انضم مؤسس "أمازون" الملياردير جيف بيزوس إلى قائمة قادة الشركات العملاقة المحذرين من الركود الاقتصادي، بعد أن كتب في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "نعم، الاحتمالات في هذا الاقتصاد تدعونا إلى الاستعداد لأزمة"، في تعليق على تصريح الرئيس التنفيذي لبنك "غولدمان ساكس" رأى فيه أن هناك احتمالاً كبيراً لدخول الاقتصاد في حالة من الركود.
زوكربيرغ حذّر من "أسوأ فترات الركود"
ليس بيزوس أول المليارديرات المتخوفين والمحذرين من ركود اقتصادي محتمل، فقد سبقه إلى ذلك الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، الذي نبّه في تموز من أسوأ فترات الركود في التاريخ الحديث.
وبالفعل، أعلنت "ميتا" قبل أسابيع تجميد الوظائف وتخفيض الميزانيات في معظم الفرق، حتى بالنسبة إلى الفِرق التي تنمو، وأنَّ الفرق الفرديّة ستعمل على تحديد كيفيّة التعامل مع التغيّرات في عدد الموظفين، سواء أكان ذلك يعني عدم ملء الأدوار التي يغادرها الموظفون، أو تحويل الأشخاص إلى فرق أخرى، أو العمل من أجل "إدارة الأشخاص الذين لا ينجحون"، وفقاً لما نقلته "بلومبيرغ".
وقال زوكربيرغ في تصريح: "كنت آمل في أن يكون الاقتصاد قد استقرّ بشكل أكثر وضوحاً الآن، ولكن ممّا نراه لا يبدو أنَّه قد حدث بعد؛ لذلك نريد التخطيط بشكل متحفّظ إلى حدّ ما. التجميد كان ضرورياً لأنَّنا "نريد التأكّد من أنَّنا لا نضيف أشخاصاً إلى فرق لا نتوقَّع أن يكون لها دور في العام المقبل".
غيتس قلقٌ أيضًا... و"مايكروسوفت" واصلت تقليص حجم كادرها البشري
تشمل قائمة المتشائمين بوقوع ركود أيضًا الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" بيل غيتس، الذي سبق أن حذّر في أيار من إمكانية أن تؤدي معدلات الفائدة المرتفعة إلى وقوع الاقتصاد العالمي في حالة من الركود.
واعتبر "غيتس" في حديث لـ"سي أن أن" أنّ الحرب في أوكرانيا، التي أدت إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، تأتي في أعقاب الوباء مباشرة، في وقت تسجل مستويات الدَّين الحكومي معدلات مرتفعة جداً، وتعاني فيه سلسلة التوريد بعض المشكلات، أخشى أن لدى المراهنين على التباطؤ حجة قوية جداً، وهذا يقلقني كثيراً".
وقبل يومين، أعلنت "مايكروسوفت" تسريح عدد إضافي من الموظفين، وقال المتحدث باسمها يوسف مهدي: "مثل جميع الشركات، نقيم أولويات أعمالنا على أساس منتظم، ونجري تعديلات هيكلية وفقًا لذلك. مضيفًا "سنواصل الاستثمار في أعمالنا والتوظيف في مجالات النمو الرئيسية في العام المقبل".
ماسك "يرجّح" ركود الاقتصاد الأميركي لـ18 شهراً
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" إيلون ماسك في آب (أغسطس) أنه يتوقع أن تشهد الولايات المتحدة "ركودًا معتدلًا" بشكل نسبي، قد يستمر لنحو 18 شهرًا. وأضاف الملياردير الأميركي خلال حضوره في اجتماع مساهمي "تسلا" السنوي، يوم الخميس، أن الولايات المتحدة قد تجاوزت ذروة التضخم.
وكان ماسك قد أعلن في حزيران خلال منتدى قطر الاقتصادي الذي تنظمه بلومبيرغ أن شركة "تسلا" ستخفض عدد الموظفين بنحو عشرة بالمئة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مبدياً تخوفه من احتمال حدوث ركود في الولايات المتحدة وقال: "إنه ليس أمراً مؤكداً لكن حدوثه يبدو أكثر ترجيحاً".
بين الوقائع وآراء الخبراء... ألم يصبح الركود حتمياً؟
تتضارب آراء الخبراء والمحللين بين الطمأنينة والتخوف حيال مسار الاقتصاد العالمي خلال الأشهر المقبلة، وكان آخرها تصريح الرئيس التنفيذي لـ"غولدمان ساكس" ديفيد سولومون (التصريح الذي تحدث بيزوس تعليقًا عليه) الذي اعتبر الركود يلوح في الأفق حيث يعاني الاقتصاد من معدلات التضخم المرتفعة من جهة ومحاولة الاحتياطي الفيدرالي خفض الأسعار من خلال سلسلة من الزيادات الشديدة في أسعار الفائدة من جهة أخرى.
إلى ذلك، أكد عضو بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بولاية شيكاغو تشارلز إيفانز في تصريح اليوم على ضرورة استمرار تحرك الفيدرالي الأميركي للتأكد من عدم اتساع ضغوط التضخم، واعتبر أنه لا يزال الوصول إلى معدل فائدة يتراوح بين 4.5 و 4.75% العام ًالمقبل مناسباً ومعقولا.
بناءً على ما تقدم، يبدو أن الفيدرالي الأميركي، ومعه معظم البنوك المركزية، سيستمرون في سياسة التشدد النقدي، في وقت لا أفق واضحاً حول كيف ومتى ستنتهي مسببات هذه الضغوطات، على رأسها الحرب الروسية في أوكرانيا، وعليه، ألم يصبح الركود، بل الركود التضخمي حتى، أمرًا واقعًا؟