النهار

كيف تستعدّ شركات الخليوي الأميركيّة للكوارث البيئيّة؟
المصدر: "النهار"
كيف تستعدّ شركات الخليوي الأميركيّة للكوارث البيئيّة؟
آثار الإعصار "إيان" في فلوريدا (أ ف ب).
A+   A-

في 28 أيلول، ضرب إعصار "إيان" جنوب غرب فلوريدا برياح من الفئة الرابعة، ووصل إلى ولايتَي كارولينا وفيرجينيا. ومن المعروف أنّ العواصف الصغيرة يمكنها قطع الطاقة والخدمة الخليوية موقتاً، فيما يمكن للأعاصير أن تفعل ذلك لأيام أو أسابيع.

 

نجح إعصار "إيان" بإيقاف ما يقرب من خمسة أبراج خليويّة في مسارها. ونقلت وكالة "أ ب" قصصاً عن مواطنين لم يكونوا قادرين على طلب المساعدة أو طمأنة أحبائهم بأنهم نجوا من العاصفة، وأبلغوا أنّ المشكلات كانت أسوأ في مقاطعة لي، التي تضرّر فيها أكثر من 65 في المئة من الأبراج. ولكن بعد أسبوع، انخفض هذا الرقم إلى ما يقرب من 6 في المئة، وذلك بفضل سنوات من الخبرة في التخطيط والاستجابة لأحداث الطقس القاسية.

 

فكيف تخطّط شركات الخليوي للأعاصير وإبقاء الأشخاص متّصلين بالإنترنت أثناء الكوارث؟

 

قبل العاصفة

في الأيّام التي سبقت حدوث العاصفة، بدأت الشركات في الاستعداد لمواجهة الأضرار وانقطاع التيار وإعداد بنيتها التحتية لتجنُّب الانقطاعات، وهذا يتضمّن إدخال فرق ومعدات إلى الدولة، ومعرفة أجزاء شبكاتهم التي يحتاجون إلى تعزيزها، واتخاذ خطوات للتأكد من أنّ أكبر قدر ممكن من بنيتها التحتية ستكون قادرة على الاستمرار في العمل حتى انقطع التيار الكهربائي.

 

وفي إحدى المدوّنات، قالت شركة "Verizon" إنّها طلبت إلى المهندسين التحقُّق من البطاريات والمولّدات الاحتياطية في مواقعها، والتأكد من أنهم سيعملون بشكل صحيح إذا فقدوا الطاقة.

وتشير الشركة إلى أنّها تحمي مرافق التحويل الخاصة بها من الأعاصير، ولديها وصلات ألياف زائدة عن الحاجة لإبقائها متصلة بالإنترنت. وتمتلك "تي موبايل" منشوراً مشابهاً يتحدث عن كيفية تنظيم معدّات مثل أبراج الهواتف المحمولة المثبتة على الشاحنات والمولدات.

 

معدّات الاتصال الاحتياطية
 

أمّا بالنسبة إلى شركة "AT&T"، فتضمّنت استعداداتها خطوات مماثلة. ويقول كريس سامبار، المدير التنفيذي في الشركة، إنّهم وضعوا حواجز من الأكياس الرملية وأبواباً مسدودة في مراكز العمليات، وتأكّدوا من وجود موظفين في الموقع للتعامل مع أيّ مشكلات تظهر، مشيراً إلى أن هؤلاء العمال سيكون لديهم الطعام والماء لبضعة أيام.

 

خلال العاصفة

عندما تضرب العاصفة، تكون الشركات في أغلب الأحيان في حالة تأهّب ومراقبة. ويقول سامبار إنّ كل موقع من مواقع "AT & T" الخليوية فيه نظام إنذار آلي ينبّه شركة الاتصالات عندما تفقد الطاقة أو البيانات، ممّا يتيح للشركة تتبع مكان حدوث العطل.

 

هذا لا يعني أنه لم تحدث أيّ مشكلات في الاتصال، إذ انقطع الاتصال في جزيرة سانيبل عندما تعرّض الجسر الذي يربطها بالبرّ الرئيسي لأضرار بالغة، علماً بأنّ كابلات الاتصال تمتدّ على طول الجسر، ولم تنجُ من العاصفة. وبعد ظهر يوم 28 أيلول، أشارت صفحة تحديثات "Verizon" إلى أن الشركة شهدت خروج العديد من المواقع عن الخدمة على طول الساحل الغربي لفلوريدا. ولاحظت "تي موبايل" أن انقطاع التيار الكهربائي تسبّب بإطفاء بعض أبراجها.

 

وأخبرت "تي موبايل" و"Verizon" عملاءهما في المناطق المتأثّرة بأنهم سيحصلون على مكالمات ورسائل نصيّة وبيانات غير محدودة، ووعدت شركة "AT&T" بالتنازل عن أي رسوم زائدة.

 

بعد العاصفة

بمجرد أن يصبح الوضع آمناً، يمكن لفِرق العمل البدء بالتعامل مع حالات الانقطاع التي حدثت أثناء العاصفة، فنشرت الشركات تحديثات حول توقف شبكاتها، وشرحت الخطوات التي كانت تتّخذها لإصلاح البنى التحتية على مدار الأسبوع، الذي أعقب وصول الإعصار إلى اليابسة.

وأشارت "Verizon" إلى نشر أبراج الخليوي المتنقلة، بالإضافة إلى إصلاح وإعادة تزويد المولدات بالوقود. وتمّ نشر 100 من أبراج الخلايا المحمولة في جنوب غرب فلوريدا بحلول الـ30 من أيلول.

 

 

وكان لدى الشركات الكثير من المشكلات للتعامل معها، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة الاتصالات الفيدرالية، حين بلغ الانقطاع في الأبراج في فلوريدا ذروته بنحو 17 أو 18 في المئة في اليوم التاسع والعشرين. وبحلول الرابع من الشهر الجاري، كان نحو ثلاثة في المئة غير متصلة بالإنترنت. وكانت النسبة في بعض المقاطعات أعلى بكثير.

 

يمكن للأضرار التي لحقت بالبنية التحتية التي تُسبّبها الأعاصير أن تجعل من الصعب حتى على الشاحنات الثقيلة وذات المياه العالية نقل المعدات إلى حيث تحتاجها، الأمر الذي يتطلب تدابير إضافية. واستخدمت "AT&T" مركبة برمائية لإيصال قمر صناعي إلى جزيرة سانيبل، ونشرت الشركة على موقعها كيف استخدمت طائرة من دون طيار لنشر إرسال الخليوي في جزيرة باين.

 

 

المستقبل

في حين أنّ الحاجة إلى البنية التحتية السلكية والخليوية لن تختفي في أي وقت قريب، فإنّنا نتّجه نحو مستقبل سيكون فيه من الممكن التواصل مع أحبّائنا وأفراد الإنقاذ بطرق أخرى، ممّا قد يجعل انقطاع الخدمة أقلّ رعباً.

 

في غضون شهر تقريباً، سيحصل "أيفون 14" على ميزة تسمح للناس بالتواصل مع المستجيبين للطوارئ عبر الأقمار الاصطناعية، على الرغم من أن ذلك لن يساعد بالضرورة الأشخاص الذين يتطلّعون فقط إلى إخبار أسرهم بأنهم بخير، إلّا أنّه قد يمنح الأشخاص المعرّضين لخطر داهم فرصة للاتصال برجال الإنقاذ.

اقرأ في النهار Premium