شاركت "فايسبوك" تحديثاً طال انتظاره، ويقضي بتشغيل التشفير من طرف إلى طرف (E2EE) تلقائيّاً في نظام دردشة "مسنجر" الخاصّ بها، معلنةً أنّها بدأت باختبار ميزة الدردشات "بين بعض الأشخاص" هذا الأسبوع.
توفر "فايسبوك" حاليّاً لمستخدمي "مسنجر" خيار تشغيل التشفير في كلّ دردشة، والتي لا يتمّ تشغيلها في كلّ الدردشات - بشكل عام - إلا من قبل أقليّة لأسباب أمنيّة، فيما التشفير التلقائي من طرف إلى طرف سيكون الخيار التلقائيّ وخطوة كبيرة، حيث سيُضيف طبقة كبيرة من الأمان إلى منصّة الدردشة التي يستخدمها أكثر من مليار شخص حول العالم، بالرغم من احتمال أن تُثير الخطوة جدالاً مع الحكومات التي تقول إن التشفير يُعيق قدرتها على مكافحة الجريمة.
ويعني التشفير من طرف إلى طرف أن "فايسبوك" لا يمكنها عرض محتوى رسائل مستخدميها، إذ لا يمكن إلا للمرسل والمتلقّي رؤية الرسائل، ممّا يجعل الولوج إلى مضامين الرسائل والمحادثات أكثر صعوبة (إن لم يكن مستحيلاً) على الأطراف الثالثة مثل المتسلّلين أو سلطات إنفاذ القانون.
في السياق، تلقّت الشركة الانتقادات لعدم جعلها التشفير ميزة تلقائيّة على "مسنجر في السابق، خاصّة في أعقاب إلغاء قانون "رو ضد وايد" في الولايات المتحدة، إذ من الممكن استخدام المحادثات الرقمية كدليل لمقاضاة عمليات الإجهاض التي تمّ تجريمها حديثاً.
تأتي قضيّة التشفير في ظرف حسّاس، تمثّل هذا الأسبوع في تعاون "ميتا" مع الشرطة لتسليم سجلّ دردشة "مسنجر" لمراهقة من نبراسكا ووالدتها، ممّا أدى إلى مقاضاتهما بتهم تتعلق بقوانين الإجهاض المنصوص عليها مسبقاً في الولاية.
بالإضافة إلى الاختبار الجديد للتشفير التلقائيّ، أعلنت الشركة أيضًا عن ميزة تسمّى "التخزين الآمن"، والتي تشمل تشفير النُسخ الاحتياطيّة السحابيّة من سجلّ محادثات المستخدمين على "مسنجر".
وقالت الشركة: "نحن نختبر التخزين الآمن لإجراء نسخ احتياطي لتلك الرسائل في حالة فقد هاتفك أو إذا كنت ترغب في استعادة سجلّ رسائلك على جهاز جديد مثلما هي الحال مع الدردشات المشفرة من طرف إلى طرف".