كشفت وكالة الفضاء "ناسا" عن الصور كاملة الألوان التي التقطتها عدسة المرصد الفضائي "جيمس ويب"، إثر كشف الرئيس الأميركي جو بايدن عن أوّل صورة يوم أمس، والتي أظهرت أعمق وأدقّ مشهد بالأشعة ما تحت الحمراء للكون حتى الآن، وفقاً لـ"ناسا".
وكانت الصورة الأولى التي تمّ الكشف عنها اليوم تُظهر سديم الحلقة الجنوبية، الذي يحتوي وفق "ناسا" على غاز وغبار من نجم محتضر، رصدهما التلسكوب "بتفاصيل غير مسبوقة"، وبنوعية أفضل بكثير ممّا تمكن "هابل" من التقاطه في العام 1998.
بعد ذلك، تمّ إلقاء نظرة على "خماسيّة ستيفان"، وهي مجموعة من المجرات في كوكبة "بيغاسوس" تبعُد حوالي 290 مليون سنة ضوئية، قالت "ناسا" إنّ أربعاً من عددها الكليّ البالغ خمساً تصطدم مع بعضها البعض أثناء تحرّكها، و"تسحب وتمدّد بعضها البعض في رقصة الجاذبية".
تم تجميع الصورة من نحو 1000 صورة، كلّ واحدة منها تغطّي مساحة من السّماء تساوي نحو خُمس قطر القمر كما يُرى من الأرض.
خماسيّة ستيفان
هذا، ونشرت الوكالة صورة سديم كارينا، أحد السدم الأكثر شهرة، والتي تمّ التقاطها بوساطة تلسكوب "هابل" الفضائي، في ما سبق، فيما تقدّم اليوم بوساطة "جيمس ويب" منظراً جديداً للسديم.
والسديم عبارة عن سحابة ضخمة ومضيئة من الغاز والغبار تقع على بعد حوالي 7600 سنة ضوئية من الأرض، فيما "كارينا" موطن لنجوم متكوّنة حديثاً، بالإضافة إلى النجوم التي هي على وشك الانفجار.
يُذكر أن تلسكوب "جيمس ويب" أُطلق في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وهو موجود الآن على بعد 1.5 مليون كيلومتر من الأرض، وقد تطلّب عدّة أشهر من التحضير قبل إطلاق عمله العلميّ، شملت تبريد التلسكوب إلى درجة حرارة مناسبة للتشغيل، ومعايرة الأدوات ومحاذاة المرايا.
كذلك أمضت وكالة الفضاء الأوروبية، ووكالة "ناسا"، ووكالة الفضاء الكندية، ومعهد علوم تلسكوب الفضاء أكثر من خمس سنوات في دراسة وتحديد ما يجب أن يلتقطه "ويب" أولاً من أجل إظهار ما يمكن أن يفعله التلسكوب.
ولمزيد من المعلومات، فإن لـ"جيمس ويب" القدرة على النظر إلى نقاط في الكون أبعد من أيّ تلسكوب سابق بفضل مرآته الرئيسيّة الضخمة، وأدواته التي تستقبل إشارات الأشعة ما تحت الحمراء، ممّا يُتيح له التحديق عبر سحب الغبار.