لا يُعدّ إيلون ماسك من مُحبّي العمل مِن بُعد، فقد لفتت صحيفة "نيويورك تايمس" إلى أنّه أخبر موظّفي "تويتر"، خلال اجتماعهم الأول، بأنّه يجب فقط على الموظّفين الذين يُنتجون عملاً ممتازاً من المنزل الاحتفاظ بمناصبهم. بينما أكّد المالك المحتمل لـ"تويتر" أنّه يفضّل أن يعملون البعض في المكتب، إذ يعتقد أنّه "لن يكون من المنطقيّ" فصل شخص كان له تأثير إيجابيّ على الشركة. وأضاف أنّه سيتحقّق مع المديرين من أنّ الموظّفين مِن بُعد يُقدّمون إسهامات مفيدة.
في السياق، أعطى ماسك موظّفي "تسلا" و"سبايس إكس" إنذاراً نهائيّاً في أواخر شهر أيار، محذّراً من أنّه يتعيّن عليهم العمل 40 ساعة على الأقلّ في الأسبوع في مكاتبهم الرئيسيّة، ما لم تكن لديهم أسباب "استثنائية" للبقاء بعيداً، فقد شعر المدير التنفيذيّ أنّه من المهمّ حضور الموظّفين في المكتب، لا سيّما "الأعضاء رفيعي المستوى"، بحسب وصف "إن غادجت".
يتناقض إنذار ماسك تناقضاً حادّاً مع آليّة العمل في "تويتر" في الوقت الحاليّ، التي تسمح للعديد من الموظّفين بالعمل مِن بُعد إلى أجل غير مسمّى، كما تسمح الشركات التكنولوجيّة العملاقة الأخرى، مثل "غوغل" و"أبل"، للموظفين بقضاء جزء من يومهم أو كلّه في المنزل.
وتأتي مواقف ماسك في وقت يواجه ردّ فعل من قياداته، فقد قال موقع "ذا فيرج" إنّ الصحيفة اطّلعت على رسالة من عمّال "سبايس إكس" تنتقد مديرها التنفيذيّ، وتتّهم ماسك بأنّه أصبح "مصدراً متكرّراً للإلهاء والإحراج" من خلال أفعاله العامّة.
أراد كتّاب الرسالة من الشركة إدانة سلوك ماسك، ومحاسبة جميع المسؤولين على أفعالهم، وتوضيح سياساتها وكيفيّة فرضها بشكل أكثر اتساقاً.
لم يكن هناك أيّ ذكر لأيّ أسباب أخرى دفعت إلى كتابة الرسالة. ومع ذلك، فقد تعرّض ماسك لانتقادات متزايدة، وبحسب ما ورد، اتّهمت مضيفة طيران في "سبايس إكس" ماسك بالتحرّش، ممّا أدى إلى تسوية بقيمة 250 ألف دولار. بالإضافة إلى الادعاءات المستمرّة بأنّ شركاته تسمح بارتكاب "أمور فظيعة"، بما في ذلك الدعاوى القضائية من عدد من النساء اللواتي يزعمن أنّ "تسلا" لم تمنع التحرّش الجنسيّ في المكتب.