النهار

كيف ساعد بركان قديم "جيمس ويب" على رؤية أبعد النجوم؟
المصدر: "النهار"
كيف ساعد بركان قديم "جيمس ويب" على رؤية أبعد النجوم؟
خماسيّة ستيفان (تلسكوب جيمس ويب).
A+   A-

يحمل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائيّ مرآة سداسيّة مطليّة بالذهب ستساعد علماء الفلك على رؤية ما يزيد عن 13 مليار سنة من الكون، وهو التاريخ الذي كانت فيه النجوم والمجرّات الأولى تتشكّل من ظلام الكون المبكّر. هذه المرايا مصنوعة من مادة البريليوم، وهو معدن نادر نسبيّاً أخفّ بمقدار الثلث من الألومنيوم، ولكنّه يتمتع بصلابة أكبر بستّ مرّات من الفولاذ. يأتي البريليوم المستخدم في التلسكوب من منطقة التعدين في جبل "سبور" في ولاية يوتا. ويوجد البريليوم في معادن مثل البرترانيت والبريل التي تشكّلت منذ ملايين السنين في قلب البراكين.

 

جبل سبور.
 

منذ نحو 50 مليون سنة، شكّلت البراكين تضاريس جبل سبور وتوماس رينغ وجبل توباز، ومنذ نحو 25 مليون سنة، علقت كتل من الصهارة في الرواسب البحريّة القديمة تحت الجبال؛ وبعد التقاء الصخور المنصهرة بالمياه الجوفية، تكوّن بخار فتحطّمت الصخور المحيطة، لتبدأ المعادن في الترسّب من السوائل وملء الشقوق ببلورات التوباز والفلورسبار والعقيق والبريل والبرترانيت، وفقاً لـ"فوربس".

 

ويعدّ جبل سبور أكبر مصدر للبريليوم في الولايات المتحدة والعالم، حيث يُنتَج ما يقرُب من 85 في المئة من إجمالي الإنتاج العالميّ، وفقاً لبعض التقديرات. البلدان الأخرى التي تنتج البريليوم تشمل الصين وموزمبيق.

 

البريليوم

 

شدّ البريليوم انتباه مهندسي تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، لأنّ المعدن صلب وخفيف الوزن، وبإمكانه أن يُحافظ على شكل مستقرّ حتى في درجات الحرارة المنخفضة للغاية، كما أن المعدن قويّ بما يكفي لتحمّل الاصطدامات بجزيئات صغيرة في الفضاء تسمّى النيازك الدقيقة.

يُذكَر أنّ التلسكوب يعمل معزولاً بدرع من الشمس عند حوالَي 243 درجة مئويّة تحت الصّفر. ولدى "ناسا" تاريخ طويل في استخدام البريليوم من جبل سبور. ففي العام 1958، استخدمه المهندسون في الدرع الحراريّة لكبسولات مشروع كوكب عطارد، واستُخدم لاحقاً في المكّوكات الفضائية، ومحطة الفضاء الدولية، ومركبتي "سبيريت" و"أوبورتيونيتي" التي هبطت على المريخ، وتلسكوب سبيتزر الفضائي، بالإضافة إلى مهمات أخرى.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium