الموضوعات، من الأشياء الشائعة التافهة والتي يسهل فضحها إلى الادعاءات المعقّدة.

 

وكان المدراء التنفيذيون في "تويتر" قد حثّوا المشاركين في البرنامج على اتخاذ القرارات الأسهل، فقد أشار كيث كولمان، نائب رئيس المنتج، إلى أن قوّة "Birdwatch" تكمن في معالجة البيانات التي لم تتم تغطيتها بواسطة سياسات التضليل في "تويتر"، أو التي لم تكن جادة بما يكفي ليتم التحقّق منها.

 

لكن المرحلة التجريبية من البرنامج تُظهر أن العديد من مستخدمي "Birdwatch" يحاولون معالجة مشكلات المعلومات الخاطئة الأكثر خطورة على النظام الأساسي والتداخل بشكل كبير مع سياسات "تويتر" الحالية. تُظهر بيانات "Birdwatch" أن الموضوعات المتعلقة بكورونا هي الموضوع الأكثر شيوعاً. علاوة على ذلك، تمّ تعليق العديد من الحسابات التي نشرت التغريدات التي تمّ الإبلاغ عنها، في دليل على أن عملية المراجعة الداخلية تكتشف انتهاكات المحتوى وتتخذ الإجراءات اللازمة.

 

وتشير البيانات إلى أنّ مستخدمي "Birdwatch" قد أمضوا الكثير من الوقت في مراجعة التغريدات المتعلقة بكورونا والتطعيم واستجابة الحكومة للوباء، وتوضّح قائمة بالكلمات الأكثر تكراراً أنّ "كورونا" هو مصطلح الموضوع الأكثر شيوعاً، ويحتل مصطلح "لقاح" المرتبة الثالثة.

 

 

في حين أن بعض الخرافات الأكثر غرابة حول كورونا يسهل التحقق منها - مثل فكرة أن الفيروس كان خدعة، أو غير ضار في الغالب - يمكن أن يكون من الصعب تحديد ادعاءات أخرى حول الانتقال والخطورة والوفاة.

 

على سبيل المثال، مع طرح اللقاحات في كانون الثاني 2021، حاول أحد مستخدمي "Birdwatch" توضيح الجدل حول فعالية أحد اللقاحات، حين غرّد حاكم ولاية نيو جيرسي، فيل مورفي، أن بيانات التجربة الخاصة بلقاح "جونسون آند جونسون" أظهرت "حماية كاملة ضد الاستشفاء والوفاة" وأثارت استجابة غاضبة من أحد الإحصائيين، الذين نشروا بيانات التجربة التي أظهرت "فعالية 66% فقط" من اللقاح.

 

وأضافت ملاحظة "Birdwatch" أنّ "التغريدة تخلط بين الفعالية المبلّغ عنها لمنع دخول المستشفى والوفاة، والفعالية المبلّغ عنها للوقاية من العدوى".

 

والأمر الأكثر إثارة للتساؤلات هو أن مستخدم آخر لـ"Birdwatch" حاول التحقق من صحة ادعاء تم الإبلاغ عنه على نطاق واسع من قبل المنافذ الإخبارية الرئيسية، حيث اتبعت منافذ الأخبار قيادة مركز السيطرة على الأمراض في الإبلاغ عن أن متحوّر "أوميكرون" شكّل 73 في المئة من الإصابات الجديدة اعتباراً من كانون الأول 2021، وجادل منشور بأن الادعاء ربما نشأ عن خطأ في الإحصاء لمركز السيطرة على الأمراض. وصنّف مستخدمو "Birdwatch" هذه التغريدات على أنها من أكثر التغريدات صعوبة في التعامل معها.

 

وعلى الرغم من أن كورونا هو موضوع رئيسي لملاحظات "Birdwatch"، إلا أنه ليس الموضوع الوحيد في قائمة تكرار الكلمات، يحتل كل من "الزلزال" و "التنبؤ" مرتبة عالية بسبب العدد الكبير من الملاحظات التي تم إرفاقها بالتغريدات من الحسابات التي تدعي زوراً أنها قادرة على التنبؤ بالزلازل حول العالم. إذ أنّه لا يوجد دليل على إمكانية التنبؤ بالزلازل بشكل موثوق، وتنبؤات الزلازل غير الدقيقة تستمر في الانتشار عبر الإنترنت.

 

ليس من الواضح سبب تركيز المستخدم على الزلازل، ولكن النتيجة النهائية هي أن المراجِع البشري يتصرف مثل برنامج آلي للتحقق من الحقائق؛ يبحث عن نمط معيّن في التغريدات ويردّ بشكل مماثل في كل مرة.

 

 

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium