بات أكثر من ثلث أنواع السرفات، وهي حشرات تؤدي دوراً بارزاً في عملية تلقيح الأزهار، مهدداً بالانقراض في أوروبا بسبب تكثيف الزراعة تحديداً، على ما أفادت دراسة أولية نشرها الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الثلثاء الماضي.
وتتغذى يرقة السرفات في شكل رئيسي على حشرات المن، وتساهم بذلك في ضبط أعداد الحشرات المضرة بالمحاصيل. وعندما تصبح بالغة، تتغذى على الأزهار فتؤدي تالياً دوراً أساسياً في عملية تلقيحها، ما يعزز الانتاج الزراعي.
وأظهر تقييم أوّلي لهذه الحشرات أجراه الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة على نطاق أوروبا استجابةً لطلب المفوضية الأوروبية، أن السرفات، على غرار النحل، معرضة لخطر الانقراض.
وشرح الاتحاد في بيان أنّ التقييم يظهر أنّ 314 من بين 890 نوعاً من السرفات في أوروبا "معرضة للانقراض أو مهددة بالانقراض أو مهددة بشكل حرج بالانقراض".
وأوضح الناطق باسم الاتحاد ماتياس فيشر لوكالة فرانس برس، أنّ الاتحاد أشار إلى أنّ 45 نوعاً من الأنواع الـ890 "غير موثّقة في شكل كافٍ"، أي لا توجد معلومات كافية يُستند إليها لتحديد وضعها.
وأضاف "هذا يعني أنّ ما بين 35,28 و40,33 في المئة من أنواع السرفات مهددة بالانقراض، مع 37% كنسبة أكثر ترجيحاً".
وتُعتبر السرفات، بحسب الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، ضرورية للأمن الغذائي في العالم، إذ تمثل ثاني أهم مجموعة من الملقحات على مستوى العالم بعد النحل.
ويشكل تكثيف الزراعة واستخدام المبيدات الخطرة وقطع أشجار الغابات والتطور المُدني والتغير المناخي، العوامل الرئيسة التي تهدد هذه الحشرات.
ونقل البيان عن المدير العام للاتحاد برونو أوبرلي تأكيده "ضرورة تحوّل القطاعات الاقتصادية كلها وتحديداً القطاع الزراعي لتصبح مستدامة وتحمل تأثيرات إيجابية على الطبيعة".
وأشار الرئيس المشارك لمجموعة خبراء السرفات ضمن لجنة استمرار الأنواع التابعة للاتحاد، الدكتور فرانسيس غيلبرت، إلى أنّ الخطوة الرئيسة للمساعدة في الحدّ من انخفاض أعداد هذه الحشرات تتمثل في حماية موائلها.
ويرى أنّ الأمر الأكثر إلحاحاً هو حماية الأخشاب الميتة والأشجار المعمرة التي تحتوي ثقوباً تتغذى عليها يرقات السرفات، وهي خطوة ضرورية لعدد كبير من الأنواع الأخرى المهددة بالانقراض.
ولفتت الدراسة إلى أنّ أكثر من ربع (244) الأنواع التي جرى تقييمها تأثرت بتدهور موائلها أو تغييرها نتيجة العوامل الناجمة عن التغير المناخي وتحديداً الحرائق التي تزداد وتيرة اندلاعها.