النهار

هل دمّر كوكب زحل قمراً لتشكيل حلقته؟
المصدر: "النهار"
هل دمّر كوكب زحل قمراً لتشكيل حلقته؟
زحل.
A+   A-

أورد موقع "سبايس" أنّ حلقات زحل ربّما تكوّنت قبل 100 مليون سنة بعد أن دمّر الكوكب أحد أقماره الجليدية بفعل جاذبيّته، وفقاً لبحث جديد يربط إنشاء الحلقات بتأثير دوران زحل ومدار نبتون.

 

 احتدم النقاش منذ عقود حول عمر حلقات كوكب زُحل، فيعتقد بعض علماء الكواكب أنّ الحلقات يمكن أن تكون قديمة قدم الكوكب نفسه، ولكن في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، قدّر بيتر غولدريتش من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، وسكوت تريمين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أنّ عمر الحلقات صغيرٌ نسبيّاً، إذ يبلغ 100 مليون سنة.

 
 

وكانت مهمّة "كاسيني"، التي أطلقتها "ناسا" إلى زحل عام 1997، جلبت أدلّة على صغر سنّ الحلقات في عام 2017، وقام محلّل الغبار الكوني التابع للمركبة الفضائية بقياس الغبار بين الكواكب على الحلقات، ثمّ استعان بقياس "كاسيني" لكتلة الحلقات ليجد أنّ واحداً في المئة فقط منها يتكوّن من الغبار، مِمّا يعني أنّ عمر الحلقات يمكن أن يكون 100 مليون سنة.

 

وعلى الرغم من الترحيب بالنتائج التي توصّلت إليها "كاسيني"، حذّر بعض علماء الكواكب من الاستعجال في التوصّل إلى الاستنتاجات، مشيرين إلى أن بعض الغبار ربّما قد تساقط من الحلقات على زحل نفسه، وبالتالي بدت أصغر مِمّا هي عليه في الواقع.

 

هذا، ووجد بحث جديد، بقيادة جاك ويزدوم من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، تفسيراً لأنّ عمر الحلقات يجب أن يكون قريباً من 100 مليون سنة. وقال ويزدوم: "ما وجدناه هو التفسير الأول الذي يتنبّأ بعمر الحلقات".

 

يعتمد التفسير على عزم الدوران والانحراف وميل زحل، أي مقدار ميل الكوكب إلى المستوى المداري للنظام الشمسي، وهو 26,7 درجة. في عام 2021، قال علماء بقيادة العالمة ميلاني سايلنفست أنّ ابتعاد قمر زحل "تايتان" عن الكوكب قد يكون تسبّب في انقلاب زحل بهذا المقدار.

 

ليس غريباً أن يتحرّك محور دوران كوكب ما، لكن في حالة زحل، يلعب القمر تايتان دوراً في العملية، حيث تؤثّر جاذبية الشمس على القمر، ما يؤدي إلى حدوث "عزم دوران على زحل". عزم الدوران هو قوة الالتواء، الذي يعمل على محور دوران زحل ويدفعه إلى الدوران.

 

ومع ذلك، فإنّ دوران زحل ونبتون في النظام الشمسي غير متناسق، ما يدلّ أنّ شيئاً ما حدث أدّى إلى ذلك. ويقترح ويزدوم أنّ "زحل فقد قمراً بسبب عدم الاستقرار المداريّ، واصطدم مع زحل وشكل الحلقات".

 

يصف سكوت تريمين، الذي افترض عمر الحلقة الصغير للمرة الأولى، العمل الجديد بأنّه "رائع"، قائلاً: "بالطبع لن نعرف أبداً ما إذا وُجد قمراً إضافيّاً في نظام زحل". ولكن شرح أنّ المَيلان، ووجود الحلقات وعمرها، ومدار تايتان الغريب هو دليل يمكن الاعتماد عليه.

الكلمات الدالة

اقرأ في النهار Premium