كثيرة هي الشركات التي بدأت كمحالّ تجاريّة صغيرة، واكتسبت ثقة العملاء المحليين، فأصبحت علامات تجارية؛ وذلك بفضل التفاعلات الشخصية اليومية الصغيرة. من هناك، قام منشئوها بتوسيع نطاق الثقة في أسواق جديدة، فأصبح بعضها علامات تجارية نالت اعترافاً عالمياً.
اليوم، جاءت شبكة الإنترنت لتقلب هذه المعادلة، حيث يمكن للشركات البيع على الفور للمستهلكين في جميع أنحاء العالم من دون أيّ تفاعل شخصيّ. ويُعدّ ميتافيرس تطوّر إضافيّ لهذا التحوّل الرقميّ، فبدلاً من شراء الأشخاص للمنتجات ذات العلامات التجارية فقط عبر الإنترنت، يمكنهم الآن تجربة العلامات التجارية رقميّاً.
سيتطلب تبنّي ميتافيرس ثقة إضافيّة من المستهلكين للعلامات التجارية، وستتمتع الشركات التي تفهم كيفية استغلال قوّة التجارب الرقميّة بميزة تنافسيّة في السنوات المقبلة.
يُشير عضو مستشاري "فوربس" ستيفين ريتير إلى أنّه يمكن لميتافيرس أن يكون غامراً، كلعب ألعاب الفيديو متعدّدة اللاعبين أو استخدامه غرف القياس الرقمية للملابس. ومع ذلك، فكلما اقترب المستهلكون من الجانب الرقميّ، زادت الثقة التي يحتاجون إلى وضعها في العلامات التجارية والمنصّات.
فلماذا قد يثق المستخدمون في متجر افتراضيّ؟
في متجر "نايكي لاند" الذي أنشأته شركة "نايكي" الرياضيّة لا توجد قواعد؛ الأرضية عبارة عن حِممٍ بركانية، وتسمح الشركة للعملاء بتجهيز صورهم الرمزية بملابس مختلفة، وبلعب الألعاب الرقميّة مثل كرة المراوغة. يمكن للمستخدمين أيضاً تحويل التمرين في العالم الحقيقي إلى حوافز في داخل ميتافيرس، ممّا يمكّن المتسابقين من دمج التجربة البدنية للتمرين مع الشعور الرقميّ للمجتمع. تحتوي العلامة التجارية أيضاً على عناصر مفاجئة، حيث يجيب الرياضيّون المعروفون عن أسئلة المجتمع الرقميّ.
هذا مثال ممتاز عن كيفيّة استعمال ميتافيرس لتحقيق الأرباح اليوم. نجحت "نايكي" من خلال إعادة إنشاء تجارب عالم ماديّ مذهل في العالم الرقميّ مع مسارات وتجارب جديدة. تجدر الإشارة إلى أنّه في الأشهر الأربعة الأولى من إطلاقها، شهدت تجربة "نايكي" في ميتافيرس مشاركة أكثر من 7 ملايين عميل في 224 دولة.
مع ذلك، لم يكن من الممكن تحقيق بعضٍ من هذا النجاح لو لم يثق المستهلكون بالشركة. ففي مكان مثل "نايكي لاند"، يحتاج المستهلكون إلى معرفة أن الصور الرمزيّة التي يتفاعلون معها قد تمّ التحقّق منها كأشخاص حقيقيين بوساطة الشركة، ويجب أن يثقوا في أن هؤلاء أشخاص حقيقيّون، وليسوا أدوات تسويقيّة لزيادة المبيعات.
باختصار، يثق المستهلكون في أن موفّر المنصّة قد تحقق من كلّ مستخدم عند دخوله النظام، ممّا يجعل الثقة أقرب إلى التفاعل الشخصيّ. ومع ذلك، مع بدء المزيد من العلامات التجارية في تطوير الخبرات حول ميتافيرس، سيكون تحقيق هذه الثقة أكثر تعقيداً في ظلّ المنافسة.
لطالما اعتمدت الشركات على الثقة، فهي أساس كل معاملة، وليست مصادفة أن تكون العلامات التجارية الأكثر ثقة دائماً من بين الأكثر نجاحاً. وما إن نجحت شركة ما في تطوير هذه الثقة في ميتافيرس، فستصبح علامة مؤسسية أكثر أهمّية.