قالت صوفي هفيتفيد من معهد كوبنهاغن للدراسات المستقبلية، في حديث لـ"النهار"، خلال فعاليات الكونغرس العالمي للإعلام في أبو ظبي، إن "الاستثمار في "ميتافيرس" محفوف بالمخاطر. فثمة خطر في الاستثمار في "ميتافيرس"، وفي التقنيات التي تتّجه نحو هذا العالم، بالرغم من أنّه أيضاً في غاية الأهمية، ويمثّل استثماراً على المدى البعيد".
وفي الوقت نفسه، اعتبرت هفيتفيد إن "عدم القيام بذلك ينطوي على مخاطرة مماثلة، لأنك إن لم تستثمر بطريقة ما في فهم هذه التقنيات والاتجاهات الجديدة، فسيفوتك القطار في ما بعد".
وردًا على سؤال عمّا إذا كان ممكنًا حماية المستثمرين في هذا العالم الافتراضي في ظلّ غياب أنظمة محدّدة، أكّدت أن "غياب الأنظمة يُشكّل مشكلة حقيقيّة، ويكثر الحديث على هذه المسألة اليوم. لقد جئت من أوروبا، وحضرت اجتماعاً للمفوضية الأوروبية الأسبوع الماضي، حيث تمّت مناقشة المسائل المتعلّقة بأنظمة ميتافيرس".
أضافت: "أعتقد أن الأمر يعود اليوم إلى التجربة واختبار هذا العالم ببطءٍ وحذرٍ. لا تتّجهوا إلى استثمارات ضخمة، فلا بدّ من القيام ببعض التغييرات الجذريّة في المستقبل. حقاً، إن هذا المجال يفتقد إلى الأمان... لكن أعتقد أننا نعيش في عالم يكتنفه الغموض. نحن نعيش في عالم من الصعب جداً تحديد ما سيحدث. ولكن كما سبق وقلت، سيكون المتعلّمون هم الذين يقودون المستقبل. مَن يدّعي المعرفة ويرفض المجازفة لن يكون جزءاً من مستقبل هذا العالم".
وعن مجالات الاستثمار الأكثر أمانًا، أرجعت ذلك إلى "الصناعة التي يعمل المستخدم في إطارها. ولم يحدّد "ميتافيرس" استراتيجيّة واضحة لذلك، في ظلّ الكثير من الزوايا المختلفة. لكن من حيث المجالات المزدهرة، يمكن التحدّث عن تحقيق الأمان وفهم كيفيّة مساعدة المستخدمين في هذه المساحات والاعتناء بهم، وإدراك كيفية القيام بذلك من خلال طريقة تضمن حمايتهم. لذا، يمكن إنشاء علاقات، وأعتقد أن ذلك يمكن تحقيقه في "ميتافيرس"؛ فإنشاء العلاقات في غاية الأهمية، وهو يمثّل استثماراً على المدى البعيد".
وتحدثت هفيتفيد عن قصص نجاح شهدها عالم "ميتافيرس" وقالت: "لمسنا نجاح منصّة "زيبيتو" التي أطلقتها كوريا الجنوبية، وكذلك "روبلوك" و"فورتنايت". لذا، بالطبع يُمكن التحدّث عن قصص نجاح. لدينا أيضاً قصّة نجاح أخرى تتمثل بكسب مجلة "تايم" عائداً بقيمة 10 ملايين دولار مقابل بيع "رموز غير قابلة للاستبدال" ومحاولة تشكيل مجتمع يتعلّق بالجيل الثالث للويب. وبالتالي، ثمّة قصص نجاح، لكن ما نحتاج إليه اليوم هو التأكد من أن كلّ هذه التقنيات ناضجة، والوقوف إلى جانب المستخدمين حيث يجب أن ينصبّ تركيزنا، فلا ينبغي أن نصنع منتجاً يفشلون فيه بطريقة ما".
وقدّمت هفتفيد نصائح لمن يريد البدء من الصفر في هذا العالم فقالت: "عندما أقدّم عروضاً تعليميّة، عادةً ما أنصح بالتقدّم بحذر في مجال تعلّم اللغات. هذه هي الخطوة الأولى. لذا، أنصحهم بمحاولة زيارة العالم الافتراضيّ، وإنشاء "أفاتار"، ومحاولة استخدام عدسات مختلفة، وتحميلها عبر هواتفهم الذكيّة؛ يمكنهم القيام بذلك بسهولة. وأنصحهم أيضاً بمحاولة شراء رموز غير قابلة للاستبدال. على الأقلّ، بهذه الطريقة يمكنهم التعرّف على العقبات من جهة، وعلى الجوانب الإيجابية من جهة أخرى، والتساؤل حول الإمكانات المتاحة، والعناصر التي يجب التعرّف عليها. ففي حال عدم فهم هذا العالم، لا يمكن اتّخاذ أيّ خطوة في اتّجاهه".
وحذّرت هفيتفيد من أن "الكثير من الأشخاص يغوصون في هذا العالم من دون معرفة عواقبه وفهمها، يجب أن نكون على دراية بذلك، لأن بناء الثقة مهمّة شاقّة، لكن يُمكن هدمها بلحظة".