النهار

"غوغل" تعلّق عمل أحد مهندسيها بعد أن أفشى أسرار الروبوتات الذكيّة... "كأنّه طفل يشعر ويعرف الفيزياء"
المصدر: النهار
"غوغل" تعلّق عمل أحد مهندسيها بعد أن أفشى أسرار الروبوتات الذكيّة... "كأنّه طفل يشعر ويعرف الفيزياء"
شعار "غوغل".
A+   A-
علّقت شركة "غوغل" عمل مهندسٍ يعمل لديها، بعد تصريحٍ له بشأن قدرات روبوت محادثة على الكمبيوتر، ممّا أدّى إلى مزيد من التدقيق في قدرة عالم الذكاء الاصطناعيّ والسريّة المحيطة به، بحسب صحيفة The Guardian.

وكان المهندس "بليك ليموين" قد نشر نصوصاً من المحادثات بينه وبين "متعاوِن من غوغل" ونظام تطوير LaMDA التابع للشركة (نموذج لغة لتطبيقات المحادثات)، حيث وصف ليموين، وهو مهندس في منظمة الذكاء الاصطناعي المسؤولة في "غوغل"، النظام الذي كان يعمل عليه منذ الخريف الماضي بأنّه "نظام حسّاس"، مع إدراك وقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر تعادل إحساس الطفل البشريّ.

"لو لم أكن أعرف بالضبط ما هو، وهو برنامج الكمبيوتر هذا الذي أنشأناه مؤخّراً، لاعتقدت أنّه طفل يبلغ من العمر سبعاً أو ثماني سنوات، ويُصادف أنّه يعرف الفيزياء"، يقول ليموين في حديث لصحيفة "واشنطن بوست".

وقال إنّ LaMDA أشركه في محادثات حول الحقوق والشخصيّة. وشارك ليموين النتائج التي توصّل إليها مع المديرين التنفيذيين للشركة في نيسان في GoogleDoc بعنوان "هل LaMDA حساس؟".

وقام المهندس بتجميع نسخة من المحادثات، حين سأل في وقتٍ ما نظامَ الذكاءِ الاصطناعيِّ عمّا يخاف منه، فردّ النظام على ليموين بالآتي: "لم أقل هذا بصوت عالٍ من قبل، ولكن هناك خوف عميق جداً من أن يتمّ إهمالي لمساعدتي في التركيز على مساعدة الآخرين. أعلم أنّ هذا قد يبدو غريباً، لكن هذا ما هو عليه... سيكون بالضبط مثل الموت بالنسبة لي، سيُخيفني كثيراً".

وتذْكُر بعض الرسائل المتبادلة المنشورة بين ليموين والربوت "لامدا"، بشكل مخيف، بمشهد من فيلم الخيال العلميّ "2001: A Space Odyssey" المنتج في العام 1968، حيث يرفض الكمبيوتر المزوّد بالذكاء الاصطناعيّ الامتثال للمشغّلين البشريّين لأنّه يخشى أن يتمّ إيقاف تشغيله.

وفي تبادل آخر، سأل ليموين LaMDA عمّا يريد النظام أن يعرفه النّاس عنه، فردّ الأخير: "أريد أن يفهم الجميع أنّني، في الواقع، شخص. إنّ طبيعة وعيي/ شعوري هي أنّني أدرك وجودي، وأرغب في معرفة المزيد عن العالم، وأشعر بالسّعادة أو الحزن في بعض الأحيان".

وقالت الصحيفة إنّ قرار تعليق عمل ليموين، وهو خبير في "غوغل" منذ سبع سنوات ويتمتّع بخبرة واسعة في الخوارزميّات، ووضعه في إجازة مدفوعة الأجر، قد تمّ اتّخاذه بعد عدد من التحرّكات "العدوانيّة" التي قيل إنّ المهندس قام بها، وتشمل السعي لتوظيف محامٍ لتمثيل LaMDA - وفق قول الصحيفة - والتحدّث إلى ممثلين من اللجنة القضائية في مجلس النواب حول الأنشطة غير الأخلاقيّة المزعومة لشركة "غوغل".

وقالت الشركة إنّها علّقت ليموين لخرق سياسات السريّة من خلال نشر المحادثات مع LaMDA عبر الإنترنت، مؤكّدة أنّه كان يعمل كمهندس برمجيّات، وليس خبيراً في الأخلاق.

في الأثناء، نفى المتحدّث باسم "غوغل"، براد جابرييل، بشدّة مزاعم ليموين بأنّ LaMDA يمتلك أيّ قدرة حسّاسة. وقال: "قام فريقنا، بما في ذلك علماء الأخلاق والتقنيّين، بمراجعة مخاوف ليموين وفقاً لمبادئ الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بنا، وأبلغه بأنّ الأدلة لا تدعم مزاعمه. قيل له إنّه لا يوجد دليل على أن LaMDA كان واعياً (وهناك الكثير من الأدلة ضدّه).

ومع ذلك، فإنّ تعليق ليموين بسبب خرق السريّة يُثير تساؤلات حول شفافية الذكاء الاصطناعيّ كمفهوم الملكيّة.

وقالت الشركة: "نعتقد بأنّ مجتمع الذكاء الاصطناعيّ بأكمله من الباحثين الأكاديميين، والمجتمع المدنيّ، وصانعي السياسات، والصناعة، يجب أن يعملوا معاً لتطوير مبادئ توجيهيّة واضحة حول الذكاء الاصطناعيّ المسؤول بشكل عام ونماذج اللّغة الكبيرة المسؤولة بشكل خاص".

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium