النهار

التطبيقات وسيلة لتحويل بقايا المطاعم إلى وجبات رخيصة
المصدر: النهار
التطبيقات وسيلة لتحويل بقايا المطاعم إلى وجبات رخيصة
تعبيرية.
A+   A-
"بوفيه" العشاء في فندق "غراند حياة" بسنغافورة عادة ما يكلّف رواد المطعم ما يقرب من 70 دولاراً. ويمكن لأولئك الذين لديهم ميزانية صغيرة، تناول هذا الطعام مقابل عُشر هذا السعر.
 
وفي جميع أنحاء آسيا، تأخذ الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا الطعام المخصص لطمر النفايات وتقديم وجبات بأسعار مخفضة من خلال تطبيقات الهاتف المحمول.
 
وبحسب مقال نشره موقع The National News، تقول الأمم المتحدة إن ما يقرب من ثلث الطعام يُفقد أو يُهدر كل عام على مستوى العالم، وتشير التقديرات إلى أنّ جبال النفايات تسبّب ما بين 8 إلى 10 في المئة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري مثل غاز الميثان. وتعد منطقة آسيا والمحيط الهادئ من بين أسوأ المناطق في العالم من حيث هدر الطعام، بحيث تمثّل أكثر من نصف الأغذية المهدورة على مستوى العالم.
 
ووفق بريستون وونغ، الرئيس التنفيذي والمؤسِّس المشارك لـ"ثريتشور": "هناك فكرة شائعة لدي هي أنّه يجب أن تكون الاستدامة في الطعام قابلة للتحقيق لاختيار وجمع "بوفيه" في علبة من الطعام الذي كان يمكن التخلص منه، وأعتقد أنّه يمكن للتكنولوجيا أن تحلّ هذه المشكلة".
 
ومع وجود أكثر من 30 ألف مستخدم، وفّرت هذه الخدمة ما يقدَّر بنحو 30 طناً مترياً من الطعام من النفايات منذ إطلاقها في عام 2017، بحيث يضطر المستخدمون عادةً إلى الانتظار حتى نهاية الخدمة قبل أن يتمكّنوا من جمع طعامهم، وفقاً لوونغ.
 
ومع ذلك، فإن هذا بعيد كل البعد عن 817000 طن من نفايات الطعام في سنغافورة في عام 2021، بزيادة قدرها 23 في المئة عن العام السابق. وتقول السلطات إنّ من المتوقع أن يلبي مكب النفايات الوحيد في الولاية، احتياجات التخلّص من النفايات الصلبة في سنغافورة حتى عام 2035 وما بعده.
 
كذلك، تواجه هونغ كونغ مشاكل مماثلة. فلقد ملأت 13 مكباً للقمامة، وتم إلقاء حوالي 3300 طن من نفايات الطعام يومياً في مواقعها المتبقية في عام 2020، وفقاً لإدارة حماية البيئة في هونغ كونغ.
 
وأوردت آن كلير بيرود، مديرة شركة Phenix الشركة الأم لتطبيق OnTheList، أنّ "كل شيء كثيف جداً، لذا لا توجد مساحة كبيرة لمعالجة كل هذه النفايات". ويتيح التطبيق للمستخدمين الحصول على "سلة الغموض" من الطعام في المتاجر بما في ذلك Pret A Manger ومتجر الكعك المحلي The Cakery للحصول على خصم بنسبة 50 في المئة على الأقل.
 
وقد باعت الشركة حتى الآن 25 ألف سلة، تعادل كل منها حوالي كيلوغرام واحد من الطعام الذي تم توفيره من النفايات وتجنّب 4.5 كيلوغرامات من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
 
وتم إطلاق منصة Phenix الأصلية في فرنسا في عام 2014 وتوسّعت لتشمل أربع دول أوروبية أخرى، ووفرت 150 مليون وجبة. ولا يزال مفهوم استدامة الغذاء في مهده في آسيا، مقارنة بأميركا الشمالية وأوروبا، حيث تتّخذ السلطات إجراءات صارمة. وحظرت فرنسا المتاجر الكبرى من التخلص من الأطعمة غير المباعة، وصاغت إسبانيا مؤخراً قانوناً لمعالجة النفايات من خلال تغريم الشركات. ولدى الولايات الأميركية بما في ذلك كاليفورنيا ونيوجيرسي قوانين لتقليل كمية الطعام التي تذهب إلى مطامر النفايات.
 
وأدى ذلك إلى تعزيز شعبية تطبيقات مثل Too Good To Go، التي تم إطلاقها في الدنمارك في عام 2016 وتعمل الآن في 17 دولة بما في ذلك الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة. وقدّمت أكثر من 152 مليون وجبة من خلال ما يًسمى بأكياس "ماجيك"، والتي تُباع بخصم من قبل المتاجر والمطاعم في نهاية اليوم مع العناصر التي كان يمكن التخلص منها لولا ذلك.
 
وفي منطقة متنوعة ثقافياً مثل آسيا، تحصل الشركات الناشئة المحلية الأصغر على موطئ قدم تلبّي احتياجات سوقها المحلية.
 
وأفاد تايشي إساكو، الشريك المؤسِّس ومدير المنتج CoCooking، الذي أنشأ تطبيق Tabete لإنقاذ الطعام في اليابان أنّه "يتعيّن على الشركات مطابقة ثقافة وعادات تلك المنطقة، فهي منطقة يجب رعايتها من أجل إنجاح إدخال تقنيات جديدة".
 
ويوافق تيس كرمود، مدير التوسّع الدولي في شركة Olio ومقرّها المملكة المتحدة، على أنّ الشركات بحاجة إلى "فهم الثقافة والناس في سوق معينة". وتعمل الشركة في 62 دولة بما في ذلك الهند وسريلانكا ونيبال وتايلاند والفلبين. ويعتمد التطبيق في الغالب على المجتمع حيث ينشر الجيران طعاماً مجانياً ليتم انتقاؤه من منازلهم. كما يجمع فضلات الطعام أيضاً وفائض الإنتاج من الشركات وإعادته إلى المنزل في القائمة.
 
وتؤكّد Olio أنّ التطبيق ساعد في توفير ما يقرب من 58 مليون جهة من الطعام في جميع أنحاء العالم. وأكبر أسواقه الدولية هي سنغافورة، حيث تحتوي أكثر من 125000 مستخدِم وشراكة رسمية مع سوق foodpanda عبر الإنترنت. ولدى الشركة طموحات للتوسع، لكنّها، مثل التطبيقات الأخرى، ترى أنّ الافتقار إلى الوعي باستدامة الغذاء في آسيا يمثل حالياً عقبة أمام النمو.
 
أمّا كبير مسؤولي أنظمة الأغذية في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أنتوني بينيت، فأورد أنّه "يمكن أن تكون التكنولوجيا التي تواجه المستهلك، مثل التطبيقات على الأجهزة الشخصية، مفيدة للغاية، ومع ذلك، يجب النظر في هذا الموضوع جنباً إلى جنب مع زيادة المعرفة الغذائية الشاملة للمستهلكين". وتحاول بعض التطبيقات تثقيف المستخدمين بنصائح حول الحد من هدر الطعام والوصفات على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم.
 
الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium