انطلقت اليوم فعاليات الدورة الثالثة من "دبي بودفست"، وهو أكبر تجمع لـ"بودكاسترز العرب".
وناقش الحدث فرص وتحديات صناعة المحتوى الرقمي عبر المنصات المختلفة، وعرض تجارب صُنّاع "بودكاسترز" عرب، واستعرض دورهم في صناعة وتقديم محتوى صوتي عربي هادف، ومدى التأثير الإيجابي للمنصات الرقمية في الترويج للتجارب العربية الملهمة.
وأكدت الدكتورة ميثاء بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، أنه انطلاقاً من المسؤولية الكبيرة التي يستشعرها النادي عن دوره كأحد محركات الدفع الأساسية لتطوير العمل الإعلامي في العالم العربي، فإن تحديد الموضوعات التي يتم طرحها من خلال الفعاليات الكبرى التي ينظمها سنوياً لمناقشة واقع الإعلام العربي ومستقبله وضمن مختلف مساراته، يأتي مستنداً إلى إحاطة شاملة لكل مستجدات المشهد الإعلامي العربي.
ونوهت بوحميد بالمشاركات العربية في دورة هذا العام، قائلة إن "اجتماع أهم صُنّاع المحتوى الصوتي العربي في دبي، وحرصهم على المشاركة في نقاش مهني هدفه الارتقاء بالقطاع يعكس مدى الثقة في ريادة دبي في مجال الإعلام الرقمي وإسهامها الإيجابي في تشكيل مستقبله".
وشارك في جلسة رئيسية من الحدث كل من نايلة تويني، رئيسة "مجموعة النهار الإعلامية" ومقدمة "بودكاست مع نايلة"، بالإضافة إلى محمد إسلام، صاحب أول بودكاست إنجليزي سعودي، وعلي نجم، مقدم بودكاست "نتكلم موسيقى"، وأنس بوخش، مقدم "AB Talks".
وركزت الجلسة على صناع المحتوى العرب، حيث برز توافق على أن يكون المحتوى فريداً من نوعه ويركّز على قصة الإنسان بما فيها من عبر وإلهام للآخرين.
وركزت تويني في حديثها على أهمية دور المحاور في إدارة النقاش، فعلى سبيل المثال قد تستضيف برامج عدة الضيف نفسه، ولكن الأسلوب وفحوى المحتوى قد يختلفان باختلاف المحاور. وقالت: "أردت تحدي نفسي في إنتاج بودكاست ينقل قصة الإنسان"، وقالت إنّ المقابلات موجودة على "أنغامي" و"يوتيوب"، وهي قصص ملهمة بحلوها ومرّها والتجارب الانسانية المعبّرة.
كما شدّدت على أهمية مواكبة التكنولوجيا على المنصات كافة في تجربة "مجموعة النهار"، والإفادة منها في تقديم محتوى يصل إلى فئات الجمهور كافة.
وسـأل مدير الجلسة، عبدلله النعيمي، الحاضرين عن صعوبة إيجاد الضيوف المناسبين وعن دور العلاقات في تسهيل هذا الأمر. وهنا شبهت تويني هذه المهمة بدور الصحافة التقليدية، حيث إن بناء العلاقات هو لأمرٍ أساسي في نجاح البرنامج، أَضف الى استقطاب البودكاست عبر هويته المميزة ضيوفاً من مجالات كافة، من المشاهير وغير المشاهير، فـ"قصة الإنسان تبقى الأهم". وأكد بوخش على الأمر عينه، متحدثاً عن بدايته وبناء علاقة الثقة مع الضيوف.
وأجمع المشاركون على عنصر الشغف والبصمة لنجاح البودكاست. ودعا بوخش الى عدم التقليد وعدم الهوس بالشهرة، وبحث كل بوكادست عن هويته الخاصة، وهو ما يساهم في إنجاحه. كما تناول المشاركون أهمية الفضاءات التي وفرتها برامج البودكاست لجمهور عربي كبير كان يبحث عن شيء مختلف خارج وسائل الإعلام التقليدية.
وتهدف الدورة الثالثة من "بودفِست دبي" إلى التعرف عن قرب من "البودكاسترز" العرب على رؤاهم وأفكارهم حول كيفية النهوض بهذا الشكل الإعلامي، والتحديات التي تواجهه، والاستماع إلى مقترحاتهم حول سبل تطويره كصناعة إعلامية آخذة في النمو عالمياً والاستفادة مما تفتحه من فرص جديدة سواء على صعيد الرسالة الإعلامية أو على مستوى المردود المادي.
وشاركت في "بودفست دبي" ميشيل كوب، المدير التنفيذي لأكاديمية البودكاست، وقدمت رؤاها حول مستقبل صناعة البودكاست في المنطقة، مستعرضة بعض الإحصاءات والأرقام الخاصة التي تبرز رواج نمط البودكاست حول العالم، وجهود الأكاديمية في مجال التدريب وتمكين صانعي المحتوى بالأدوات والمهارات اللازمة لنجاح برامجهم عبر المنصات المختلفة.