كشف تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن زاك كيركهورن، المدير المالي لشركة "تسلا"، هو الشخص الأكثر تأثيراً داخل شركة صناعة السيارات الكهربائية.
وفي غضون أربع سنوات فقط من تولّي منصبه تمكن كيركهورن، الذي يفضل الابتعاد عن الأضواء، من زيادة قيمة "تسلا" من 50 مليار دولار إلى نصف تريليون دولار.
وفي هذا السياق، فإنّ حساب كيركهورن على "تويتر" يتابعه 36 شخصاً فقط، وهو غير متاح للجمهور، في حين يتابع مدير "تسلا" التنفيذيّ إيلون ماسك 137 مليون شخص.
ويعتمد ماسك بشكل كبير على كيركهورن لتحقيق رؤيته في تحويل "تسلا" إلى أكبر شركة صناعة سيارات في العالم، وفقاً للتقرير.
وأفاد تقرير "وول ستريت جورنال" أنّ نجاح زاك كيركهورن، يعزى إلى اتباعه نهجين رئيسيين: إدارة صارمة وجماعية، والتواصل المستمر مع إيلون ماسك. وهذان العاملان جعلاه يتميز عن العديد من المديرين التنفيذيين السابقين في "تسلا".
ومنذ تولّيه منصب المدير المالي في "تسلا"، نجح كيركهورن في تعزيز كفاءة التصنيع في الشركة إلى أقصى حدّ.
وبالفعل تمكّنت "تسلا" من تحقيق 15 ربعاً متتالياً من الأرباح، وحققت أرباحاً تشغيلية بنسبة 16.8 في المئة العام الماضي، متفوقة بفارق كبير على منافسيها.
وأشار كورت كيلتي، الذي شغل منصب مدير تطوير البطاريات في "تسلا" سابقاً، إلى أنه "على الرغم من تحقيق كيركهورن نتائج مذهلة في الشركة، إلّا أنّه لم يكن يسعى أبداً للظهور في الأضواء والحصول على شهرة".
وتوجد بعض الأمور المشتركة بين ماسك وكيركهورن التي ساعدتهما في بناء تفاهم في ما بينهما، فكلاهما درس في جامعة بنسلفانيا، حيث درس الملياردير الأميركي الفيزياء والاقتصاد، وبعد فترة من ذلك درس كيركهورن الهندسة والاقتصاد أيضاً.
ويتمتع زاك كيركهورن بمعرفة تقنية عميقة، بالإضافة إلى حصوله على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من كلية هارفارد للأعمال. هذا أعطاه الأدوات اللازمة لتحقيق أهداف الشركة في زيادة مبيعات السيارات، وتخفيض تكاليف الإنتاج وتعزيز الكفاءة، وفقاً لما ذكره بعض الموظفين السابقين في "تسلا".
وبينما أحدث ماسك ثورة في صناعة السيارات من خلال تجاربه الجريئة والمخاطرة، اكتسب كيركهورن سمعة حسنة في تحقيق الدقة والكفاءة في العمليات التشغيلية.
ووفقاً لتصريحات مسؤولين سابقين في الشركة، وعلى الرغم من عدم وجود رجل ثانٍ صريح في قيادة "تسلا"، إلّا أنّ كيركهورن يقوم بالعديد من المهام اليومية بشكل يشبه مدير العمليات.
كما شهد كيركهورن لحظة تألّق خلال مؤتمر إعلان نتائج "تسلا" الفصلية في آذار الماضي، إذ استغل اللقاء مع المستثمرين للتركيز على إدارة التكاليف، وتخفيض تكاليف الإنتاج للسيارة الشهيرة موديل 3. وأشار إلى أن القدرة على إدارة التكاليف هي ما يحدد بين البقاء والفشل في هذه الصناعة.
وفي الوقت الحالي، يقود كيركهورن حملة واسعة لتحويل "تسلا" إلى شركة صناعة سيارات شاملة في السوق، وتشمل جهوده تقديم سيارة تكون تكلفتها نصف تكلفة إنتاج نموذج "موديل 3".
كيركهورن يلعب دوراً حاسماً في اتّفاق "تسلا" و"باناسونيك"
ظهرت خبرة كيركهورن داخل "تسلا" منذ سنوات، إذ كان جزءاً من فريق صغير تمّ تكليفه في عام 2014 بالتفاوض على صفقة مع "باناسونيك" لإنشاء مصنع بطاريات مشترك. وتحملت "تسلا" تكاليف البناء، في حين قدمت "باناسونيك" خبرتها.
وسافر كيركهورن وكورت كيلتي، مدير سابق في تطوير البطاريات في "تسلا"، إلى موريجوتشي في اليابان، للتوصّل إلى اتفاق.
وعلى الرغم من اختلاف التوقّعات والأولويات بين "تسلا" و"باناسونيك" في البداية، لعب كيركهورن دوراً حاسماً في التوصل إلى اتّفاق تاريخيّ.
وأسفر الاتّفاق عن إنشاء مصنع في نيفادا يعمل بالتعاون بين فرق "تسلا" و"باناسونيك" لإنتاج بطاريات تستخدمها سيارات "تسلا" حاليّاً.
وخلال تلك الفترة، تناول فريق كيركهورن مسألة توريد المكوّنات، وما إذا كان ينبغي لـ"تسلا" الاعتماد على الموردين للحصول على بعض المكونات الرئيسية، أم أنّه يجب على الشركة أن تقوم بصنعها داخلياً.
وكان أحد المكوّنات المهمّة المطروحة للنقاش هو الليثيوم، الذي يُستخدم في بطاريات "تسلا". ووفقاً لمصادر مطلعة على هذه المناقشات، فإنّ التحليل المالي الذي قام به كيركهورن وفريقه كان حاسماً في إقناع "تسلا" بالانخراط في عمليات استخراج الليثيوم.