النهار

تعرّف على الذكاء الاصطناعيّ من خلال أبرز 7 أسئلة تُثار حوله
المصدر: (النهار)
تعرّف على الذكاء الاصطناعيّ من خلال أبرز 7 أسئلة تُثار حوله
تعبيرية
A+   A-
اجتاح الذكاء الاصطناعيّ مجالات الحياة اليومية، بدءاً من التكنولوجيا والتعليم والتجارة، وصولاً إلى المركبات الذاتية القيادة والتقنيات المتطوّرة في تشخيص الأمراض. وبينما يعتبر مناصروه أنّه ثورة في حياة البشر، كالإنترنت سابقاً، يؤكّد مَن ينتقده أنّ هذه التكنولوجيا قد تشكّل خطراً في أن تتولّى الآلات اتّخاذ القرارات المصيرية عن البشر.

ظهر الذكاء الاصطناعيّ في مختبرات الأبحاث وصفحات الخيال العلميّ ليساعد اليوم في أداء مجموعة متنوّعة من المهام، ليس الشخصية فقط، إنّما أيضاً تلك التي تعود بالفائدة للمصلحة العامة في المجتمع. يدخل الذكاء الاصطناعيّ في العديد من المجالات الإلكترونية والرقمية، وهو موجود على أشكال مختلفة وفي أجهزة كثيرة، محاكياً الذكاء الموجود في العقل البشري. فما هي أبرز 7 أسئلة تُشاع حول هذا العالم؟

1- ما هو مفهوم الذكاء الاصطناعيّ؟ وما هي آلية عمله؟  

يرتبط مفهوم الذكاء الاصطناعيّ بالذكاء المرتبط بالأجهزة الرقمية أو الإلكترونية، ويُعبّر عن قدرة هذه الأجهزة على أداء المهمّات الذكية. "AI" هو اختصار "ARTIFICIAL INTELLIGENCE"، ويشير المصطلح بشكل عام إلى مجموعة من الأنظمة والأجهزة التي يمكنها أن تحاكي العقل البشري لأداء مجموعة من المهام، والتي تستطيع أن تحسّن نفسها بناءً على المعلومات التي تقوم بجمعها. ويتعلّق الذكاء الاصطناعي بشكل أدقّ، بالقدرة الفائقة على التفكير والتحليل في كمّ هائل من البيانات. ومن الأمثلة على العمليات التي يساهم فيها، اكتشاف البراهين للنظريات، لعب الشطرنج، التشخيص الطبّيّ، محرّكات البحث، كما التعرّف على الصوت أو خطّ اليد. 

أمّا آلية عمل الذكاء الاصطناعيّ، فهو يعمل في البيئة الرقمية من خلال توفّر الأجهزة الرقمية والبرامج المتخصّصة لتحليل وتصميم الخوارزميات والتعلم الآلي. كما أنّ هذا النظام يستوعب كميات كبيرة من البيانات التدريبية، ليكوّن الارتباطات والأنماط التي تُستخدم فيما بعد، مثل الردّ الآلي في الروبوتات الذكية وبرامج الدردشة، وعملية تحديد الكائنات في الصور، أو وصفها من خلال مراجعة المحتوى المحفوظ لديه.
 
2- الأنواع الأربعة للذكاء الاصطناعيّ:

- الآلات التفاعلية "Reactive": ويعتبر النوع الأساسيّ من الذكاء الاصطناعيّ، ويمكن للذكاء الاصطناعيّ التفاعليّ أن يعمل بناءً على تقييم الوضع الحالي، ولكنّه غير قادر على بناء مستودع للذكريات للاستفادة منها في وقت لاحق.

- الذاكرة المحدودة "Limited Memory": يمكن للذكاء الاصطناعيّ تذكّر التجارب السابقة وبرمجتها، ثمّ يقوم بدمج هذه الذكريات في القرارات المستقبلية.

- نظرية العقل "Theory of Mind":
هذا النوع من الذكاء الاصطناعيّ أكثر تقدّماً من سابقيه، وهو غير موجود بعد، واسمه مأخوذ من المصطلح النفسي. هو نوع من الذكاء الاصطناعيّ الذي يركّز على فهم كيفية عمل العقل البشريّ وتطبيق هذه المعرفة في تطوير الآلات. ويعتمد على فكرة أنّ الذكاء الاصطناعيّ يجب أن يكون قادراً على تفسير السلوك البشري من أجل الاستجابة له بشكل أفضل. 

- الوعي الذاتيّ "Self-Aware":
يتجاوز الذكاء الاصطناعيّ الواعي ذاتياً الذكاء الاصطناعيّ القائم على نظرية العقل، لأنّ له القدرة على تكوين تمثيلات عن نفسه، وبالتالي امتلاك الوعي. هذا النوع من الذكاء الاصطناعيّ غير موجود بعد، وسيكون تحوّلاً في تاريخ الذكاء الاصطناعيّ عند تصميم أنظمة لديها شعور بالذات، وفهم واع لوجودها.
 
على سبيل المثال، "أنا جائع" ستُصبح "أعلم أنّني جائع" أو "أريد أن آكل اللازانيا لأنّها طعامي المفضّل". 
 
ويُذكر، أنّ بعض التصنيفات تضيف 3 أنواع أخرى وهي: الذكاء الاصطناعيّ الضيّق (ANI)، الذكاء الاصطناعيّ العامّ (AGI)، الذكاء الاصطناعيّ الفائق (ASI).
 
 
3- ما هي فوائد الذكاء الاصطناعيّ؟

- تقليل الخطأ البشريّ: يُساهم الذكاء الاصطناعيّ في تقليل الأخطاء المحتملة والتي يُمكن أن يرتكبها الإنسان، فالأجهزة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعيّ تعمل بفعالية أكبر، حيث تتّخذ هذه الأجهزة القرارات وفقاً للخوارزميات التي بُرمجت عليها، مع احتمال أقلّ بأن تقع في الخطأ.

- خوض المخاطرة عن البشر: حيث قلّلت تقنيات الذكاء الاصطناعيّ من الخسائر البشريّة الناتجة عن التجارب العلمية والعمليات الخطرة، اذ استخدم العلماء الروبوتات للقيام بهذه الأعمال عوضاً من الإنسان.

- العمل على مدار الساعة:
يمتلك الإنسان طاقة محدودة، أمّا الأنظمة المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعيّ فإنّها تعمل دون توقّف أو تعب، ما يضمن الحفاظ على مستوى ثابت من الإنتاجية.

- تأدية أعمال الشركات وزيادة إنتاجيّتها: تحتاج بعض الأعمال في المؤسسات والشركات للاستجابة الدائمة والسريعة، كإرسال رسائل البريد الإلكترونيّ، ورسائل الشكر والتحقّق من المستندات وإيجاد الأخطاء، وحتى الأصعب من ذلك. حيث نجح برنامج الدردشة "شات جي بي تي" في كتابة كودات البرمجة وإنشاء النصوص وإنجاز أعمال تأخذ ساعات مع البشر في غضون ثوان فقط، ما حقّق فائدة للشركات التي اعتمدت دمجه في أنظمتها، بعد أن ساعدها في إنجاز مهمّاتها بشكل أسرع، وتركت موظّفيها ليركّزوا على المهام الأصعب، وبالتالي الاستفادة أكثر من الوقت والمزيد من الانتاجية.

- تطبيقات الهواتف الذكية: يدخل الذكاء الاصطناعيّ في مجموعة كبيرة من تطبيقات الهواتف الذكية، ويطوّر هذه التطبيقات مطوّرو مواقع الويب وتطبيقات الأجهزة المتنقلة، فيدخل الذكاء الاصطناعيّ في مميزات عدّة فيها، كالبحث والخرائط وغير ذلك.

- النمو الاقتصاديّ: تزيد تقنيات الذكاء الاصطناعيّ القوة الاقتصادية للبلاد، حيث تبيّن أنّ التطوّر في الذكاء الاصطناعيّ سيرفع الناتج المحليّ العالميّ بنسبة 14 في المئة في حلول العام 2030، وذلك وفقاً لتقرير صادر عن شركة "PricewaterhouseCoopers".

- التطوّر الطبّيّ: ساهم حلول الذكاء الاصطناعيّ في المجال الطبّيّ في تقديم الرعاية الصحّية للمرضى بأسرع وقت ممكن وبأقلّ أخطاء محتملة، وتشمل هذه المساهمات مراقبة المرضى عن بعد، وإجراء التشخيصات السريرية للمريض، إلى إعطائه الوصفة والأدوية المناسبة في بعض الحالات. ومؤخّراً، تمكّن "شات جي بي تي" من تشخيص حالات طبية عدّة تُعتبر من الأصعب في مرض السرطان.

4- أين تكمن مخاطره؟

- التلاعب الاجتماعيّ: الذكاء الاصطناعيّ من خلال خوارزمياته، فعّال للغاية في معرفة اهتمامات ورغبات وأسرار المستخدمين، وبالتالي يستطيع تخمين ما يفكّرون فيه. وعلى سبيل المثال، جعل ذلك مؤسسات مثل "كامبريدج أناليتكا" تستخدم هذه البيانات في التأثير على المقترعين الأميركيّين خلال الانتخابات الرئاسية الأميركيّة لعام 2016. وتتّضح هنا قوّة الذكاء الاصطناعيّ في التلاعب الاجتماعيّ والتأثير السياسي وغير السياسي بين الشعوب.

- التمييز: أحد سيّئاته أيضاً أنّه يقدّم محتوى يتضمّن تمييزاً عنصريّاً دون تقدير خطورة ذلك وأثاره.
 
- سيطرة الآلات: تحذّر مجلة "فوربس" من أنّه "إذا لم نكن واضحين بشأن الأهداف التي حدّدناها لآلات الذكاء الاصطناعيّ، فقد يكون الأمر خطيراً إن لم تكن الآلة مسلّحة بأهدافنا نفسها.

- عمليّات الاختراق: التي أصبحت أسرع من خلال الكشف الآليّ عن البرمجيات التي يمكن اختراقها.
 
- المعلومات الخاطئة: قد تعطي أدوات الذكاء الاصطناعيّ في الكثير من الأحيان معلومات خاطئة، مثل روبوت الدردشة "بارد" من شركة "غوغل"، حين يقدّم خلال عرضه معلومات مضلّلة. إذ أنّ الكثير من المعطيات التي نغذّي بها أنظمة الذكاء الاصطناعيّ ليست كاملة أو شاملة، لذلك لا ينبغي أن نتوقّع منها إجابات أو استنتاجات مثالية وصحيحة دائماً.

- تقوية الهجمات: حيث تحوّلت الهجمات إلى وسائل إلكترونيّة ذكية بلا حاجة وجود فعليّ للبشر، بل من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعيّ.

- الدعايات: التي تمثل الهمّ الأساس للشركات العالمية الكبرى، ومن خلال التطوّر في هذا المجال ومعرفة حاجة المستخدمين أكثر، أصبح العرض التلقائيّ للصور ومقاطع الفيديو الدعائية في كلّ مكان ويسهُل الوصول اليه.


5- هل يمكن أن تحُلّ أدوات الذكاء الاصطناعيّ مكان العقل البشريّ؟
 
وفق إحصائية نشرتها صحيفة "التلغراف"، من دراسة أجرتها جامعة أكسفورد، قدّرت احتمالية أن يُستبدل الذكاء الاصطناعيّ بـ 700 وظيفة موجودة حاليّاً في العالم. إذ يمكن للذكاء الاصطناعيّ والأنظمة الحديثة أن تساهم في القضاء على الأنشطة المتكرّرة المتّعبة، وإنتاج مواد حديثة أكثر وفيها متانة أكبر وتكلفتها أقلّ، وربما تغيّر في بيئة العمل الجماعية وتساهم في تخفيف العمال.

ولكن، لا يزال الإبداع والابتكار وحتى المفاوضات بين البشر وإدارة فرق متعدّدة التخصّصات هي أدوات العقل البشريّ وحده، وعلى الرغم من المخاوف في هذا السياق، ومن أنّ الذكاء الاصطناعي يقدّم تصوّراً عن روبوتات عالية الأداء شبيه بالإنسان قد تسيطر على العالم، إلّا أنّه لا يمكن بأيّ شكل أن يحلّ محلّ العقل البشريّ بشكل أو بآخر، ولكن بفضله أصبح لدى العالم القدرة على تصميم مساحة للعيش فيها، والابتكار وترك العمل الشاقّ للآلات.

6- كيف يمكن أن تستفيد القطاعات من الذكاء الاصطناعيّ؟ ومَن هي أبرز القطاعات المستفيدة؟

تستفيد الشركات من مختلف القطاعات من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعيّ، وبرز ذلك مؤخّراً بشكل واسع مع "شات جي بي تي" من شركة "أوبن أي". واحتلّ قطاعا التكنولوجيا (251 شركة)، والتعليم (209 شركات) المراتب الأولى من ناحية عدد الشركات والمؤسسات المستفيدة منه، بينما احتلّت خدمات الأعمال والتصنيع والتمويل مكانة عالية في الصناعات التي تستخدم الذكاء الاصطناعيّ، وذلك وفقاً لبيانات نشرتها منصّة "Enterprise Apps Today". كما بلغ العدد الإجماليّ لجميع الشركات والمؤسسات 902 من مختلف القطاعات. 

وفي الواقع، تستخدم تقنياتِ "أوبن أي" بالفعل مئاتُ الشركات والمؤسسات حول العالم. وفي مجال الرعاية الصحّية أيضاً، برز الذكاء الاصطناعيّ من خلال المساعدة في تجميع كميات كبيرة من البيانات السريرية للحصول على نظرة شاملة للمريض، وتستخدم الروبوتات أيضاً للجراحة والتمريض وإعادة التأهيل وجراحة العظام. 
 
7- ماذا عن المسؤوليّة الأخلاقيّة في هذا المجال؟
 
الوعي بالمسؤولية الأخلاقية المترتبة على استخدام الذكاء الاصطناعيّ مهمّ جدّاً، ويكون أوضح عندما نلمس تأثيره المباشر على الناس. وفي هذا الإطار، أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أنّه من السهولة إدراك المشكلة الأخلاقية عند بيع شركة "مايكروسوفت" لتقنية التعرّف على الوجه لإدارة الهجرة والجمارك الأميركية، عندما عمدت إدارة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب إلى تفريق الأطفال المهاجرين عن آبائهم عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
 
وفي هذا السياق، يُذكر موقف أكثر من 3000 موظف في شركة "غوغل" عندما اعترضوا على صفقة بين الشركة ووزارة الدفاع الأميركية تتعلّق باستخدام الذكاء الاصطناعيّ لأغراض عسكرية، وتتضمّن تصنيع طائرات مسيّرة، ما دفع الشركة إلى التخلّي عن الصفقة في ذلك الوقت.

اقرأ في النهار Premium