النهار

ما الجديد في نموذج "جي بي تي 4" للذكاء الاصطناعي؟
المصدر: "النهار"
ما الجديد في نموذج "جي بي تي 4" للذكاء الاصطناعي؟
"جي بي تي 4".
A+   A-

أعلنت شركة "أوبن إي آي" يوم الثلثاء عن نموذج "جي بي تي 4" جديدٍ، يُعدّ جيلاً جديداً من لغات الذكاء الاصطناعي، في الوقت الذي أشارت فيه إلى اختلافات "قليلة" بينه وبين أسلافه، مع أفضليّة له بشكل عام في المهام الإبداعيّة وحلّ المشكلات.

 

لكن تأكيد أغلب هذه الادّعاءات لا يزال صعباً، إذ إنّ نماذج الذكاء الاصطناعي بشكل عام معقّدة للغاية، وأنظمة مثل "جي بي تي 4" متعدّدة الوظائف، مع قدرات مخفيّة وغير معروفة حتى الآن، فضلاً عن أن أكبر مشكلات "جي بي تي 4" هي أنّه "قد يخترع المعلومات، وقد يكون "خاطئاً في تنبؤاته"، في أغلب الأحيان، وفق ما تنصّ عنه "أوبن إي آي" بوضوح في تقرير لها.

 

وبالرغم من هذه التحذيرات، فإنّ "جي بي تي 4" يملك العديد من الخصائص المهمّة، وتمّ دمجه بالفعل في بعض المنتجات.

 

يُمكنه معالجة الصّور إلى جانب النّص

هذا أكبر فرق بين "جي بي تي 4" والنماذج السابقة. فالنظام متعدّد الوسائط، أي يمكنه تحليل كلٍّ من الصور والنصوص، بينما يمكن لـ"جي بي تي 3,5" معالجة وفهم النصوص فقط. هذا يعني أن "جي بي تي 4" سيحلّل محتويات الصورة، ويربط تلك المعلومات بسؤال مكتوب.

 

في هذا الإطار، اختبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الميزة من خلال عرض صورة ثلاجة مفتوحة مع السؤال عن الوجبات التي يُمكن تحضيرها باستخدام المكوّنات الموجودة ليأتي "جي بي تي 4" ببعض الأمثلة بناءً على المحتويات.

 

 

تجدر الإشارة إلى أنّ النموذج لا يمكنه إنشاء الصور على غرار "DALL-E" أو "Midjourney" أو "Stable Diffusion".

 

هذا النوع من الوظائف ليس فريداً من نوعه تماماً، إذ يمكن للكثير من التطبيقات التعرف على محتويات صورة، مثل تطبيق "Magnifier" من "أبل". لكن "أوبن إي آي" تدّعي أن "جي بي تي 4" "يولّد نفس المستوى من السياق والفهم البشري".

 

أفضل في اللعب على الكلام واللغات

تقول "أوبن إي آي" إن "جي بي تي 4" أفضل في المهام التي تتطلّب الإبداع أو التفكير المتقدّم. وخلال عرض تقديمي للنموذج، طلب المؤسّس المشارك للشركة غريغ بروكمان تلخيص قسم من منشور باستخدام الكلمات التي تبدأ فقط بالحرف "g"، وقال بروكمان إنّ الشركة توصّلت إلى نجاح لم تحقّقه في النموذج السابق.

 

وبحسب ما ورد، قدّم "جي بي تي 4" جملة مفهومة مع كلمة واحدة فقط لا تبدأ بالحرف "g"، والتي تمّ تصحيحها بعد أن طلب بروكمان ذلك. 

 

يمكنه معالجة المزيد من النصوص

لطالما كانت نماذج لغة الذكاء الاصطناعيّ محدودة بكميّة النّص الذي يمكنها الاحتفاظ به في ذاكرتها قصيرة المدى. لكن "أوبن إي آي" وسّعت هذه القدرات لـ"جي بي تي 4"، إذ يمكن للنظام الآن معالجة الأوراق العلمية والروايات الجديدة دفعة واحدة، ممّا يسمح له بالإجابة عن أسئلة أكثر تعقيداً وفهم المزيد من التفاصيل.

 

متفوّق في الاختبارات

كانت إحدى أبرز النقاط في التقرير هي أداء النموذج في مجموعة من الاختبارات المعيارية، بما في ذلك "BAR" و"LSAT" و"GRE" وغيرها. وبالرغم من ذلك، نشرت الشركة أن "جي بي تي 4" لا يزال يعاني مع الاختبارات التي تتطلّب المزيد من الإبداع، كامتحانات اللغة الإنكليزية والأدب الإنكليزي.

 

 
 

يتم استخدامه بالفعل في بعض المنتجات

كجزء من إعلان "جي بي تي 4"، شاركت "أوبن إي آي" العديد من القصص حول المنتجات التي تستخدم النموذج، ويتضمّن ذلك ميزة مدرّس الذكاء الاصطناعي، التي طوّرتها أكاديمية "كان"، والتي تهدف إلى مساعدة الطلاب في الدورات الدراسيّة، وإلى إعطاء المعلّمين أفكاراً للدروس.

 

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركة Intercom أنّها تقوم بترقية روبوت دعم العملاء الخاصّ بها باستخدام النموذج، ووعدت بأنّ النظام سيتّصل بمستندات لدعم الأعمال للإجابة عن الأسئلة، بينما يستخدم معالج الدفع "Stripe" النموذج للإجابة عن أسئلة الموظفين بناءً على وثائقه الفنية.

 

يعمل على تشغيل "بينغ" منذ إطلاقه

بعد إعلان "أوبن إي آي"، أكّدت "مايكروسوفت" أن النموذج الذي يساعد في تعزيز تجربة دردشة "بينغ" هو "جي بي تي 4". وكانت "مايكروسوفت" قالت من قبلُ إنّها تستخدم "نموذج لغة كبيراً من الجيل التالي لتشغيل "بينغ"، من دون أن تعلن عن اسمه في ذلك الحين.

 

قد يرتكب الأخطاء

أثبتت تجربة الدردشة على "بينغ" أنّها ليست مثالية؛ فهذه التجارب تعطي فكرة عن كيفيّة قيام روبوتات المحادثة المبنية على نماذج اللغة هذه بارتكاب الأخطاء. وتقول الشركة بالفعل إن النموذج يبقى عرضة لارتكاب الأخطاء ولا يمكن الاعتماد عليه تماماً.

 

وبالرغم من ذلك، يبقى هذا النظام الأكثر قوة بين نماذج لغة الذكاء الاصطناعي التي تمّ الإعلان عنها حتى الآن.

 

اقرأ في النهار Premium