النهار

على مدى السنوات القليلة الماضية، تكيّف الناس مع طرق تسوّق جديدة قدّمتها لنا التكنولوجيا، وقد لبّت احتياجاتنا التي لم نكن نعلم بوجودها. وفي مواجهة التحديات الهائلة خلال العامين الماضيين، كان على التجّار أن يبدعوا لإبقاء الزبائن سعداء.

وبينما طالت التغييرات العديد من الجوانب، يمكن التركيز على ثلاث مجالات لعبت الدور الأكبر في التطوّر الذي شهدناه.

1. التجربة

من المعروف أنّ العلامات التجاريّة، لا سيّما المهمّة منها، تتبنّى التكنولوجيا للبقاء على اتصال مع العملاء وتلبية احتياجاتهم، هذا يؤدّي إلى تغيّر تجربة المستخدم، ما يجعل التسوق أكثر جاذبية ومتعة وغنى بالمعلومات، ويركّز أكثر على كيفية التسوّق.

ومن أبرز التقنيات التي غيّرت تجربة الشراء:

ميتافيرس والواقع الافتراضيّ

طورت "أيكيا" تطبيقاً يسمى "IKEA Kreative" للمساعدة على تصوّر الأثاث في مساحتك الخاصة، فبعد التقاط بعض الصور، يقوم التطبيق "بإزالة" كل أثاثك (افتراضيّاً) حتى تتمكن من تصميم مساحتك الخاصة بمنتجات "أيكيا" ثلاثية الأبعاد في منزلك باستخدام الواقع المختلط (MR).

من جهتها، أنشأت "سامسونغ" مساحة في ميتافيرس للأشخاص للعب والرقص والاكتشاف والإبداع والتواصل مع الآخرين، مع خيار شراء المنتجات المخصّصة لهم بطريقة "تجعل حياتهم أسهل".

تتيح هذه الميزات سهولة التصفح والشراء دون مغادرة التطبيقات الخاصة بالشركات، وهي تشمل كل شيء من السلع المنزلية إلى الأزياء إلى الخدمات. ويُشار إلى أنّ 43 في المئة من بائعي التجزئة الذين يبيعون على المنصات الاجتماعية يقولون إن أكثر من 50% من أرباحهم تأتي من مبيعات وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب "فوربس"، ما يعني أنّ وسائل التواصل الاجتماعي دفعتنا إلى "التجارة الاجتماعية".

البث المباشر

يعمل البث المباشر لتقريبنا أكثر من المنتج الحقيقي من خلال تجربة تفاعلية شبيهة بالبرنامج الحواري حيث يمكن للعملاء طرح الأسئلة و "الشراء فوراً".

2. التوصيل - Delivery

في بداية الوباء، انتشرت خدمات التوصيل وبات يمكن إيصال أيّ شيء (حتّى إجراء فحص الكورونا) إلى منازلنا. لكن الناس الآن، وحتّى بعد إنهاء أو التخفيف من إجراءات الوقاية، يريدون نفس المستوى من السرعة والراحة في توصيل البضائع، وواجه التجار العالميّون هذا التحدي من خلال حلول جديدة تتضّمن سيارات التوصيل الكهربائية وطائرات التوصيل بدون طيار (درون) والروبوتات.

التوصيل في المستقبل

يواصل التجار والعلامات التجارية ورجال الأعمال التكيف والتجربة والابتكار لمنح العملاء تجربة أكثر ملاءمة وسلاسة وسعادة، ويُتوقع أن يزيد الطلب على العلامات التجاريّة من العملاء، أي المزيد من خدمات التوصيل.

لذلك، سيبحث العلماء عن مزيد من التحكم مثل التتبع الذكي، والخيارات التي يمكنهم الاختيار من بينها، والحلول الصديقة للبيئة.

3. الاختلاف

لطالما كان التميز في سوقٍ مزدحم تحدياً صعباً، ويعتمد بناء قاعدة من العملاء المخلصين على كيفية تميّز التجار بعلامتهم التجارية، ما يخلق تجربة إيجابية، أسعاراً معقولة ومناسبة، ومنتجات تلبّي احتياجاتهم.

المؤثرون الخياليون

المعروفون أيضاً باسم المؤثرين الافتراضيين، يتم إنشاؤهم بواسطة العلامات التجارية للقيام بكل ما يفعله المؤثرون الحقيقيون، ولكن بمزيد من التحكم والخيال. على سبيل المثال، المؤثّرة الافتراضيّة "Lu of Magalu" من مجلّة "لويزا"، وهي المؤثّرة الافتراضية الأكثر متابعة على الإنترنت لعام 2022، وكانت حتى على غلاف مجلة "فوغ" في البرازيل.

من جهة أخرى، "Guggimon" هو مؤثر "ممتع واستفزازي" من شركة "Superplastic" الخاصّة بالألعاب. ظهر "Guggimon" في لعبة "فورتنايت" وكان في شراكة مع "غوتشي" و "Paris Hilton"، وباع رموزاً غير قابلة للاستبدال "NFT".

اتخاذ موقف

بالنسبة لبعض العلامات التجارية، يُرى اتخاذ موقف بشأن القضايا خطوة طبيعية وتتوافق بسهولة مع قيمها، لكن البعض الآخر يكافح من أجل إيجاد التوازن الصحيح. ومع ذلك، يقول المستهلكون، وفقاً لمقياس "Edelman Trust Barometer"، إن العلامات التجارية التي تتخذ إجراءات استجابة للظلم تكسب المزيد من الثقة.

ووجد استطلاع أجرته "Sprout SocialSPT" أنّ 71% من عملاء الولايات المتحدة "يوافقون بشدة على أنه من المهم للعلامات التجارية اتخاذ موقف بشأن الموضوعات الحساسة". وتؤمن سارة براون، مؤسسة علامة تجارية للعناية بالبشرة، بأن "العملاء يبحثون عن علامات تجارية تتماشى مع قيمهم، ويطالبون بالرضا عن النفس وبالشفافية".