النهار

تقلّص أحجام الطيور... والسبب "الحرارة"
المصدر: "النهار"
تقلّص أحجام الطيور... والسبب "الحرارة"
تعبيرية
A+   A-
أعلنت نتائج دراسة جديدة، منشورة في دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم PNAS"، أنّ أحجام الطيور أصبحت في جميع أنحاء القارتين الأميركيّتين أصغر وأطول جناحاً مع ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، وبيّنت أنّ أحجام الأنواع الأصغر تتغيّر بشكل أسرع.
 
وجمعت الدراسة بيانات من ورقتين منشورتين سابقاً، وقاست التغيّرات في حجم الجسم وطول الجناح في أكثر من 86 ألف عيّنة من الطيور على مدى أربعة عقود في كلّ من أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية.  
 
وفي الدراستين، تقلّص حجم جسم الطيور بشكل واسع النطاق مع زيادات متزامنة في طول الجناح، كما حدثت هذه العملية بشكل أسرع نسبيّاً في أنواع الطيور الأصغر.
 
وظهر أنّ أنواع الطيور الأصغر تتحوّل بشكل أسرع من أنواع الطيور الكبيرة استجابةً لتغيّر المناخ، حيث إنّ لها معدّلات أيض أعلى، وتتطلّب المزيد من الطعام لكلّ وحدة من وزن الجسم، ممّا قد يجعلها أكثر حساسيّة للتغيّرات في بيئتها.
 
ويتوافق نمط التحوّل الأسرع في أنواع الطيور الأصغر مع دراسات أخرى نظرت في تغيّرات حجم الجسم والتشكّل استجابة لتغيّر المناخ، حيث أظهرت الأبحاث أنّ الأنواع الأصغر حجماً تميل إلى تغيرات أسرع في حجم أجسامها وشكلها من الأنواع الأكبر.
 
وتشير الدراسة إلى أهمية النظر في حجم الجسم عند دراسة آثار تغيّر المناخ على الحياة البرية.
 
وتُعد الآثار المترتبة على هذه النتائج كبيرة، حيث إنّه مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب، يمكن أن تؤدّي إلى تغييرات أسرع في توزيع ووفرة أعداد الطيور، مع احتمال استجابة الأنواع الأصغر لهذه التغييرات أكثر من الأنواع الأكبر.
 
ويصرّح المؤلّف الرئيسيّ للدراسة، بنجامين وينجر، الباحث في علوم الطيور في "جامعة ميشيغان" الأميركية، إنّ "العلاقات بين حجم الجسم ومعدّلات التغيير متّسقة بشكل ملحوظ مع البيانات السابقة، ومع ذلك، فإنّ الآلية البيولوجية الكامنة وراء هذا الارتباط الملحوظ بين العمليّتين تتطلّب مزيداً من التحقيق". 
 
وتخلص الدراسة الحديثة إلى أنّ تقلّص أجسام أنواع بعض الطيور ناجم بشكل مباشر عن زيادة درجات الحرارة على مدار الأربعين عاماً الماضية، مما يشير إلى أنّ حجم الجسم قد يكون مهمّاً لاستجابات الأنواع لتغيّر المناخ.
 
 
 
بيانات من 129 نوعاً من الطيور
 
عملت الدراسة الجديدة على بيانات من 129 نوعاً من الطيور، 52 نوعاً مهاجراً يتكاثر في أميركا الشمالية و77 نوعاً مقيماً في أميركا الجنوبية. وتمّ جمع 86 ألفاً و131 عينة خلال الفترة نفسها تقريباً باستخدام تقنيات مختلفة.
 
ومن بين الطيور التي خضعت للدراسة، أنواع في مدينة شيكاغو، وكان أصغر طائر منها هو الملك ذو التاج الذهبيّ بمتوسط حجم 5.47 غرامات، وكان أكبرها طائر الشحرور الذي يبلغ متوسّط وزنه 107.90 غرامات.
 
أمّا على صعيد الأنواع الأمازونيّة، فكان الطائر ذو الذيل الشوكيّ هو الأصغر عند 4.08 جرامات، وأكبرها كان طائر الموتوت ذو الحاجب الفيروزيّ والذي يبلغ وزنه 131.00 غراماً.
 

اقرأ في النهار Premium